جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أصبحت الهواتف المحمولة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهي تتيح لنا الاتصال أو إرسال رسائل نصية إلى أشخاص آخرين من أي مكان وفي أي وقت.
لكن قد لا تكون عبارة من أي مكان دقيقة أو بالأحرى صحيحة تماماً. فهناك مكان تمنعك القوانين فيه من استخدام هاتفك- أو بالأحرى تعطل قدرته على الاتصال بالشبكة الخلوية لشركة الهاتف للحصول على الصوت والبيانات- إنه الطائرة.
معظم الدول والشركات لديها قوانين صارمة بشأن الاتصالات على متن الطائرة تتراوح من التحذير إلى الاعتقال. لكن هل تساءلت سابقاً عن السبب وهل يوجد خطر حقاً من استخدامها؟
منع استخدام أجهزة الاتصال على متن الطائرة
إن استخدام الهاتف للاتصال بشبكة خلوية أثناء السفر على متن طائرة محظور في الواقع من قبل العديد من الحكومات وشركات الطيران.
لطالما حظرت إدارة الطيران الفيدرالية في أمريكا (FAA) استخدام الهواتف والأجهزة الأخرى للاتصال بالشبكات الخلوية؛ بسبب ما تقوله عن احتمال أن تتداخل هذه الأدوات الإلكترونية مع أنظمة الملاحة الجوية والاتصالات.
بحلول عام 2013 ، خفَّفت إدارة الطيران الفيدرالية القيود قليلاً، مما سمح باستخدام الأجهزة المحمولة في وضع الطائرة؛ حيث يتم إيقاف تشغيل قدرة الهاتف على إرسال إشارات الراديو إلى الأبراج الخلوية، طالما أنها لن تتداخل مع إلكترونيات الطائرة.
في وضع الطائرة، يتم إيقاف تشغيل القدرة على الاتصال والرسائل النصية. ويتم أيضاً إيقاف تشغيل الوصول إلى WiFi و Bluetooth ولكن يمكنك تشغيلهما بشكل منفصل مع الاستمرار في وضع الطائرة.
القوانين ليست حديثة ومعظم الدول تلتزم بها
لماذا لا يمكننا إجراء اتصال هاتفي على الطائرة
إن هذه القوانين ليست جديدة، ففي عام 1991 منعت لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC)، التي تنظم الهواتف المحمولة، ركاب الخطوط الجوية في عام من إجراء مكالمات أثناء الرحلة، خوفاً من أن تتداخل هذه الإشارات مع شبكات الاتصالات على الأرض.
لا يزال هذا الحظر سارياً، على الرغم من أن لجنة الاتصالات الفيدرالية درست في السنوات الأخيرة اقتراحاً للسماح بتكنولوجيا جديدة كانت ستسمح للركاب بإجراء مكالمات خلوية دون إحداث تداخل لكنها رفضت بعد ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
ما مدى خطر القيام باتصالات على متن الطائرة؟
لماذا لا يمكننا إجراء اتصال هاتفي على الطائرة
هل من الضروري حقاً حظر استخدام الهاتف المحمول في رحلات الطيران؟ خلص الباحثون في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى أن الهواتف لديها القدرة على التدخل في الإلكترونيات المهمة في الطائرات، على الرغم من أنهم لم يتمكنوا من العثور على أي حالات تسببت فيها في وقوع حادث.
يقول سفين بيلين، أستاذ التصميم الهندسي والهندسة الكهربائية وهندسة الطيران في جامعة ولاية بنسلفانيا، إن الهواتف ليست مشكلة أمان بقدر ما كانت في السابق.
يوضح بيلين، الذي كتب مقالاً عن الهواتف المحمولة على متن الطائرات لمجلة The Conversation في عام 2018: "معظم الطائرات أصبحت أكثر صلابة في الوقت الحاضر. هناك دائماً احتمال حدوث بعض التفاعلات العكسية، ولكن الشركات تحاول التخفيف من حدتها من خلال إحاطة إلكترونيات الطائرة (مثل أنظمة التحكم في الطيران) بمادة موصلة للكهرباء لمنع التداخل الكهرومغناطيسي من أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة عليها.
هناك دليل جيد على أن هذه الحماية تعمل؛ لأنه كما يلاحظ بيلين، من المحتمل أن يكون هناك الكثير من الركاب الذين لا يغلقون الاتصالات الخلوية لهواتفهم، أحياناً عن غير قصد، حتى بعد تذكيرهم المضيفات قبل الإقلاع.
