جفرا نيوز -
جفرا نيوز - توقع عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، ان يشهد الربيع القادم نهاية لجائحة كورونا، فيما سيصبح الفيروس مستوطنا «موسميا».
وقال : ان هناك مؤشرات علمية باتت تدل على ان فيروس كورونا سيصبح مستوطنا موسميا ولن يتبخر، وسيعيش معنا وينشط في كل موجة بالشتاء مثل الأنفلونزا، ووقتها سيكون ضعيفا غير مميت، وفي الربيع القادم قد يكون فاقدا من قوته وتركيبته الجينية حسب علماء الجينات، كما ان عدد المتلقحين سيكون كبيرا، وبالتالي شكل الجائحة سيصبح مختلفا عن الان.
كما توقع بلعاوي، ان لا يكون هناك انتشار كبير لمتحورات جديدة مميتة، على الرغم من ظهور متحور «مو» الجديد والذي لديه قدرة على تقليل فعالية اللقاحات، معتبرا ان العالم بات يعلم كيف يتعامل مع الفيروس، سواء عن طريق اجراء الفحوصات او التقصي الوبائي او العلاجات وإعطاء اللقاحات، والرهان الحالي هو على ضعف الفيروس والذي بدأ يضعف بالفعل، والاستمرار بالاجراءات الوقائية، لافتا الى انه عندما يستشرس يضعف، لذا فإن الشتاء القادم سيعطينا مؤشرات لما بعد.
وعن موجة جديدة لكورونا من الممكن ان تشهدها المملكة، بين ان الشتاء القادم سيكون امتحانا مهما، وديناميكية المنحنيات الوبائية ستحدد كثيرا من الأمور فيما بعد، متوقعا حدوث موجة ثالثة في الخريف او الشتاء القادمين، لأن بيولوجية ومحتوى الفيروس هو تنفسي وينشط في تلك الفترة، سيما مع التجمعات وفتح القطاعات ذات الاختطار العالي، منبها على ضرورة ان تبقى اعيننا مفتوحة والالتزام بإجراءات السلامة العامة.
وفيما يتعلق بأهمية إعطاء الجرعة الثالثة المعززة للقاح كورونا للأشخاص الأصحاء، أكد بلعاوي ان اللقاحات لا تعطينا مناعة عمرية حيث اثبتت البراهين وتراكم الدلائل ان الأجسام المضادة تبدأ بالانخفاض بعد 6-8 أشهر، علما ان عدم وجود الأجسام المضادة او انخفاضها لا يعني بالضرورة ان الشخص بلا مناعة، لأن هناك خلايا تائية والذاكرة أيضا تحدد نسبة المناعة.
واعتبر ان اعطاء جرعة ثالثة مهمة لكبار السن والمرضى بعد مرور 6- 8 اشهر من تلقيهم الجرعة الثانية، ويمكن اعطاؤها للأصحاء ضمن أولويات وليس على الغارب، وهناك فئات منهم من الضروري اعطاؤهم لها كالذين لديهم تماس مباشر مع مرضى كورونا او من مر على تلقيهم الجرعة الثانية 6 -8 أشهر، وعليه فإننا بحاجة الى حملة جديدة للمطاعيم بالمملكة.
أما بخصوص لقاح الإنفلونزا، فأشار بلعاوي الى ضرورة تلقيه هذا العام إذ من المتوقع ان تكون هناك حالات انفلونزا شديدة، لأن العام الماضي شهد انتشار فيروس كورونا وأدى الى تثبيط ان تخرج فيروسات كالانفلونزا بشكل كبير، ولذلك لم يخرج الى الضوء، وبالتالي فمن المتوقع ان ينشط فيروس الانفلونزا هذا العام أكثر من العام الماضي.
