النسخة الكاملة

المذيع الوكيل محامي المواطنين البسطاء بلا توكيل

بورترية

الخميس-2012-04-02
جفرا نيوز - جفرا نيوز :  ابن الشيخ
خرج المذيع محمد  الوكيل من عباءة  التلفزيون الاردنى ،عندما ضاقت الفضاءات المحدودة في حريته اللامحدودة ، في برنامج يحدث اليوم ،الذي رسم معالمه، بعد بدأ حياته المهنية عام 1986 مذيعا ،وقدم برامج عديدة من أبرزها يوم جديد والخط الساخن وتحية أردنية وستوديو الخميس المفتوح وغيرها .
 الوكيل نجوميته اكتسبها من شاشة  التلفزيون الاردنى، ورافقته حتى   ستوديو الإذاعة عبر الصوت الجهورالجرىء حيث  اثبيت إن النجومية ليست بالصورة  بل هي قادرة على تقديم نفسها بالصوت فقط.
وبعد ثمانية عشر عاما من الخبرة المتراكمة والجلوس وراء ميكروفونات الاذاعات  اصبح برنامجة يترقبه الملايين من داخل الأردن وخارجه ،حسب إحصائيات متخصصة في البرامج  الاذاعية ،ناهيك إن أوقات  البرنامج مفتوحة بعد ذلك   حتى الساعة  الثالثة عصرا ، وهم يقومون بفرز ألاف  الفاكسات  الرسائل القصيرة الايميلات من أجل متابعتها وحل قضايا المواطنين .
 
ابوهيثم  ينفث عقائب  السجائر ...بنهم شديد  فهو يعوم يوميا في بحر الهموم والقضايا والبلاوى والانكسارات ، انعكست على أعصابة وصحته ،حيث يقول إن العمل الإذاعي أصعب بكثير من التلفزيون ويحتاج الى جهد اكبر لإقناع المستمع على عكس التلفزيون الذي تتدخل فيه الصورة للإقناع.
الاذاعى الشعبى الذي يرن صوتة في المنازل والمقاهى والسيارات ، يلعلع يتألق .. في موجات متناغمة حسب الحدث .
 محامى المواطنين  بلا  توكيل .. انه الوكيل ... يترافع  بمختلف القضايا  لايتقاضى إتعاب من الفقراء والبسطاء والسائقين والموظفين، فهو ابن الحارات  الشعبية  في الزرقاء وأزقتها و سحاب   وكراجاتها ،  وفي نفس  الوقت فان  مرافعاته سببت صداع  فوبيا للوزراء والمسئولين، حيث إن كل مواطن تواجهه مشكلة قي وزارة يقول سأتكلم مع الوكيل.
 ولهذا  فكلما اقتنى هاتفا جديدا ابوهيثم  ينتشر بين الناس بسرعة ويجد نفسه غارقا في بحر من الاتصالات ومع ذلك فانه يعتبر إن هذا الأمر ضريبة يدفعها مقابل محبة الناس الذين هم رأس ماله .
 
  الوكيل  وإمام امتلاكه شيفرة حب  الناس بنكهة وخلطة  سحرية  غامضة تعودت  أذان الأردنيين علية بصراحته وعدم حياديته في مهنته، وهي مصدر قوته اعتمادا على نبض الناس ومواجعهم، ولهذا ليس غريبا  ان يتم اختيارة  من قبل  احدى المجلات  المعروفة واحدا من اقوي ثلاثين شخصية في الأردن لعامي 2007 - 2008 .
ويتحدث اعلامي ان قوة الوكيل جاءت من انتمائه الواضح لمهنته،  ولهذا ورغم انتشار المحطات الإذاعية  ظل  برنامجه عنوانه صعب التقليد،  فالوكيل الشعبي كسر الاتيكيت في صوته الجهوري ،وتكلم في اللهجة الفلاحية فأصبح يتكلم  لغة تحمل غضب مواطن مقهور من فقدان دواء اوطالب لايجد رسم لجامعته أو عجوز قطعت عنها المعونة الوطنية أو سائقين سرفيس تغيرت خطوطهم واهالى قرية بلا مياه
ولكن على الجهة الأخرى  المراقبين يأخذون عليه انه لايراعى ظروف المسؤولين  وانه استغل الفيتو الشعبي بزيادة العيار حبتين ، ولهذا دخل  في معارك جانبية وإطلاق شرارات على بعض القضايا،وأخرها مع النواب وانه لايتناول قضايا  الكبرى بمحاور مختلفة  بل يركز على الجزئيات البسيطة .
 
ولكن النائب  ابا الهيثم بأصوات  الآلاف  من المواطنين  يوميا  في الاستفتاء في البرلمان الشعبي ، منح كل عاطفته للناس المحتاجة  ،ودفع الثمن بعيدا عن الأضواء ،  لكن  مالايعرفة  الآخرون، هو ابوهيثم  بسيط جدا يحمل أكياس الأدوية  بجانبه حيث يعانى من بعض الإمراض وانه يجد نفسه وسعادته في الساعات القليلة في عالم البسطاء  ويقول .. أحب ان انزل الى وسط البلد... وأتناول الحمص والفلافل وفحل البصل في مطاعمها   ...وفي إحدى مواسم الحج ظل يستمتع بقلاية البندورة مع الاعلامين  وجلساتة مع اصدقاءة كودود ووفى
 
ويستعرض ابا الهيثم  ذكريات  و مواقف الضحك والبكاء وقال ان المواطنين يحبون الضحك وبالعادة وقبل الساعة الثامنة لا استطيع إن امسك مسؤولا ، لذلك فان الساعة الأولى من البرنامج غالبا ما لا ينطبع بطابع الجدية  أحيانا كثير ابكي على الهواء لكنني اخفي دموعي حتى لا يشعر بها المستمع ويتذكر موقف على جسر عبدون حوالي الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل رن هاتفي النقال كثيرا فأخبرته بذلك وطلب مني إن أرد على الهاتف وإذا بها سيدة من اربد تقول » اخ محمد عندي طفل صغير بحاجة لنوع حليب معين ، لا استطيع إحضاره « فسقطت دمعتي لأنني أيقنت انها لو لم تكن بحاجة والدخول في لحليب لما هاتفتني بوقت متأخر فطمأنتها وقلت لها إنني سأعرض مشكلتها على الهواء صباحا وكان ذلك والحمد الله تجاوب معها الكثيرون وحلت مشكلتها . .
وعلى العموم يوميا الأردنيون ينتظرون الوكيل على اذاعتة في الوطن وخارجة فهو صلة وصل معهم وبربوع  الوطن ، وقد زار بلاد كثيرة والتقى مع الجالية الأردنية  هناك  طاف عندا النشامى  في بلاد الاغتراب وفي النهاية لا يستطيع ان ينكر نجوميته الإعلامية حتى من أعداء النجاح .


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير