
جفرا نيوز - ابن الشيخ
ظلت بيوت أهل" الرفادة والسقاية " في مكة المكرمة من الهاشميون عبر التاريخ ،منارات لضمان الحقوق وترتيب الواجبات وصيانة الكرامة، منذ أن كانت قريش دار قيادة، حيث توارث الأبناء والأحفاد شرف الخدمة واللواء كابراً عن كابر، وهم من تنزّلت بِهم سور الكتاب ورُتّلت ترتيلا
ورغم توالى القرون والحقب ظلت بيوتهم والدواوين عامرة بأصحاب الحاجات ،وبين أحجار قصر رغدان الديوان الملكي، في قلب المناطق الشعبية في وسط البلد عمان من وادي الحدادة والهاشمي الجنوبي والجوفة، بناسها البسطاء الفقراء الطيبين، تترد إيقونة صدى حلف الفضول بقيادة بني عبد مناف، والذي استند في قوته إلى قوة الهاشميين القرشيين وقدرتهم على صياغة المجتمع و توفير الأمن والاستقرار لمواكب الحجاج ما قبل الإسلام.
وما شبة اليوم با لبارحة ، حيث أصبحت ساحات الديوان الملكي " هايد بارك " لبعض الاعتصامات الدائمة تمتص الاساءه وسقف الهتافات العالية ، تستقبل كل طلاب الحاجة والمظاليم يوميا. بالالاف ..يأتون من كل فج وقرية وبادية ومخيم الى ديوان ابوحسين ...مرضى ومفصولين... وعاطلين..عن العمل وفقراء صغار وكبار ومعهم مواطنون يشكون نقص الخدمات يحملون استدعاءات غاضبين يبثون الشكاوى عن عدم الاهتمام يقضياهم
والديوان الملكي بطرازه المعماري القديم منذ تاسيس الامارة يؤدي نفس الدور ويزداد حتى وصل الى نموذج يحاكى عبق الماضي كديوان مظالم عند الخلفاء الصالحين ، في عهد ابا الحسين ,حيث إن من يدخل ابن عم أبى سفيان هو امن ... وكم من فقير وصل هذا باب الديوان ....وعاد براتب شهري مدى الحياة ,, ومريض حول الى مستشفيات وأجريت عملية له ونال الشفاء...ومديون قضيا دينه ... وكم من سجين أطلق صراحة من وراء القضبان .. وكم من مُسيء تم الصفح عنه وكم من مظلوم تم انصافه، وكم من يتيم تمت رعايته ، وكم من أسرة تقطّعت بهم السُبل وتجمع شملهُم في موئل الرجاء في هذا البيت الهاشمي العتيق ،الذي غطى عجز الحكومات المتعاقبة ، وإغلاق أبواب المسؤلين ...حيث أبواب رغدان مفتوحة على مصراعيها بلا حواجز ٍ او عوائق مما جعل أصحاب الحاجات يهرولون الى من يسكنون قلوب الأردنيين النشامى في ديوان الهاشميون منبعُ الرجاء ومُفتاح الأمل فهم الصورة الناصعة في خارطة الوطن وعنوان تعريفه بالخارج.
وأنهم الهاشميون أهل الرفادة والسقاية ذوو أخلاق وحسن معاملة، وكان هاشم جد الرسول الكريم "ص" من أشهر قادة رحلات الإيلاف وقد توفاه الله في إحدى رحلاته وهو في غزة في فلسطين، ولا زال قبره هناك ولا زالت غزة تعرف باسم غزة هاشم..
ويقول معارض سابق عندما تنظر عنياك شمالا ويمينا على كل الدول العربية وترى حمامات الدم والرؤوس نحمد الله على أوضاعنا ، فالمسيرات تطوف بسلام أسبوعيا من عام ونيف وأصحاب الصوت العالي تطوى صفحاتهم باستمرار، والنظام الأردني لم تلطخ يداه بدماء الأبرياء، ومن تطاول على مؤسسة العرش منذ الجد الموسئس والراحل العظيم الحسين و صدر بحقه حكم الإعدام صفح عنه .
وقال انه رغم كل ما لحق بآل البيت عبر تاريخهم من الأذى والقتل فأنهم ما ردوا الأذى بالأذى ولا القتل بالقتل، وإنما بقوا أهل الإحسان والمعروف والتسامح يحتسبون الأمر عند الله وهذا ثبّت المحبة في قلوب الناس وعظُم احترامهم.