وعن أهمية تلقي لقاح الأنفلزنزا هذا العام، أوضح أن هناك دراسات أظهرت ان تلقي لقاح الأنفلونزا من الممكن ان يقلل الإصابة بكورونا من 10-30%، على الرغم من انهما فيروسان مختلفان، كما ان إعطاء لقاح الأنفلونزا يسهل في الموجة المتوقعة بالشتاء التمييز بينها وبين كورونا، ومن المهم اخذ اللقاح حتى لا تظهر حالات انفلونزا شديدة لدينا.
وبالنسبة للمدة الزمنية الفاصلة بين لقاحي الانفلونزا وكورونا، اكد بلعاوي، ان التوصيات حاليا تشير الى ان الشخص يستطيع اخذهما بنفس اليوم إذا أراد، لكن في ذراعين مختلفين، حتى لا يكون هناك ألم في نفس الذراع او أن يصبح هناك تداخل بالمواد للقاحين، مفضلا ان يتلقى الأشخاص لقاح الأنفلونزا خلال شهري 10 و11 القادمين.
وفي سؤال عن مخاوف الأهالي من تلقي ابنائهم من هم أقل من (18عاما) للقاح كورونا، شدد بلعاوي على انه لا يوجد ما يسمى أعراض جانبية طويلة المدى للقاح، لأن الأعراض الجانبية تظهر خلال 3 أشهر فقط، ولا تظهر بعد سنة مثلا من تلقيه، مطمئنا الجميع أن الأعراض التي في أذهانهم غير موجودة ولن ترصد.
وأكد ان اللقاحات لا اثر لها على الخصوبة او العقم، كما انها لا تلعب بالجينات، وجميع ما ذكر في هذا الشأن لا أساس له من الصحة، فهي آمنة وفعالة، ولا تحتوي على فيروس حي وكلها إما فيروس مثبط (ميت)، او جزء من الحمض الريبوزي المرسال (Mrna)، او يعتمد على الفيروس الحامل الذي توضع فيه المادة الجينية لفيروس كورونا.
واوضح ان المشكلات التي ممكن ان تحدث هي من الإصابة بفيروس كورونا وليس من تلقي اللقاح، لأن الأعراض بعيدة المدى قد تنتج من الإصابة بالفيروس وهو ما يسمى بمتلازمة ما بعد كورونا، والتي تجرى عليها الدراسات في الوقت الحالي، وهناك مؤشرات تدل على ان الفيروس يصيب كل أعضاء الجسم كالدماغ والرئة والكلى والكبد وحتى الأعضاء التناسلية.
وفي سياق متصل، كشف بلعاوي عن دراسات وطنية تجرى تتعاون فيها وزارة الصحة مع عدة جامعات عربية وعالمية ستساعد في اتخاذ عدة قرارات بالمستقبل، والدراسات هي حول فعالية ومأمونية اللقاحات التي تم اعطاؤها بالمملكة، وعن أثر الحظر الليلي على المنحنى الوبائي، ودراسة حول متلازمة ما بعد كورونا، بالإضافة لدراسة عن أسباب تردد البعض عن تلقي لقاح كورونا.
وأكد انه تم البدء بالدراسة الأولى حول فعالية ومأمونية اللقاحات في المملكة، إذ تم الانتهاء من 50% منها، وستنتهي بشكل كامل خلال شهرين، إذ تجمع الأعراض الجانبية للأشخاص الذين تلقوا اللقاحات، وستعطي نتائج كاملة عن فعالية لقاحات فايزر وسينوفارم واسترازينيكا.
أما الأعراض الجانبية التي رصدت لغاية الان، فكانت متسقة مع الأعراض التي رصدت في جميع انحاء العالم كما اوضح بلعاوي، وقد قسمت الى أعراض جانبية موضعية، وأخرى جسمانية، وتحسسية، مبينا ان الدراسة ما زالت طور التحليل، لكنها رصدت أعراضا نادرة جدا، ويبدو انها لم يكن لها ارتباط باللقاحات على حد قوله.
الرأي -سائدة السيد