المتابع للوضع السياسي والاقليمي يرى بأنه من الضروري خلق مزيج من الروابط الدولية القادرة على موازاة التوترات المتدفقة ليكون هناك فرصة لتحسين فرص الاستقرار في المنطقة وتعزيز الشركات الاقتصادية خاصة في ظل التحديات والازمات التي تعصف بالمنطقة والتي كما أكد سياسيون بأن هدف العراق من عقد القمة يتمثل بـ"محاولة الحكومة العراقية لوضع رادع لموجات التوتر التي لا تتوقف في التوارد إليها مما دعاها الى اللجوء الى حلول سريعة من أجل السعي اللى المقاربة العربية الاقليمية لدعم العراق .
الدبلوماسية والسياسة الخارجية الأردنية التي يوجهها الملك عبدالله الثاني حملت منذ تأسيس المملكة القضايا العربية والدولية خاصة في مناطق النزاع والتي يؤكد عليها جلالته في كافة المحافل الدولية ولعل آخر ذلك المشاركة رفيعة المستوى في قمة بغداد الى جانب تركيا وإيران والسعودية ومصر والكويت وقطر والإمارات وفرنسا، إضافة إلى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي حيث شدد جلالته على أهمية تعزيز الحوار الإقليمي والدولي من خلال سياسة التوازن والانفتاح المبنية على القواسم المشتركة .
وحول مشاركة الاردن بالقمة أكد سياسيون ان انعقاد القمة في بغداد يشكل بارقة امل في التعاطي مع القضايا الدولية واقرار الجميع ضرورة التعاطي مع هذه الملفات من بوابة مختلفة بالتالي نعتقد بإن التحولات التي حدثت في السنوات الاخيرة بالاضافة الى التغيرات التي حدثت في واشنطن وطبيعة تعاطيها مع الكثير من الملفات دفعت الجميع الى اعادة النظر في سياساته
وبعيدا عن قمة بغداد فأن المنطقة تشهد حراك لمحاولة احتواء الازمات والخروج من فكرة المواجهات وهناك عمل في الاروقة خلال السنوات الاخيرة تتضمن محاولة العراق إعادة بناء علاقاته مع جيرانه وهي الاولوية لدى الاوروبيين والامريكان ومن ضمن هذه الدول الاردن والتي تعتبر مشاركتها في القمة قفزة سياسية هامة من شانها اعادة تشكيل أولويات المرحلة في تعزيز وتكامل الجهود المشتركة في المجالات كافة .
وأضافوا بحديث لـ"جفرا نيوز" أن حجم التجاذبات والخلافات في عدد من الدول مرتبط بتكوين الدولة مؤكدين انه لابد من التفكير بحلول لإنهاء ازمة اليمن وسوريا وليبيا للحد من الاستنزاف الكبير الذي لم يعد له حاجة مع التغيير في السياسة الدولية بالنسبة لواشنطن وكيفية التعامل بما يحصل في أفغانستان الامر الذي يدفع الكثير من الدول بالتفكير بطريقة جيدة لمحاولة إيجاد فرص لتخفيف من استمرار الازمات وايجاد حلول مستقبلية .
ومن الجانب الاقتصادي أكد محللون لـ"جفرا نيوز" أن مشاركة الأردن في القمة من شأنه تعجيل اقامة المنطقة الحرة بين الحدود الاردنية العراقية والتي بدأت بوضع اسس لبناء المنطقة الحرة والتي من شانها أنعاش الاقتصاد الأردني فكانت الاردن من اوائل لدول التي تصدر للعراق ونتيجة الازمة الامنية واغلاق الحدود بين الجانبين عمل على تراجع العلاقات الاقتصادية ين البلدين
مضيفين ان تعجيل ضخ الاستثمارات بين البلدين ومد انابيب النفط من البصرة الى خليج العقبة وما له نتائج ايجابية بين لطرفين مما يؤثر بصورة كبيرة على الاقتصاد بشكل عام لافتين الى ان الزيارة هي فرصة لاعادة الزخم للاتفاقيات المبرمة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والنقل والإنشاءات بما يضمن تحقيق المصالح المتبادلة حيث يرتبط الاردن بعلاقات تاريخية مع العراق .