يقول بيلين: "إذا كانت هناك مشاكل كبيرة، فسنرى الطائرات تتساقط من السماء". لكن هذا لا يعني أبداً أنه يمكنك تجاهل الحظر.
الهواتف المحمولة والشبكات الأرضية
في الحقيقة لا توجد أي تقنية تمكّن أطقم الخطوط الجوية من التعرف على شخص ما قد يحاول إجراء مكالمة على متن الطائرة باستخدام هاتف خلوي. ومع ذلك، إذا حاولت إجراء مكالمة، فمن المحتمل أن يتم تحذيرك أو تغريمك أو حتى القبض عليك في بعض الدول، لأن أطقم المقصورة أو الركاب الآخرين على الأرجح سيكونون قادرين على معرفة ما إذا كان الراكب يتحدث عبر الهاتف أثناء تحليق الطائرة.
لماذا لا يمكننا إجراء اتصال هاتفي على الطائرة
من المحتمل أن تتداخل الهواتف المحمولة مع الشبكات الأرضية. من الناحية العملية، على ارتفاع إبحار طبيعي يبلغ 36000 قدم (11 كيلومتراً) إذا كان لديك اتصال خلوي في الهواء، فمن المحتمل ألا تحصل على أي أبراج خلوية.
الأبراج الخلوية لا تتوقع أن تكون هناك حركة مرور في الهواء، لذلك تتركز أنماط الإشعاع الخاصة بها على الأرض. من المحتمل أنه فقط عندما تهبط الطائرات إلى أقل من 10000 قدم (3 كيلومترات)، مع اقترابها من الهبوط، يمكن للركاب أن يستطيعوا القيام باتصالات ويتسببوا في حدوث تداخل.
بعض خطوط الطيران تسمح بالاتصالات
هناك تقنية تسمح للركاب بإجراء مكالمات دون التعرض لخطر التدخل في إلكترونيات الطائرة أو الشبكات الأرضية.
تسمح الخلايا البيكوسية- وهي في الأساس عبارة عن برج خلوي مصغر منخفض الطاقة مثبت على الطائرة- بنقل المكالمات عبر اتصال الإنترنت الخاص بالطائرة.
مثل الولايات المتحدة، حظرت العديد من الدول الأوروبية الهواتف المحمولة على الطائرات. ولكن مع معالجة قضايا السلامة والاتصالات الأرضية من خلال التكنولوجيا الجديدة، تم رفع هذا الحظر في بعض الدول.
وفقاً لموقع abcnews، في أبريل/نيسان 2008، أصبحت الخطوط الجوية الفرنسية أول شركة طيران تقدم تجربة تشغيلية لخدمة تتيح للركاب استخدام هواتفهم الخاصة لإرسال رسائل بريد إلكتروني وإرسال رسائل نصية واستقبال المكالمات الهاتفية. كما أعلن الطيران العماني والملكية الأردنية وخطوط شنتشن الجوية عن شراكات مماثلة مع شركة الطيران OnAir.
منذ أوائل عام 2010، قدمت شركة الطيران البريطانية فيرجن أتلانتيك خدمة الهاتف المحمول على متن الطائرة باستخدام تلك التكنولوجيا. لكن الخدمة تتوقف بمجرد أن تصبح الطائرة ضمن مسافة 250 ميلاً (402 كيلومتر) من حدود الولايات المتحدة.
لكن بالنسبة لدولة مثل أمريكا الأمر غير متاح، فقد أمضت لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) سبع سنوات في التفكير في تغيير القانون الذي كان من شأنه أن يسمح بخدمة الهاتف المحمول على الرحلات الجوية، لكنها في النهاية تخلت عن الفكرة، بعد أن واجهت معارضة شديدة من مجموعة واسعة من المجموعات، بدءاً من المضيفات والآلات والعاملين في مجال الطيران إلى ضباط إنفاذ القانون الفيدرالي.
أسباب الاعتراض على الاتصالات على متن الطائرة
كان أحد المخاوف هو أن الهواتف قد تستخدم من قبل الإرهابيين لتفجير عبوات ناسفة. أما الاعتراض الآخر فقد كان أنه إذا انشغل الركاب على هواتفهم، فقد لا يسمعون تعليمات السلامة المهمة من المضيفات.
واعترض آخرون لأنهم رأوا تحدث الركاب على الهواتف كمصدر إزعاج داخل الحدود الضيقة لطائرة، بينما يحاول الآخرون القراءة أو النوم أو التحدث بهدوء مع أصدقائهم.