النسخة الكاملة

سهر الصايغ: وصلتني رسائل كيفية مواجهة التحرش.. وأقدّم ما يناسب تربيتي..صور

الخميس-2021-06-06 10:12 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - فنانة شابة قادمة بقوة، تمتلك موهبة لا يختلف عليها أحد، تنتقي أدوارها وأعمالها بعناية شديدة ونجحت في أن تحجز مكانها في الموسم الرمضاني الماضي رغم المنافسة الشرسة بمسلسل "الطاووس"، لتثير جدلا واسعا وضجة كبيرة، أنها الفنانة المصرية سهر الصايغ التي تحدثت لـ"فوشيا" عن تجربتها الجديدة.

وكشفت عن العديد من التحديات والصعوبات التي واجهتها من خلال تصوير "الطاووس" الذي يلقي الضوء على قضية جريئة ومهمة؛ إذ يناقش قضايا الاغتصاب والتحرش، كما تحدثت عن الوجه الآخر لها بعيدا عن التمثيل، وأحلامها القادمة.

ما الأسباب التي دفعتك لقبول مسلسل "الطاووس"؟

"الطاووس" بالنسبة لي تجربة خاصة جدا، فهو عمل مكتمل الأركان، من نص قوي ومخرج كبير ومتميز مثل المخرج رؤوف عبد العزيز، وفريق العمل ككل وعلى رأسهم الفنان الكبير جمال سليمان، ويقدم العمل قضية مهمة وشائكة وللأسف أصبحت موجودة في المجتمعات العربية بشكل كبير وهي التحرش والاغتصاب، وقدم العمل رسالة تحذيرية لمرتكبي هذه الجرائم، كل هذا دفعني وشجعني على خوض التجربة، وأشعر بالسعادة بكوني كنت جزءا من هذا العمل، وأننا نجحنا في أن تصل رسالتنا للجميع.

ألم تشعري بالقلق من طبيعة القضية لكونها حساسة وجريئة؟
بالعكس تماما، تحمست لها منذ البداية، ولم أخش من أى شئ، بل أرى أن هذا هو دور الفن والفنان في تقديم رسالة بفنه، وأن يسعى دائما لإلقاء الضوء على القضايا المجتمعية، وأتاح لي هذا العمل الفرصة لتقديم ذلك، وكان فقط كل همي أن تصل القضية بشكل صادق ويصدقها المشاهد.

وهل كان لك أي تعليق على مشهد "الاغتصاب" قبل التصوير؟

لا.. لأن هذا العمل بالرغم من كونه يقدم قضية جريئة عن التحرش والاغتصاب إلا أنه لم يتطرق إليها بشكل مبتذل، وتم تناولها بشكل راق، ودون أن تخدش حياء المشاهد، وهذا ما كان يحرص عليه صناع العمل ككل ولست أنا وحدي، ويعد مشهد الاغتصاب هو محور الأحداث، وقدم بشكل لا يثير اشمئزاز أحد ودون ابتذال، وهذا العمل رغم جرأة القضية إلا أنه يمكن لكل الفئات العمرية أن تشاهده، وهذا كان التحدي الأكبر من جميع القائمين على العمل.

هل كنت تتوقعين النجاح الكبير للعمل.. في منافسة الأعمال الفنية المعروضة؟
كان يمتلكني يقين بأن هذا العمل سوف يلمس المشاهد، ولكن لم أتوقع رد الفعل الكبير الذي حققه، وتصدره ومنافسته، كنا حريصين فقط منذ البداية على التركيز على القضية والموضوع بشكل فني بحت، وهو ما كان حريصا عليه أيضا المخرج رؤوف عبد العزيز، ولم تكن أعيننا على السباق والذي كان قويا بكم الأعمال المهمة المعروضة.

ما أصعب المشاهد التي واجهتك؟

دون مبالغة، كل المشاهد كانت بالنسبة لي صعبة، فشخصية "أمينة" الفتاة التي تعرضت للاغتصاب، كانت حتى في المشاهد الصامته تمثل بالعين وتنطق بمشكلتها وتجربتها القاسية دون أن تتحدث بلسانها، وأتذكر أن المخرج رؤوف عبد العزيز كان يطلب مني دائما هذا وأن استدعي كل ما مررت به من قسوة التجربة وما تعرضت له من مشاكل ليكون ظاهرا على ملامحي دون كلام، فهى شخصية صعبة وتعتمد على الانفعالات والمشاعر.

