جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فيما تسعى وزارة التربية والتعليم لإدماج التعليم الإلكتروني في العملية التعليمية في المرحلة المقبلة، دعا خبراء تربويون الوزارة إلى المضي قدما بمشروع رقمنة المناهج الدراسية.
وأكد هؤلاء الخبراء في أحاديث منفصلة، ان انطلاق الوزارة بهذا المشروع سيشكل علامة فارقة في تطور النظام التعليمي وشكل المخرج والإنسان الذي نريده للمستقبل.
واعتبروا ان ما فرضته الظروف الصحية وتداعيات التطورات التكنولوجية ومتطلبات المستقبل من تحديات، تستدعي من القائمين على النظام التربوي إحداث تغيرات سريعة ومتتالية على عناصر المنظومة التعليمية بحيث تبدأ برقمنة المناهج وتحديث طرائق وأساليب تدريسها.
وفي رد رسمي من وزارة التربية والتعليم حول موضوع "رقمنة المناهج الدراسية” لكن لم يتسن لها الحصول على رد رسمي.
مدير إدارة التخطيط والبحث التربوي السابق في وزارة التربية والتعليم د. محمد أبو غزلة قال، إن التطورات في السنوات الأخيرة خاصة بعد الظروف التي أوجدتها جائحة كورونا "فرضت علينا إعادة التفكير في شكل المخرج التعليمي الذي نريده من نظامنا التعليمي”.
وتساءل أبو غزلة: "هل تعد العناصر الرئيسية للنظام التعليمي ومنها المناهج التعليمية الحالية قادرة على إعداد الإنسان الذي نريد في ظل عوامل التغيير التي حملها العصر؟”.
واشار الى ان المتبحر في التربية والتعليم يرى أن المناهج الحالية تحتاج للتطوير لتصبح مناهج رقمية، وأن هذه الحاجة لم تنبع من ترف فكري، ولكن "فرضتها الظروف الصحية التي فرضت على جميع الدول أن تراجع أنظمتها التعليمية”.
وقال، من هنا ظهرت الدعوة إلى إيجاد آلية وطريقة لتغيير طرق العمل والتوجهات والأدوات لدى العاملين في العملية التربوية نحو آليات جديدة تتفق مع نمط الحياة القائم المبني على التكنولوجيا، وتطوير القدرات في توظيفها ليكون التعليم مصدرا جاذبا للطلبة.
وتابع، ان رقمنة المناهج تحتاج إلى وقت كاف لتوظيفها وتفعيلها، ونقصد من وراء ذلك أن نطور منظومة تعليمية متكاملة تشمل جميع مكونات المنهاج مثل الدروس والأنشطة والتدريبات والتقويم ووسائل العرض وطرائق التدريس وعمليات التقييم والتواصل المباشر بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وتقديمها عبر وسائط تكنولوجية متعددة.
وأضاف، ان توفر شروط ومعايير لعملية الرقمنة للمناهج من شأنه أن يحقق لها النجاح لضمان إحداث التفاعل من قبل الطلاب مع المحتوى الرقمي، بالإضافة الى قدرة المعلمين على التواصل مع الطلاب أو مع بعضهم البعض أو مع أولياء الأمور عبر خيارات الرسائل الموجودة في المنهج الرقمي، بغرض تبادل المعلومات أو مناقشة الآراء أو ترتيب الأنشطة وأداء المهام المختلفة بصفته أمرا في غاية الأهمية لنجاح عملية رقمنة المناهج.
وشدد أبو غزلة على اهمية أن يرافق تطوير المناهج الرقمية تشغيل أنظمة التعلم الإلكتروني التي يمكن من خلالها تقديم مقاييس تقييم حديثة يمكن بواسطتها إجراء تحليلات لتحصيل الطالب دراسيا وتقييم نقاط ضعفه وقوته.
وبين ان ما فرضته الظروف الصحية وتداعيات التطورات التكنولوجية ومتطلبات المستقبل وتحدياته، تستدعي جميعها من القائمين على النظام التربوي إحداث تغييرات سريعة ومتتابعة لعناصر المنظومة التعليمية بحيث تبدأ برقمنة المناهج، وتحديث طرائق وأساليب تدريسها كي يتقبلها الطلاب وتشكل لهم تعلما ذا معنى في ظل ما تحيط به وسائل تقنية المعلومات، وبهذا سيتمكنون من اكتساب المهارات الأساسية التي تعينهم في تعاملهم مع العصر الرقمي الذي يجتاح مناحي الحياة كلها.
بدوره، أكد استاذ اصول التربية في جامعة البلقاء والخبير التربوي د.صالح البركات أهمية رقمنة المناهج المدرسية لأنها تعد العامل الحاسم في عملية تطوير التعليم الإلكتروني.
