وأعاد النشطاء طرح قضية الظروف المعيشية التي يمر بها أبناء ”البدون"، الذين تتباين الروايات الرسمية والشعبية حول أحقيتهم بالجنسية الكويتية.
وتوفي الطفل ويُدعى جراح عايد، البالغ من العمر 12 عامًا، أمس الجمعة، عقب دهسه بسيارة في شارع دمشق أثناء بيعه للورود، بعد فشل محاولات إنعاشه من قبل طبيب وفتاة كويتية كانا قريبين من موقع الحادث.
وقال الطبيب ميثم الحسين، الذي كان موجودا لحظة وفاة الطفل وحاول إنعاشه، إن الطفل توفي بالرغم من محاولة إنعاشه الثانية في مستشفى الأميري، حيث فارق الحياة وفي جيبه 8 دنانير ما يُعادل 27 دولارًا، هي ثمن الورود التي باعها.
وأطلق النشطاء وسم #استشهاد_طفل_بدون، الذي لقي تفاعلاً واسعاً من قبل حقوقيين وأكاديميين طالبوا السلطات المختصة بالتدخل لإنهاء معاناة هذه الفئة ومعاناة عائلة الطفل، الذي تم دفنه عصر اليوم السبت في مقبرة الجهراء.
وحمل المحامي محمد الحميدي، مدير جمعية حقوق الإنسان سابقاً، الحكومة والجهاز المركزي لمعالجة أوضاع ”البدون" المسؤولية عن وفاة الطفل، قائلاً: إن ”أطفالا بعمر الزهور ذهبت أرواحهم بسبب قسوة الحياة وقسوة ما يعانونه من ضيق وتعسف وحرمان من جهاز ظالم يستمد قوته من حكومة سيئة".
وتعتبر قضية ”البدون" في الكويت من أبرز القضايا التي تتم إثارتها بشكل دائم عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بشكل رسمي وشعبي، وسط مطالبات بوضع حل جذري لقضيتهم الشائكة، لا سيما مع تكرار حالات الانتحار بينهم في السنوات القليلة الماضية.
وتقدر السلطات الكويتية عدد ”البدون" الكامل بأقل من 100 ألف شخص، لكنها لم تعترف إلا بنحو 32 ألفًا منهم، وتقول إن الباقين هم من جنسيات أخرى، لكن الكثيرين منهم يتمسكون بشدة بمطلب الحصول على الجنسية الكويتية، ويقولون إنهم مواطنون.
وأنشئ الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع ”البدون" بمرسوم أميري سنة 2010 لمدة 5 سنوات، ثم تم تمديده سنة 2015 بمرسوم آخر لمدة سنتين، تبعه عام 2017 مرسوم آخر لتمديده 3 سنوات، تبعه مرسوم آخر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي بالتمديد عامًا واحدًا.