وكنت حريصة على أن أعيش داخل الشخصية طوال الوقت، وأن تكون الحالة دائما في ذهني، حتى أكون محملة بكل مشاعرها دائما، إضافة لتوجيهات المخرج رؤوف عبد العزيز الذي قال لي في البداية لا أريد أن يقول لك الناس "برافو"، ولكن أريد أن يصدقوا الشخصية وتلمس مشاعرهم ويبكوا معاها.

ربط البعض بين قصة المسلسل والقضية الشهيرة المعروفة بواقعة "الفيرمونت".. فما تعليقك؟
في الحقيقة نحن لم نحاكِ قضية بعينها، ولم نرصد واقعة معينة، والدليل أن البعض ربط أيضا العمل بوقائع مختلفة وليست هذه هي القضية فقط، وردد البعض ذلك في بداية الحلقات، ولكن بعد ذلك توقف الحديث في هذا الأمر لعدم صحته وعدم وجود أي صلة.

وهل نجحت "أمينة" في نزع الخوف من الفتيات ومواجهة مرتكبي هذه الجرائم؟

هذا صحيح.. ووصلت لي رسائل حقيقة من بعض الفتيات يؤكدن لي بأن شخصية "أمينة" شجعتهن على مواجهة المتحرشين وعدم التنازل عن حقهن ومحاربة الخوف بداخلهن، وأنا أيضا عن نفسي تعلمت من شخصية "أمينة" الجرأة.

هل وضعك "الطاووس" في صعوبة اختيار العمل القادم؟
بالتأكيد النجاح الذي حققه مسلسل "الطاووس" مسؤولية كبيرة أصبحت على عاتقي، ولا أنكر أنه جعل هناك صعوبة في المرحلة القادمة، فأنا دائما احترم الجمهور وأضعه في أولويات اختياراتي وحساباتي؛ فأنا أقدم ما أقدمه وأعمل لهم وأنجح بهما، ولهذا "أعملّه 1000 حساب"، وأنا لا أقدم أقل مما سبق بل أكثر.

وهل لديك خطوط حمراء في الفن؟

كل شخص لديه قناعاته، ورؤيته الخاصة في اختيار الأعمال التي يقدمها، فأنا أهتم كثيرا بالنص والدور وما أقدمه، لذلك لا أحب أن أقدم عملا أخجل منه، كما أنني حريصة على أن أقدم ما يناسب تربيتي وعاداتي الشرقية.

أصبحنا في عصر السوشيال ميديا.. إلى أي مدى تستحوذ على اهتمامك؟
لست شغوفة بالسوشيال ميديا، وكانت خارج اهتمامتي حتى وقت قريب، إلا أنني بطبيعة العصر قررت أن أتعامل معها، ولكن ليس إلى حد الهوس وباعتدال شديد، وأنشر من خلالها فقط الجانب الفني وما يخص أعمالي الفنية، ولا أحب أنا أشارك فيها بحياتي الشخصية والخاصة.

وإلى أي مدى أيضا تهتمين بالموضة وصيحاتها؟

أرتدي ما يناسبني وما يليق بي وأميل للبساطة في اختياراتي دائما، ولست من هواة الركض وراء الصيحات الجديدة ولا الهوس بالموضة وتقاليعها على الإطلاق، فهذا الأمر خارج اهتمامتي.

لماذا لم تتخلي عن عملك كطبيبة بعد عملك بالتمثيل؟
أحب كثيرا مهنة الطب ولم أصل إليها بسهولة، فهي أخذت مني وقتا طويلا في الدراسة والتعب في المذاكرة، وصعب أن أتنازل عنها في النهاية، كما أنني اعتبر الفن الهواية التي أحبها، أما عملي كطبيبة أسنان فهو مهنتي، وأعرف جيدا كيف أوفق بينهما، ولن أتنازل عن أي منهما.