وأشار البركات إلى أن تداعيات العصر فرضت تحديات كبيرة تدفع لإحداث تغييرات سريعة ومتتالية على النظام التعليمي الأمر الذي فرض إعادة النظر في المناهج التربوية خاصة فيما يتعلق برقمنة المناهج.
وقال، إن الرقمنة ليست بديلا ملحا ومتطلبا نحتاجه آنيا، فما دام الكتاب المدرسي موجودا ورقيا بين ايدي الطلبة يمكن ان يقوم بالدور الذي وجد من اجله.
وبين ان المناهج الرقمية تعد شكلا جديدا من أشكال الاتصال بين المعرفة والخبير والمتعلم ويستعاض به عن المنهاج التقليدي الذي يحصل عليه المتعلم عن طريق الاتصال بالكتاب والمعلم.
وعرف البركات رقمنة المناهج بأنها "تحويل المعلومات والمفاهيم العلمية والتعميمات والنظريات والقوانين والنصوص والاشكال والأصوات والتجارب الموجودة في الكتاب المدرسي وغيرها من مكونات الكتاب إلى عناصر رقمية يتم معالجتها ودمجها بالوسائط المتعددة، كما تشمل عملية الرقمنة تقنيات متقدمة لانسابية تدفق المعلومات”.
وأشار إلى أن رقمنة المناهج المدرسية ليست أولوية طارئة للوزارة فالأولوية الآنية تكمن بتطوير منصة التعليم الإلكتروني (درسك) وتقسيمها إلى منصات فرعية كي يقوم المعلمون بدورهم كاملا، لافتا إلى ان المنهج الرقمي يهدف الى نشر ثقاقة حاسوبية عند الطلبة وهذا الأمر متواجد عند غالبية الطلبة فضلا عن اتاحة الفرصة للمتعلم لمتابعة دروسه السابقة، وهذه الميزة متوفرة في منصة (درسك) حاليا.
وأوضح ان رقمنة المناهج تساهم في حل اشكالية فوات الحصص المدرسية نتيجة لتغيب الطلبة بحيث تتيح له متابعة ما فاته من دروس من خلال توفير كافة التوضيحات اللازمة للدرس التي تغيب عنه.
وأكد أن هناك شروطا لرقمنة المناهج منها تحقيق تكافؤ الفرص للمتعلمين عبر توفير الوسائل التكنولوجية لجميع الطلبة، وتحويل عملية التعلم باستخدام تقنيات لدمج المتعلمين في حل المشكلات ومهارات التفكير العليا.
وأشار إلى انه لا علاقة بين التعليم الدامج ورقمنة المناهج حيث ان الطلبة قضوا نحو عام ونصف العام يتلقون تعليمهم عن بعد عبر منصة (درسك) دون الحاجة لرقمنة المناهج فهذه خدمات إضافية للطالب والمعلم وليست جزءا أساسيا في عملية تطوير التعلم الالكتروني.
وتابع، ان قرار الوزارة بتطوير منصة للتعليم الإلكتروني يأتي في اطار إدماج التعليم الإلكتروني في المنظومة التعليمية، فالمقصود هنا بإدماج التعليم هو الموازنة بين التعلم الوجاهي والإلكتروني، أي ان تكون هناك نسبة مئوية للتعلم الإلكتروني في النظام التعليمي.
واعتبر ان مناهجنا جاهزة لتحويلها الى رقمية كونها مطبوعة إلكترونيا، فليس هناك ما يعيق تحولها الى مناهج رقمية.
وشاركه بالرأي، الخبير التربوي عايش النوايسة الذي قال إن التحدي الأكبر أمام نظم التعليم والمدارس هو توظيف الذكاء الاصطناعي في تعلم الطلبة والانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الرقمي من خلال المدرسة، لغايات الوصول إلى مجتمع المعرفة.
واضاف النوايسة، ان تعلم المستقبل يستند إلى عناصر الثورة الصناعية الرابعة التي تمثل اندماجا للعوامل الفيزيائية والرقمية والبيولوجية واعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
وأشار الى أن المنهاج الإلكتروني "الرقمي” يتطلب تجهيز مدرسة المستقبل بتقنيات التعليم الحديثة بخاصة الحاسب الآلي وأجهزة الاتصالات لاستخدامها في عمليتي التعليم والتعلم وتوفير المقررات المتخصصة لتدريس المعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة الى إنشاء القنوات التعليمية المتخصصة في جميع أنواع مراحل التعليم واعتماد تقنيات التعليم الحديثة كأساس في التعليم وليس كوسيط، عدا عن تدريب المعلمين على استخدم التقنيات ووسائل الاتصال الحديثة وتوظيفها في عمليتي التعليم والتعلم.
الغد