جفرا نيوز -
جفرا نيوز-يستمر العراقيون بالإدلاء بأصواتهم الأحد، في انتخابات نيابية مبكرة، حيث شهدت عملية الاقتراع الإلكترونية بعض المشاكل التقنية، وفق مكتب رئيس الوزراء.
وكانت هناك أعطال في بعض الأجهزة الإلكترونية قالت السلطات إنه تمت معالجتها، وصعوبات بمسح بصمات بعض الناخبين وعمل بعض البطاقات الانتخابية.
في بغداد، اتخذت إجراءات أمنية مشددة فتمّ نشر عدد كبير من القوى الأمنية في العاصمة وعند مداخل مراكز الاقتراع. ويشارك العشرات من المراقبين الدوليين من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في مراقبة الانتخابات.
وتمت الدعوة لهذه الانتخابات التي كانت مقررة عام 2022، بهدف تهدئة غضب الشارع بعد انتفاضة شعبية اندلعت في خريف العام 2019 ضد الفساد وتراجع الخدمات العامة والتدهور الاقتصادي.
وقرّر ناشطون وأحزاب منبثقة عن التظاهرات مقاطعة الانتخابات، معتبرين أنها تجري في مناخ غير ديمقراطي.
ومع فتح صناديق الاقتراع عند السابعة صباحاً، أدلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بصوته أمام عدسات الكاميرا في مركز اقتراع في المنطقة الخضراء في بغداد، وكذلك فعل رئيس الجمهورية برهم صالح.
ويفترض إغلاق صناديق الاقتراع عند السادسة مساء (15:00 ت غ)، في حال لم يتم تمديد عمليات التصويت.
وقال الكاظمي بعد التصويت للعراقيين "انتخبوا، يجب أن نشارك جميعاً في تغيير الواقع من أجل العراق".
في ديالى شرق بغداد، قتل عسكري وجرح آخر بعدما أطلق جندي النار "عن طريق الخطأ"، وفق ما قالت السلطات العراقية في بيان.
ورغم رغبته بالتصويت، لم يتمكن محمد البالغ 23 عاماً، من العودة إلى مسقط رأسه في واسط شرقاً.
وقال لفرانس برس من أمام مركز اقتراع، "أنا أؤيد الانتخاب من أجل تغيير الوضع السياسي والفساد المالي والإداري وغياب فرص العمل"، لكن "لن أتمكن من التصويت لأن منطقتي بعيدة".
ويضيف "أنا خريج جامعي، لكنني أعمل بتنظيف الحمامات في مطعم. لو أنني في دولة أخرى، ما كان ذلك ليحصل".
ويُنتظر أن تحافظ التكتلات التقليدية على موقعها في البرلمان الجديد الذي يتوقع أن يكون مشرذما إلى حد بعيد، ما سيرغم الأحزاب على إقامة تحالفات في ما بينها. وقد تتطلب المفاوضات اللازمة لاختيار رئيس للوزراء يقضي العرف بأن يكون شيعياً، وقتاً طويلاً.
وتجري الانتخابات في بلد لا تزال خلايا تنظيم الدولة الإرهابي تنشط فيه، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأغلقت المطارات العراقية اعتباراً من الساعة 21:00 وحتى الساعة 6:00 صباح الاثنين. وأغلقت كذلك المنافذ البرية والمطاعم والمراكز التجارية ومداخل المحافظات.
وفي بلد منقسم تملك غالبية الأحزاب فيه فصيلاً مسلحاً، تسري مخاوف من حصول عنف انتخابي في حال لم تتوافق النتائج مع طموحات الأطراف المشاركة.
وكتبت بعثة الأمم المتحدة في العراق في تغريدة "في يوم الانتخابات، ينبغي أن يتمتع العراقيون بالثقة للتصويت كما يشاؤون، في بيئة خالية من الضغط والترهيب والتهديد".
ودعي نحو 25 مليون شخصاً يحق لهم التصويت، إلى الاختيار من بين 3200 مرشح، وفق قانون انتخابي جديد ينص على التصويت الأحادي للمجلس المؤلف من 329 مقعداً. وقُلّص عدد الدوائر لتشجيع المستقلين والمرشحين المحليين.
ويتوقع أن تصدر النتائج الأولية خلال 24 ساعة من موعد إغلاق صناديق الاقتراع، بينما يستغرق إعلان النتائج الرسمية عشرة أيام، وفق مفوضية الانتخابات.
ويعد التيار الصدري الذي يملك الكتلة الأكبر في البرلمان الحالي، الأوفر حظا في الفوز مجددا بأكبر كتلة. ويطمح رئيسه مقتدى الصدر الذي أدلى بصوته صباحاً في النجف، إلى تحقيق نتائج تتيح له التفرّد باختيار رئيس للحكومة.
لكن عليه التعامل مع خصومه الأبرز، الفصائل الموالية لإيران الساعية إلى زيادة تمثيلها في البرلمان الذي دخلته للمرة الأولى العام 2018، مدفوعةً بانتصاراتها ضد تنظيم الدولة الإرهابي المعروف بـ "داعش".
وينافس تحالف "تقدّم" برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بقوة في المناطق السنية.
ويبقى المشهد السياسي في العراق منقسماً بشأن العديد من الملفات، لا سيما وجود القوات الأميركية في البلاد والنفوذ المتزايد للجارة إيران. لذا، لا بد للتكتلات السياسية من الاتفاق على اسم رئيس للحكومة يملك أيضاً مباركة من طهران وواشنطن، صاحبتي النفوذ في العراق.
وقال قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، أحد فصائل الحشد الشعبي النافذة، بعد الإدلاء بصوته، "نعتقد أن العراق يحتاج شخصية ذات بعد اقتصادي... وليس شخصية سياسية، باعتبار وضع المنطقة سائر باتجاه الهدوء"، مشيراً إلى الانسحاب الأميركي المقرر من العراق والمفاوضات بين السعودية وإيران.