النسخة الكاملة

اطباء الطوارىء بالمستشفيات : نعاني من استقبال حالات مرضية غير طارئة

الخميس-2021-09-29 10:56 am
جفرا نيوز -
جفرا  نيوز - يعد قسم الاسعاف والطوارئ من أهم الاقسام في المستشفيات بشكل عام، ويهدف الى تحسين الخدمة الطبية بعمله المتواصل؛ فأبوابه لاتغلق ليل نهار من أجل مواصلة تقديم الرعاية الصحية الاولية. 

قسم الاسعاف والطوارئ قسم له خصوصية كبيرة؛ لانه يتعامل مع كافة الحالات، ولكن بالاصل لابد أن يتعامل مع الحالات الطارئة التي تفصل بين الحياة والموت طبيا، والاشهر منها السكتة الدماغية والنوبة القلبية والتسمم وحالات الصرع وحالات النزيف.

خدمات الاسعاف والطوارئ واقسامها تلاقي اهتماما عالميا كبيرا من خلال اعداد الكوادر الطبية المتخصصة للتعامل مع الحالات الطارئة، حيث تشير الدراسات إلى أن 85% من حالات الوفيات تحدث نتيجة اصابات اوحالات طبية طارئة يمكن تلافيها بالتعامل الصحيح معها، واستغلال الوقت الذي يعتبر الاهم في تقليل المضاعفات المهددة للحياة، لذلك نجد الأهمية القصوى الآن لاختصاصي طب الطوارئ او اطباء الاسعاف والطوارئ، لذلك أوجدت وزارة الصحة هذا التخصص ويوجد حاليا في سنوات الاقامة 45 طبيبا موزعين على سنوات الاقامة 3 سنة اولى و 24 سنة ثانية و 6 سنة ثالثة و12 سنة رابعة. 

ومهام طب الطوارئ كثيرة لانها تتمحور حول تشخيص دقيق وسريع للحالة واتخاذ الاجراءات اللازمة من اجل استقرار حالة المريض في اقل وقت ممكن طبيا مهما كانت الحالة وبعلم طبي الطوارئ والاسعاف على الطبيب العمل على انقاذ المريض في الساعة الاولى من وجوده في الاسعاف والطوارئ، واهمية طبيب الطوارئ انه يتعامل مع كافة الحالات المرضية سواء كانت ازمات قلبية أو دماغية وجراحة وكسورا وحوادث، وتكمن اهمية العلاج السريع او الاجراء الطبي للبعد عن المضاعفات الخطيرة. 

اقسام الاسعاف والطوارئ لاسيما في القطاع العام تشهد ازدحاما كبيرا ودائما، مما يسبب إرباكا على المرضى والكوادر الطبية بسبب غياب الفهم العام لمعنى قسم الاسعاف والطوارئ، فغياب فكرة تقديم الرعاية الصحية الاولية من خلال المراكز الصحية أدت ليكون المستشفى او قسم الاسعاف والطوارئ هو الحل النهائي والاخير امام المريض، مما يؤدي الى التجمهر والازدحام والتأثير على آلية سير العمل. 

وتشير الارقام إلى ان نسبة الحالات الطارئة التي تراجع اقسام الاسعهاف والطوارئ في القطاع العام أقل بكثير من اعداد المراجعين لهذه الاقسام، ففي العام 2019 بلغ عدد المراجعين لاقسام الاسعاف والطوارئ ّ3748393 حالة مراجعة شكلت الحالات الطارئة فيها 1ر39، وفي العام الماضي 2020 بلغت نسبة الحالات الطارئة 2ر39 % من مجموع 3741657 غير الطارئة وشكلت 2274595، وفي العام 2018 بلغت نسبة الحالات الطارئة 3455405 وفي العام 2017 راجع اقسام الاسعاف والطوارئ  3552268 ما نسبته 5ر43 % حالات طارئة فقط.

وعرف نظام التأمين الصحي الحالة الطارئة انها الحالة التي تستدعي الادخال الفوري للمريض لاي مستشفى سواء كان عاما او خاصا او اي قطاع آخر لاجراء المعالجة الفورية لايقاف الخطر الذي يهدد حياته او لازالة هذا الخطر، وهناك تعليمات عالمية وتعليمات من وزارة الصحة لاقسام الاسعاف والطوارئ لتقييم الحالة الطارئة من عدمها.

اما الحالات الاخرى فهي الحالات التي تشمل الحالات البسيطة التي يمكن انتظار معالجتها لفترة لاتتجاوز ساعتين، والثالثة هي الحالات غير الطارئة اضافة الى ان قسم الاسعاف والطوارئ يتعامل مع حالات يمكن للمراكز الصحية التعامل معها ووجودها يؤدي الى خلق حالات من الارباك وتشتيت طاقة الكوادر الطبية.

ويشير الاطباء إلى أن الحالات الطارئة المعروفة عالميا هم المرضى او المراجعون الذين يعانون من امراض خطرة او حالات تعاني من السكتة الدماغية والحوادث الخطرة وحالات الغيبوبة، حيث لابد من التعامل مع هذه الحالات بشكل فوري ونقل المريض الى غرف الانعاش مباشرة، اضافة الى وجود امراض وحالات اخرى يعانون من امراض قد تؤدي الى الوفاة ويتطلب التدخل الطبي السريع. 

ويؤكد الاطباء في اقسام الاسعاف والطوارئ بأن الكثير من الحالات التي تراجع الاسعاف والطوارئ لا تصنف بانها حالة طارئة ومكانها الطبيعي ان تكون في العيادات او المراكز الصحية وهذا الضغط الكبير على اقسام الطوارئ بهذا الشكل يلغي اهمية العيادات الخارجية والمراكز الصحية رغم ان القطاع العام يمتلك 677 مركزا بين اولي وصحي وشامل وفرعي على النحو التالي 117 مركزا صحيا شاملا و 372 مركزا صحيا اوليا اما المراكز الفرعية فهي 188 مركزا، فالمطلوب اذن وضع خريطة طريق فعلية من اجل تطوير العمل في هذه المراكز لتخفيف الضغط على اقسام الاسعاف والطوارئ وتركها فعلا للحالات الطارئة. 

ويؤكد الاطباء الى ان قسم الاسعاف والطوارئ لابد أن يرفد بمجموعة كبيرة من الاطباء والممرضين المختصين بالحالات الطارئة والمؤهلين للتعامل مع هذه الحالات والتدريب اللازم على الانعاش القلبي والرئوي وتصنيف الحالات وانعاش الاطفال والحوادث والعناية بالحالات الحرجة. 

ويؤكد الاطباء التشخيص الطبي ليس مزاجية للطبيب في القسم بل هو عمل من اجل تصنيف الحالة واجراء كافة الفحوصات والاجراءات الطبية المتعارف عليها لمعرفة طبيعة الحالة، ويؤكدوا ان كل من يراجع الاسعاف والطوارئ يعتقد ان حالاته طارئة سواء له او حتى لافراد اسرته رغم ان الحالة لاتكون طارئة، مؤكدين ان الفحوصات والاجراءات الطبية تحتاج نوعا ما الى وقت وطلب المزيد من الفحوصات من اجل التشخيص الدقيق، ولكن هناك حالات طارئة واضحة جدا يتم التعامل معها بسرعة كبيرة؛ لانها واضحة، وان العدد الكبير من الحالات غير الطارئة تؤثر بشكل كبير على مرضى الحالات الحرجة؛ لان عامل الوقت في حالات عديدة مهم جدا وأن دقيقة واحدة واجراء سريعا قد ينقذ حياة المريض.
الدستور

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير