النسخة الكاملة

فتح القطاعات.. هل يجدد مخاوف مقبلين على الزواج؟

الخميس-2021-06-09 10:51 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - هي أشهر قليلة، لكنها ساهمت بالفعل بتغيير عادات مجتمعية كانت أساسية وبارزة ومطلوبة لسنوات طويلة، وأولها المناسبات بأشكالها. تحديد أعداد المدعوين وغياب المظاهر الاحتفالية، واقتصار المناسبة على أفراد العائلة وعدد من المقربين، ساهم بزيادة إقبال الشباب على خطوة الزواج، خصوصا أن كل ذلك يصب بانخفاض التكاليف التي كانت تشكل عائقا كبيرا.
الصعاب التي خلفتها جائحة كورونا منذ انتشارها في آذار (مارس) الماضي، لا يمكن انكارها أو تجاوزها بسهولة، غير أن هناك بعض العادات التي تبدلت للأفضل، وبات يخاف البعض أن يفقدها بعد انتهاء الجائحة.

واحدة من أكثر هذه العادات التي تغيرت منذ قرارات الاغلاقات؛ منع التجمعات الكبيرة في حفلات الزواج، وهو الأمر الذي أدى الى اختصار الكثير من النفقات التي كانت تقع على كاهل العريس وترهقه وأحياناً تسبب عزوفه عن الزواج.
وذلك، ما شجع بكورونا في زيادة معدلات الزواج، لأن المراسم تتم بسلاسة وببساطة ومن دون أي أعباء اضافية على الشخص، غير أن العودة حالياً الى فتح القطاعات التدريجية ومن بينها صالات الافراح عاد ليدق ناقوس الخوف عند الشباب، خصوصاً الذين ينوون الزواج في هذه الفترة.

ذلك الفرح بأن تعود الحياة لسابق عهدها، بعيدا عن الخوف من انتشار المرض، وإعادة فتح القطاعات الذي يشي بـ”انفراج” طال انتظاره؛ يقابله قلق من عودة الأمور الى سابق عهدها بزيادة المصاريف، واشتراطات الأهل بحفل كبير وسط حضور أعداد كبيرة.

اختصاصيون اعتبروا أن ما حدث في كورونا من اختصار بحفلات الزفاف هو أمر ايجابي، ولا بد من الاستمرار به، وذلك يتطلب حملات توعوية من قبل كافة الجهات والمؤسسات للابقاء على هذه العادات السليمة التي سهلت وقللت من أعباء كبيرة كانت ملقاة على عاتق الشباب.

انتشار فيروس كورونا والاجراءات الوقائية المشددة، كان لها تأثير كبير على كثير من العادات الاجتماعية ومنها عادات الزواج، حيث منع القانون التجمعات الكبيرة، وتحديد أعداد معينة في الحضور، بالتالي التقليل من تكاليف الحفلات.

تلك الإجراءات، قابلها تعكير لأجواء الفرح مع الحد من أعداد المشاركين من الاهل والاصدقاء الذين ينتظرون مثل هذه المناسبات لمشاركة الآخرين أفراحهم، غير أن آخرين وجدوا في تلك الظروف فرصة لإتمام فرصة الزواج، من حيث قلة التكاليف التي تأتي بوقت تدني الدخل وتوقف كثيرين عن العمل.

وأظهرت إحصاءات دائرة قاضي القضاة تزايد عدد عقود الزواج العام 2020 عما كانت عليه العام 2019.

وبعد الاعلان عن العودة لفتح صالات الافراح وإن كان بعدد لا يتجاوز مائة شخص، فقد أخذ الكثيرون يترقبون ما سيكون عليه سلوك المقبلين على الزواج، حيث ان الكثيرين بانتظار اجراء هذه الخطوة ضمن تكاليف محدودة خصوصا بعد اكثر من عام على منع التجمعات، وتدني الدخل لدى الشريحة العظمى من الشباب مما يفرض عليهم إتمام ذلك بتكاليف قليلة.

ويرى الاختصاصي الاجتماعي ومدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان، أن فتح صالات الافراح وان كان مطلبا لأصحابها ولكثير من المواطنين، إلا أنه في نفس الوقت سيسبب إحراجا لآخرين ممن ينتظرون الزواج بتكاليف محدودة، وإجراءات المنع ترفع عنهم الحرج.

ومن جانب آخر، فإن تحديد عدد الحضور بمائة شخص سيسبب الإحراج لآخرين، حيث إن اعداد المدعوين في الظروف العادية تزيد على هذا العدد، وهو عدد ربما لا يفي باحتياجات أقارب العروسين من الدرجة الأولى باعتبار أن الاعراس يحضرها الكبار والصغار.

النظرة الاجتماعية وطبيعة المجتمع الذي يغلب عليه طابع التقليد للآخرين، ربما تجعل الغالبية تبحث عن إقامة الحفل في الصالات وان كان العدد قليلا والتكاليف مرتفعة. فالبعض يهتم بالمظاهر حتى لو كان ذلك يدفعه للاستدانة وتحمل اعباء الديون، وفق سرحان.

ويذهب سرحان إلى أن حرج البعض في اختيار المدعوين، والأسس التي سيتم اعتمادها في ذلك، وتفهم الأقارب والأصدقاء من عدمه، سيؤثر على العلاقات الاجتماعية، مبينا أن الكثير من الشباب استفادوا من ظروف الجائحة لعقد الزواج واتمامه خلال فترة قصيرة.

ويبين أن تحمل اعباء ديون الزواج يترك اثر سلبيا على الحياة الزوجية، خصوصا مع التكاليف المرتفعة لمستوى المعيشة، لذلك لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن الظروف الحالية ما تزال صعبة من الناحية المادية للكثير من الشباب.
ووفق سرحان، من المهم تفهم الظروف من قبل اهالي العروسين والتعاون لبناء الأسرة وتمكين الشباب والفتيات من الزواج، وألا تكون الامور المادية سببا في الاختلاف أو حدوث المشكلات.

ويأمل سرحان ان تكون فترة انتشار كورونا وما صاحبها من إجراءات بداية لتغير اجتماعي ايجابي حقيقي، يساهم في التقليل من تكاليف الزواج ومساعدة الشباب على الزواج. والتخلص من العادات الاجتماعية التي تشكل عبئا على الشباب والأسر.
الاختصاصي التربوي عايش النوايسة، يبين أن ما حدث في كورونا من اختصار وتغيير في العادات الاجتماعية سهل من اتمام مراسم الزواج، مؤكدا ضرورة الابقاء على هذه العادات وتيسير امور الزواج وتخفيف التكاليف، وذلك يحتاج الى وعي مجتمعي يحارب فكرة التبذير.

وعلى المؤسسات المجتمعية والاعلامية، التوعية والتثقيف المستمر لمحاربة عادات سلبية قديمة، والحث على عدم الاسراف، وتسهيل عملية الزواج بتكاليف منخفضة، مبينا ان بعض الرسائل قد تؤدي الى أثر ايجابي كبير.
وبحسب النوايسة، فإن الاسرة لها دور مضاعف في وقف العادات السلبية، لافتا إلى ان كل هذه الاجراءات مع المؤسسات المجتمعية والتعليمية والأسرة، ستساهم بخلق وعي مجتمعي في هذه القضية بما يساهم في الحد من مصاريف الزواج وتشجيعهم بالإقدام عليه.

الغد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير