جفرا نيوز - قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، مسيرة سلمية خرجت تنديدا بـ"مسيرة الأعلام" للمستوطنين في مدينة القدس المحتلة، وأصابت عددا من المشاركين بالاختناق من جراء الغاز السام والمدمع .
وانطلقت المسيرة التي دعت إليها القوى والفصائل الوطنية، من منطقة باب الزقاق، مرورا بشارع القدس وصولا إلى المدخل الشمالي لبيت لحم "محيط مسجد بلال بن رباح"، حيث قمعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص المغلف بالمطاط، ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين.
وتُعرف المسيرة باسم مسيرة الأعلام احتفالًا بإعلان إسرائيل القدس عاصمة موحدة لها إثر احتلالها وضمها عام 1967 ويشارك فيها الآلاف وتصل إلى القدس المحتلة وتمر بمحاذاة وداخل أسوار المدينة القديمة وفي السوق الرئيسي ويتخللها استفزاز لسكانها.
وحذر الأردن في وقت سابق من تبعات الخطوات الاستفزازية التي تؤدي إلى التصعيد والتوتر والعنف ومن مغبّة ما يسمى "مسيرة العلم" الاستفزازية.
الخليل
كما أصيب عشرات الفلسطينيين مساء الثلاثاء، بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز السام، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدخل مخيم العروب شمال الخليل.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي وضعت اسلاكا شائكة على مدخل المخيم، تحسبا لاندلاع مواجهات تزامنا مع مسيرة الاعلام في القدس، فيما تعمد الجنود إطلاق قنابل الغاز والصوت صوب نوافذ وباحات المنازل.
القدس
وأصيب 5 فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، مساء الثلاثاء، على ايدي قوات الاحتلال الإسرائيلي في باب العامود وباب الساهرة وشارع صلاح الدين في محيط البلدة القديمة، بالقدس المحتلة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر في القدس، في بيان مقتضب، إن طواقمنا تعاملت مع 5 إصابات خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة، بينها 3 بالرصاص المطاطي.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اغلقت جميع المداخل المؤدية إلى باب العامود أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، ودققت في هويات المواطنين والصحفيين وأبعدت بعضهم عن المنطقة وعن شارع السلطان سليمان، ومنعتهم من الدخول إلى المنطقة أو الخروج منها.
تنديد فلسطيني
ودعت الفصائل الفلسطينية الاثنين إلى "يوم غضب" ضد مسيرة الأعلام.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن ذلك يمثل "استفزازا لأهلنا وعدوانا على القدس والمقدسات".
وحذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تنظيم المسيرة، بعد أقل من شهر من وقف إطلاق النار الذي أنهى 11 يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن مسيرة الأعلام تهديد مباشر للجهود المبذولة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وحذرت الوزارة في بيان الاثنين، من مغبة إجراء هذه المسيرة الاستفزازية ومخاطرها ونتائجها على الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة ووقف العدوان وجهود إحياء عملية السلام، وتعتبرها امتدادا لعدوان الاحتلال المتواصل ضد المدينة المقدسة ومقدساتها ومواطنيها، وجزء لا يتجزأ من عمليات "أسرلة" وتهويد القدس المحتلة.
وأوضح محافظ القدس عدنان غيث، الاثنين، أن الاحتلال الإسرائيلي يحول القدس المحتلة إلى "ثكنة عسكرية" ويقسمها لمعازل محاصرة، بقواته المعززة لتأمين مسيرة المستوطنين المقررة الثلاثاء.
ومنعت السفارة الأميركية موظفيها وعائلاتهم من دخول البلدة القديمة في القدس المحتلة، ودعت الرعايا الأميركيين للحذر بسبب احتمال اندلاع مواجهات مع إقامة مسيرة الأعلام.
"صاعق انفجار"
وقالت حركة حماس، إن مسيرة الأعلام ستكون بمثابة صاعق انفجار لمعركة جديدة.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى وهي جناح عسكري لحركة فتح حالة التأهب القصوى استعدادا للرد، في حال دخول مسيرة الأعلام إلى باحات الأقصى، الثلاثاء.
وأكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة أن المقاومة الفلسطينية جاهزة لمساندة التصدي لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل أنباء بشأن مسيرة الأعلام في القدس المحتلة والأوضاع في حي الشيخ جراح وعموم مدينة القدس المحتلة.
وأصدرت حركة فتح بيانا من لجنتها المركزية دعت فيه الشعب الفلسطيني إلى ضرورة المسير يوم الثلاثاء، والتصدي لمسيرة الاعلام لأن في المسيرة" تكريس لنهج الاحتلال الإسرائيلي وتكريس لفكر قيادة دولة الاحتلال فيما يخص تهويد القدس"، بحسب الناطق باسم حركة فتح حسين حمايل.
وحذر حمايل في تصريحات صحفية ، من حدوث تصعيد في حال حدوث المسيرة، وأجاز الكابينت الإسرائيلي في وقت سابق، إقامة "مسيرة الأعلام" اليهودية الثلاثاء.