النسخة الكاملة

وزير نقل أسبق يدعو لنقل تجربة الباص السريع للمحافظات..ويتوقع ترك المواطنين مركباتهم واستخدامه

الخميس-2021-08-03 09:58 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - منذ بدء التشغيل التجريبي للباص سريع التردد الأسبوع الماضي، طُرحت التساؤلات حول مدى خدمة المشروع للعاملين والعاملات في القطاعين الخاص والعام، من حيث التكلفة والوقت، وكذلك بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة.

وفي جولة استطلاعية أجراها فريق مع عدد من العاملين الذين استخدموا الباص السريع، حول خدمته لهم، أكد أغلبهم أن المشروع وفر عليهم الوقت والجهد لأن له مسار خاص به بعيداً عن الازحامات المرورية.

أما بالنسبة للتكلفة، فمنهم من رأى أن المشروع سيوفر عليهم، ومنهم من توقع أن تزيد، وبخاصة بعد أن تصبح تكلفة ركوب الباص الرسمية 65 قرشاً بعد أسبوعين من بدء تشغيله.

يارا، إحدى مستخدمات الباص السريع، تقطن في منطقة حي نزال وتعمل في صيدلية بمنطقة صويلح، تقول إنه وفر عليها الوقت بعد أن كانت تتأخر يومياً بسبب الإزدحامات المرورية أثناء ذهابها إلى عملها وعودتها للمنزل.

كما ترى أن تكلفة استخدام الباص "مناسبة" وستوفر عليها كلفة ذهابها إلى مكان عملها، وتوضح بالقول "كنت أدفع ما يقارب الـديناران ونصف للوصول إلى عملي قبل تشغيل الباص السريع، أما الآن فسأدفع فقط دينارا و65 قرشاً".

أما ممدوح، موظف في الأمن العام، ويعمل في منطقة الأغوار، يرى أن الباص وفر عليه الوقت إلا أن تكلفة مواصلاته لم تقلّ "لعدم وجود محطة للباص السريع في مجمع الشرق الأوسط" الذي كان يستخدم الباصات فيها.

ويوضح ممدوح نه أصبح يضطر لركوب تكسي إلى منطقة وسط البلد حيث محطة الباص السريع ليوفر الوقت للوصول إلى منطقة صويلح، ومنها إلى عمله.

وبالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، تحدث عزّت، وهو من ذوي الإعاقة الحركية، عن تجربة استخدامه للباص السريع، في فيديو له نُشر على صفحات عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أبدى ارتياحه للمشروع، خصوصاً أن الباص مهيأ للأشخاص ذوي الإعاقة، ناهيك عن أن الحمامات الموجودة في محطات الباص مهيأة لهم أيضاً.

كذلك تم استخدام خدمة "الأرصفة اللمسية" كمسار خاص للأشخاص ذي الإعاقة البصرية عند جميع محطات الباص السريع وفي الأرصفة المحيطة به، إلا أن تنفيذه "ليس بالشكل المطلوب"، وفق عزت، الذي بيّن أن هناك عوائق في مساره كالشواخص المرورية ومناهل تصريف المياه، ما قد يعرّض ذوي الإعاقة البصرية إلى الاصطدام بها.



و"الرصيف اللمسي" مسار خاص لذوي الإعاقة البصرية، ويكون باللون البرتقالي، وخطوطه عامودية وبارزة ليتمكنوا من التعرف عليه من خلال لمسه بالعصا أو أقدامهم، ويمكّنهم من السير عليه دون عوائق أمامهم.

وطالب عزت بإصلاح هذه الأرصفة وإزالة العوائق الموجودة في مسارها، موضحاً أن التهيئة "شيء حضاري ومطلب شعبي، وأنها حق لفئات كبيرة في المجتمع".

وزير النقل الأسبق أنمار الخصاونة يقول إن المشروع "حضاري.. ويتمتع بسهولة الخدمة وسرعة الوصول إلى المناطق التي يقصدها العاملون والعاملات، وسيوفر عليهم الوقت والتكلفة".



وفي تصريحٍ إلى "المرصد العمالي الأردني"، توقع الخصاونة أن يفضّل مالكو السيارات في المستقبل القريب استخدام الباص السريع بدلاً من سياراتهم، نظراً لتكلفة ركوبه البسيطة التي ستكون أقل من تكلفة الوقود، وكذلك الابتعاد عن الازدحامات المرورية.

ويرى الخصاونة أن المرحلة الأولى من تشغيل المشروع ستخفف الازدحامات المرورية بنسبة 25 بالمئة، ما يعني أن حركة الوصول إلى مناطق العمل للعمال ستصبح أسهل.



ويؤكد أهمية الاستمرارية للمشروع، وتسريع تشغيله بالكامل ليخدم أكبر فئة ممكنة من العاملين والعاملات في القطاعين الخاص و العام.



ويوصي بعمل مشاريع نقل عام مشابهة للباص السريع في المحافظات التي تشهد اكتظاظات مرورية، مثل محافظتي إربد والزرقاء.



من جهته، يقول مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، أحمد عوض، أن المشروع سيسهّل على العاملين والعاملات الوصول إلى أماكن عملهم، ويخفض تكلفة مصاريف المواصلات عليهم.



وأوضح عوض أنّ أمانة عمّان قدمت مشروعاً متقدماً، وعليها الآن تدارك بعض الأخطاء الموجودة فيه، كالمسارات الخاصة بالأشخاض ذوي الإعاقة البصرية الموجودة في المحطات.



وكانت الاستراتجية الوطنية للحماية الاجتماعية دعت إلى التوسع بإتاحة وسائل النقل العام الآمنة للمرأة والمراعية لإحتياجات ذوي الإعاقة وميسورة الكلفة للفقراء ولسكان المناطق النائية.



ويشمل ذلك وفق الاستراتيجية على توفير تراخيص مجانية للجمعيات غير الربحية التي تقدم خدمات النقل، ودعم النقل العام للفقراء العاملين ويكون ذلك من خلال برنامج "تكافل" التابع لصندوق المعونة الوطنية في حال تشغيل نظام الدفع والتتبع الإلكتروني للحافلات.



بالإضافة إلى تقديم قسائم بدل تنقلات للأسر المستحقة بحسب نتائج تقدير احتياجات الأسرة الصادر عن برنامج "تكافل"، وفق الاستراتيجية.



وكان التشغيل التجريبي للمسار الأول لمشروع الباص سريع التردد بدأ الثلاثاء الماضي، ايذانا بإنجاز هذا المشروع الحيوي للنقل العام في العاصمة عمّان، وبلغ عدد الركاب الذين استخدموا الباص حتى الآن 25 ألف راكباً.



وتبدأ مرحلة الباص الأولى من محطة صويلح للركاب مرورا بشارع الملكة رانيا العبدالله (الجامعة الأردنية) إلى محطة دوار المدينة الرياضية إلى شارع الشريف ناصر بن جميل إلى وادي صقرة إلى إشارات الرابية ثم الدوار الخامس وشارع الأميرة بسمة ووادي عبدون وصولا إلى محطة المتحف في رأس العين ولمسافة 16 كيلومترا وبتردد منتظم للرحلات بواقع 5 دقائق بين كل رحلة. "المرصد العمالي" أ