جفرا نيوز
رسخ الحراك الدبلوماسي الذي شهدته العاصمة عمان مؤخراً، اهمية المواقف السياسية الخارجية المعتدلة للأردن، وأثرها الفاعل في رسم المشهد السياسي على المستوى الدولي والعربي.
وكانت زيارات وزراء خارجية فلسطين ومصر والولايات المتحدة بالاضافة الى زيارة ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان الى عمان مؤخراً، وكذلك زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الى رام الله، دليلا بأن الحراك الدبلوماسي الأردني لم يتوقف رغم توقف العدوان في غزة، وأن على أجندته إعادة الإعمار، والحفاظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات، وإنهاء تهجير أهالي حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة.
ويقول مراقبون إن الأردن في سياستيه الخارجية والداخلية، يضع نصب عينيه دائما مصلحة الامة العربية، وتحديداً خدمة القضية الفلسطينية، وترسيخ نهج المملكة بالحفاظ على الأمن والاستقرار في كل بلد عربي، مؤكدين ان التقارب بين الأردن ومصر وفلسطين ليس جديدا، فالعلاقة الرسمية بين الدول الثلاث قوية ومتواصلة.
واضافوا، ان محددات هذه العلاقة تتمثل في تنسيق الخطوات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وغيرها من قضايا المنطقة والعلاقات الدولية، لافتين الى ان الأردن ومصر تمثلان بحكم الموقع الجغرافي البوابة لفلسطين والممر إليها.
ويقول وزير الاوقاف الاسبق هايل داوود، ان الاردن بقياده جلالة الملك عبدالله الثاني، قاد منذ بدء قوات الاحتلال الاسرائيلي التعدي على المقدَّسات في مدينة القدس ومهاجمة المصلين الآمنين في المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف والعدوان على غزة، دفة الدبلوماسية والسياسة الخارجية الأردنية، التي حملت منذ تأسيس المملكة قضية فلسطين وحقوق شعبها ومصالحهم، والتي ما تزال قضيته الأولى والمركزية.
واضاف، "ان المملكة رسخت خلال الازمة الاخيرة صوتها الدبلوماسي المقدّر على المستوى الدولي ومكانتها الرفيعة وحضورها الوازن في مختلف المحافل لخدمة القضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على عدالة وحقوق مطالب الشعب الفلسطيني ونصرته وإعادة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حق اقامة الدولة الفلسطينية الناجزة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
واشار داوود الى ان المملكة تحركت دبلوماسيا في جميع الاتجاهات من اجل كسب موقف دولي للشرعية الدولية في مدينة القدس والاراضي المحتلة، خاصة ان الحراك الدبلوماسي الاردني يؤكد دائما ضرورة تسوية ملف القدس ضمن المرجعيات المعتمدة عالميا والإطار العربي والإسلامي.
وحول توقيت هذا الحراك الدبلوماسي، اشار داوود إلى ثمة جهود اردنية مصرية فلسطينية لإعادة إحياء مسار المفاوضات على أساس حل الدولتين، ما يعني أن الدول الثلاث بدأت التنسيق فيما بينها حول كيفية التعاطي مع نظرة وموقف الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن، وربما كيفية تقديم الأفكار التي تتناغم وهذه الإدارة.
من جهته يقول السفير الوزير الاسبق مجحم الخريشا، ان الحراك الدبلوماسي والسياسي الذي قادته وزارة الخارجية وشؤون المغتربين وبتوجيهات ملكية واضحة، كرس الجهود الأردنية في معالجتها للأزمة الاخيرة ضمن منظومة العمل العربي المشترك وتنسيقها تحت مظلة جامعة الدول العربية وعواصم صنع القرار على مستوى العالم، وبما يخدم القضية الفلسطينية، وهو ما كان ظاهرا بوضوح خلال الايام الماضية بالتعاون والتنسيق مع الفلسطينيين وجمهورية مصر العربية ودول عربية ودولية اخرى.
واشار الخريشا الى قدرة الاردن وعبر اتصالاته وعلاقته الدبلوماسية في صياغة موقف اوروبي وأميركي داعم ومؤيد لوقف الانتهاكات الاسرائيلية في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف العدوان على غزة، وضرورة العمل معا لإعادة إعمار قطاع غزة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وأيضا العمل على إيجاد أفق سياسي يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية.
واكد ان التقارب بين الأردن ومصر وفلسطين ليس جديدا، فالعلاقة الرسمية بين الدول الثلاث قوية ومتواصلة، خاصة ان محددات هذه العلاقة تتمثل بتنسيق الخطوات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وغيرها من قضايا المنطقة والعلاقات الدولية، لافتا الى ان الأردن ومصر تمثلان بحكم الموقع الجغرافي البوابة لفلسطين والممر إليها.
بدوره يرى السفير السابق احمد مبيضين ان الحراك الدبلوماسي الذي شهدته المملكة مؤخراً اثبت ان الاردن دولة عربية فاعلة ذات نظام ثابت ومستقر، ووضع نصب عينيه انه جزء لا يتجزأ من الامة العربية، وتمكن من السير بهذا البعد بدبلوماسية متزنة دون ان يتناقض او يتقاطع مع دائرة علاقاته الدولية سواء الاقليمية او العالمية الامر الذي عزز من مصداقية سياساته الخارجية في التعامل الدولي مع الاحداث الاخيرة التي شهدتها الاراضي الفلسطينية لدى جميع دول العالم دون استثناء.
واشار الى ان تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته لعمان مؤخراً اكدت اهمية الدور الاساسي والمحوري لجلالة الملك عبدالله الثاني في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الاسرائيليين والفلسطينيين فضلاً عن الاسهامات الاردنية في المساعدة على انهاء التصعيد بين الاسرائيليين والفلسطينيين الامر الذي يوضح دور المملكة كقوة للسلام في المنطقة.
الغد