إدارة أوباما تبرر تصفية أمريكيين في اطار الحرب على الارهاب
الخميس-2012-03-06

جفرا نيوز - : برر وزير العدل الأمريكي اريك هولدر الاثنين تصفية مواطنين امريكيين بموجب القانون، في اطار "الحرب على الارهاب" وذلك في أول تصريح رسمي رسمي حول هذا الموضوع المثير للجدل الذي ينتقده المدافعون عن حقوق الانسان.
وقال هولدر أمام كلية الحقوق في جامعة نورثويسترن بشيكاغو "لحكومتنا الحق واقول حتى من مسؤوليتها في بعض الحالات" استخدام "القوة للدفاع عن الولايات المتحدة بشكل مناسب وشرعي".
وهي المرة الاولى التي يبرر فيها مسؤول امريكي كبير في إدارة الرئيس باراك أوباما ضربات الطائرات بدون طيار التي ادت الى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة مواطنين امريكيين خلال الاشهر الخمسة الماضية بينهم الامام المتطرف من القاعدة انور العولقي.
وقال الوزير ان "اعتقال ارهابي مواطن امريكي يشكل تهديدا وشيكا بشن هجوم عنيف، ليس امرا ممكنا على الدوام بسبب الطريقة التي يتحرك بها الارهابيون والاماكن التي يختبئون فيها".
واضاف "البعض يطلق على هذه العمليات تسمية اغتيالات" لكنها "ليست كذلك (...) الاغتيالات هي اعمال قتل غير مشروعة" موضحا "الا ان استخدام القوة من قبل الحكومة الاميركية كوسيلة للدفاع عن النفس في مواجهة مسؤول من القاعدة او منظمة تابعة لها تشكل تهديدا وشيكا بهجوم عنيف لا يعتبر امرا غير شرعي".
وأوضح الوزير الامريكي أن "حمل الجنسية الامريكية لا يعطي مثل هؤلاء الاشخاص حصانة" ولا "يمنع أن يكونوا اهدافا".
وقال "سلطتنا الشرعية لا تتوقف في ارض المعركة بافغانستان" موضحا "نحن في حرب ضد عدو بدون دولة (...) وتتحمل حكومتنا على السواء المسؤولية والحق في حماية امتنا وشعبها في مواجهة التهديدات".
واضاف مع ذلك ان هذا النوع من العمليات لا يتم الا من ضمن ثلاثة شروط: بعد اجراء تحقيق "معمق ودقيق" يثبت أن الشخص المستهدف يشكل تهديدا وشيكا ومن المستحيل اعتقاله وان تتم العملية "طبقا لمبادىء قوانين الحرب".
وطالبت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان وخصوصا الاتحاد الامريكي للدفاع عن الحريات المدنية بنشر وثائق سرية سمحت بتصفية مواطنين امريكيين بدون محاكمة مثل انور العولقي، الامام المتطرف في تنظيم القاعدة الذي اغتيل في ايلول/ سبتمبر الماضي بواسطة طائرة امريكية بدون طيار في اليمن.
كما دعت إلى اعتماد "اكبر قدر ممكن من الشفافية" حول هذا البرنامج الذي تعتبره غير شرعي لانه بموجب الدستور لا يمكن حرمان الامريكيين من حياتهم او من حريتهم "بدون اجراء قانوني".
وفي مطلع شباط/ فبراير طالب الاتحاد الامريكي للدفاع عن الحريات المدنية امام القضاء بنشر وثائق سرية "تبرر الاغتيالات المحددة الاهداف لمواطنين أمريكيين".
ورحبت هينا شمسي مديرة الاتحاد الاميركي للدفاع عن الحريات المدنية للامن القومي الاثنين "بهذه الخطوة نحو اعتماد المزيد من الشفافية" لكنها رأت في نهاية الامر في تصريحات هولدر "تبريرا للسلطة المخيفة التي تعطيها الحكومة لنفسها بتنفيذ اغتيالات محددة الاهداف ضد مدنيين وبينهم اميركيون على أي أرض معركة وبدون اشراف رسمي ولا رقابة من القانون".
من جهته قال توم باركر مدير منظمة العفو الدولية المكلف مسائل الارهاب ان "استخدام الطائرات بدون طيار يفترض الجرم ويلحق عقابا بالقتل لا يمكن العودة عنه" مضيفا "لا يمكن تحقيق العدالة من على ارتفاع عشرة الاف قدم".
والى جانب العولقي، قتل سمير خان في نهاية ايلول/سبتمبر في اليمن في الضربة من طائرة اميركية بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه). كما قتل الاميركي عبد الرحمن العولقي البالغ من العمر 16 عاما وهو نجل الامام العولقي في ضربة في اليمن في تشرين الاول/ اكتوبر.
وكان اوباما اعلن ان مقتل العولقي "وجه ضربة قاسية جدا للجناح الاكثر نشاطا من القاعدة".
وقال هولدر ان الامام العولقي كان دبر اعتداء تم احباطه على متن الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت في يوم عيد الميلاد عام 2009 وقام به النيجيري عمر فاروق عبد المطلب.

