جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تدخل ألمانيا الأحد، حقبة جديدة عند توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع لتجديد أعضاء البرلمان ثم تعيين خلف للمستشارة أنغيلا ميركل التي ستترك منصبها بعد 4 ولايات متتالية امتدت لـ 16 عاما في الحكم.
ميركل، أصبحت أول امرأة تتولى المستشارية في تاريخ ألمانيا وكسرت الحواجز وظهرت بين الشخصيات الأقوى في العالم؛ لكن بدون أن تجعل المعركة في سبيل حقوق النساء أولوية لديها ولم تعترف بذلك إلا مع اقتراب انتهاء ولايتها وقالت "أنا مؤيدة لحقوق المرأة".
ميركل المعروفة ببرودة أعصابها عرفت كيف تقف في وجه شخصيات تحب إظهار قوة ذكورية مثل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في عهدها، أصبحت أورسولا فون دير لايين وزيرة الدفاع السابقة في حكومتها وهي أول امرأة تترأس المفوضية الأوروبية.
وألقت بثقلها مجددا في الحملة الانتخابية من خلال تقديم دعم قوي لمرشح معسكرها المحافظ أرمين لاشيت المحرج بسبب تراجع شعبية الحزب، وشددت على أن "أفضل سبيل" لألمانيا هو "حكومة بقيادة أرمين لاشيت كمستشار".
ستترك ميركل السلطة متمتعة بشعبية متوهجة، عدا عن إرث متباين فهي مديرة أزمات استثنائية لكنها تفتقر إلى رؤية عظيمة.
لخصت أنغيلا ميركل شعارها قائلة إن "الحياة بدون أزمات أسهل، لكن عندما تكون ماثلة، عليك مواجهتها".
خلال تواجد ميركل في السلطة واجهت 5 أزمات كبرى بدءا من الأزمة المالية عام 2008 إلى جائحة كورونا، مرورا بإنقاذ اليورو وتدفق اللاجئين السوريين والعراقيين في العام 2015 والاحترار المناخي.
قرار "استقبال اللاجئين" سيبقى القرار الأبرز خلال حكم ميركل، وهي خطوة وُصفت بـ "الشجاعة".
الأزمة اليونانية عام 2011 أثارت انتقادات نحو ميركل، حيث أظهرت عنادا تجاه أثينا، ما دفع ألمانيا إلى حافة الإفلاس وأكسب برلين عداوات قوية في أوروبا.
"زعيمة العالم الحر"
خلال الـ 16 عاما تطور الدور الذي تلعبه ألمانيا على الساحة الدولية، حيث لا تزال العلاقة عبر الأطلسي التي تضررت خلال رئاسة دونالد ترامب، ركيزة لبرلين، كما قامت أيضا بتعميق العلاقات مع قوى أخرى في إطار رؤيتها متعددة الأقطاب للعلاقات الدولية.
صحيفة "نيويورك تايمز" أطلقت على ميركل لقب "زعيمة العالم الحر" الجديدة.
وأقامت ميركل أيضا علاقات وثيقة مع روسيا في عهد فلاديمير بوتين، ولم تحيد قضايا التجسس وضم شبه جزيرة القرم وتسميم المعارض أليكسي نافالني ميركل عن رغبتها في مواصلة الحوار مع روسيا التي نفذت معها المشروع المثير للجدل لخط أنابيب الغاز نورد ستريم 2.
زارت ميركل أيضا الصين، الشريك التجاري الرئيسي، في مناسبات عدة ما أدى إلى اتهامها بانتظام بوضع المصالح الاقتصادية لبلدها قبل قضية حقوق الإنسان.
أقرت ميركل أنه "لم يحدث ما يكفي" منذ عام 2005 للتصدي للاحترار المناخي، لكنها مقتنعة رغم ذلك بأنها "كرست الكثير من الجهد" لهذه القضية.
خلفت ميركل مفاجأة عندما قررت فجأة في عام 2011 إنهاء استعمال الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما.
أ ف ب