جفرا نيوز -
جفرا نيوز -وصل 113 شخصا بينهم مواطنون أميركيون إلى الدوحة آتين من مطار كابل الخميس، في أول رحلة إجلاء لرعايا أجانب من العاصمة الأفغانية منذ إنجاز القوات الأميركية انسحابها في 30 آب/ أغسطس واستيلاء طالبان على السلطة.
وجاءت الرحلة المتوجهة إلى الدوحة في وقت أحكمت فيه طالبان قبضتها على أفغانستان، بعد أقلّ من شهر على دخول الحركة كابل وإطاحتها بالرئيس السابق أشرف غني.
وهذه أول رحلة من نوعها منذ إجلاء أكثر من 120 ألف شخص في عمليات اتسمت بالفوضى وتوقفت عند إنجاز الانسحاب الأميركي.
وأشادت الولايات المتحدة بـ"تعاون" حركة طالبان و"مرونتها". وأعلن البيت الأبيض في بيان أن "طالبان أبدوا تعاونا بإتاحتهم مغادرة مواطنين أميركيين وحاملي تأشيرات إقامة دائمة" إلى الولايات المتحدة.
وتابعت الرئاسة الأميركية "لقد أبدوا مرونة ومهنية في التواصل الذي تم معهم على هذا الصعيد" واصفة الأمر بأنه "خطوة أولى إيجابية".
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس هبوط الطائرة في مطار حمد الدولي وخروج المسافرين منها فيما أفاد مصدر مطلع على العملية لفرانس برس بأنّ الطائرة من طراز بوينغ 777 كانت تقل 113 راكبا بينهم أميركيون وكنديون وألمان وأوكرانيون.
وكان أحد الركاب ويحمل الجنسيتين الأفغانية والأميركية قال قبيل صعوده الطائرة مع عائلته، إن وزارة الخارجية الأميركية اتصلت به صباحا وطلبت منه التوجه إلى المطار.
وأوضح هذا الوالد لوكالة فرانس برس طالباً عدم نشر اسمه "تواصلنا مع وزارة الخارجية، واتصلت بنا هذا الصباح وطلبت منّا التوجّه إلى المطار".
في الأيام التي أعقبت سيطرة طالبان على كابل، بات المطار رمزا لمشاهد اليأس بين الأفغان الخائفين من عودة الحركة إلى السلطة.
وكان الآلاف يحتشدون حول بواباته يوميا، بل أن البعض تشبثوا بطائرات فيما كانت تقلع.
ولقي أكثر من مئة شخص حتفهم، من بينهم 13 جنديا أميركيا، في هجوم انتحاري في 26 آب/ أغسطس قرب المطار، أعلن الفرع المحلي لتنظيم داعش الإرهابي المسؤولية عنه.
مع الحقائب
أظهرت لقطات مباشرة بثّتها قناة "الجزيرة" القطرية مجموعات من المسافرين بينهم نساء وأطفال وكبار في السن ينتظرون وإلى جانبهم حقائبهم على المقاعد في بوابات مطار العاصمة الأفغانية.
وقالت الدوحة التي تحوّلت إلى نقطة عبور رئيسية للاجئين الأفغان، إنها عملت مع تركيا لاستئناف العمليات بسرعة في مطار كابل من أجل السماح بنقل الأشخاص والمساعدات.
واضطلعت قطر بدور الوسيط الرئيسي بين طالبان والمجتمع الدولي في السنوات القليلة الماضية، ونقلت العديد من الدول ومن بينها الولايات المتحدة سفاراتها من كابل إلى الدوحة في أعقاب استيلاء طالبان على كابل.
وقال أحد الركاب للقناة موضحا أنه من الجنسية الكندية "نحن نقدر جدا القطريين".
بعيدا عن المطار، شوهد وجود أكبر لطالبان في شوارع كابل الخميس. وكان مقاتلون مسلحون، من بينهم عناصر من القوات الخاصة بلباس عسكري، يقفون عند زوايا الشوارع ويشرفون على حواجز، وفق صحافيين من وكالة فرانس برس.
حظر التظاهر
في مطار كابل، قال المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري مطلق القحطاني لقناة "الجزيرة" إنّ "اليوم هو يوم تاريخي لهذا المطار"، مضيفا أن "إعادة فتح المطار للرحلات الدولية (...) قد يكون بشكل تدريجي".
وفر معظم الأفغان الذين تم إجلاؤهم في الفترة السابقة، خشية انتقام طالبان منهم لعملهم مع قوات أجنبية خلال الغزو بقيادة الولايات المتحدة والذي استمر 20 عاما.
وأكدت الولايات المتحدة مرارا تعهدها السعي لإجلاء المواطنين الأميركيين المتبقين في أفغانستان بعد انتهاء عملية الإجلاء الشهر الماضي.
في وقت سابق الخميس، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن قرابة 100 أميركي فقط لا يزالون في أفغانستان.
الخميس، أشاد البيت الأبيض بالدور الذي قامت به قطر على هذا الصعيد.
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الكندية أن الطائرة أقلّت 43 من رعاياها وأنّ هؤلاء سيتم نقلهم إلى كندا في الأيام القليلة المقبلة.
من جهتها أطلقت وزيرة الخارجية الهولندية سيغريد كاغ تغريدة توجّهت فيها بالشكر إلى الحكومة القطرية "التي جعلت هذا الأمر ممكناً" وقالت إن الطائرة أقلّت 13 هولندياً.
وكانت طالبان أعلنت أنها لن تمنع الراغبين في المغادرة من السفر، علماً بأنّها حضت الأفغان أصحاب الكفاءات مثل الأطباء والمهندسين على البقاء.
وتعهدت طالبان بحكم أكثر اعتدالا مقارنة بحكمها القمعي السابق بين 1996 و2001. غير أنها أبدت مؤشرات واضحة على عدم تساهلها مع المعارضة.
في وقت سابق هذا الأسبوع فرق عناصر مسلحون من طالبان مئات المتظاهرين في مدن في مختلف أنحاء أفغانستان، ومن بينها كابل وفيض أباد في شمال شرق البلاد، وفي هرات غربا، حيث قتل شخصان في إطلاق نار.
في ساعة متأخرة الأربعاء، بادرت طالبان إلى وأد أي اضطرابات مدنية أخرى، وأعلنت أن التظاهر بحاجة إلى إذن مسبق من وزارة العدل مضيفة أنه "في الوقت الحالي" لا يُسمح بأي تظاهرة.
وعود بحكومة شاملة
بدأت حكومة مؤقتة شكلتها طالبان من موالين للحركة فقط، العمل رسميا هذا الأسبوع مع تعيين متشددين معروفين في جميع المراكز الرئيسية ودون مشاركة للنساء فيها، رغم وعود سابقة بإدارة تشمل جميع الأفغان.
وأسندت جميع الحقائب المهمة إلى قياديين بارزين في الحركة خصوصا من شبكة حقاني، أكثر فصائل طالبان شراسة، والمعروفة بشن هجمات مدمرة.
وأعيد تفعيل وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وحتى مع ترسيخ طالبان نفوذها فإنها تواجه مهمة ضخمة بتوليها مقاليد الحكم في أفغانستان التي ترزح تحت صعوبات اقتصادية وتحديات أمنية، من بينها ذلك الذي يطرحه الفرع المحلي من التنظيم الإرهابي.
أ ف ب