جفرا نيوز -
جفرا نيوز - حذر نواب في البرلمان العراقي من مساع جهات سياسية متنفذة للاستيلاء على أكبر وأهم حدائق العاصمة العراقية بغداد، بهدف إقامة عمارات سكنية فيها، في خطوة عدت خطراً كبيراً يتهدد وسط العاصمة، وتنذر بأضرار بيئية جمّة أيضاً.
وتقع حديقة الزوراء البالغة مساحتها أكثر من 700 دونم وسط بغداد، في حي المنصور وتتوسط عدداً كبيراً من أحياء العاصمة، وتمثل أكبر غطاء نباتي في العاصمة.
وشيّدت الحديقة على صورتها الحالية مطلع سبعينيات القرن الماضي، كمنتزه طبيعي يضم قرابة نصف مليون شجرة متنوعة، فضلاً عن مدينة ألعاب وحديقة حيوانات وقبة رصد فلكية، وبرج سياحي كبير، ويعتبر المكان مقصداً رئيساً للعراقيين، وتقام فيه العديد من المهرجانات والأعياد السنوية.
وأبلغت عضو لجنة الخدمات والإعمار في البرلمان العراقي النائب منار عبد المطلب الشديدي، "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، بأنّ "قوى سياسية متنفذة (لم تسمّها) تتحرك منذ مدة للاستيلاء على متنزه الزوراء وتحويله إلى عقارات سكنية وتجارية"، كاشفة عن أنّ هذه الجهات قدمت مقترحاً "لإنشاء متنزه مشابه للزوراء في منطقة التاجي شمالي العاصمة بغداد كنوع من التعويض للمكان".
وأضافت الشديدي أنّ "لجنة الخدمات البرلمانية ترفض أي مساع أو خطط، وتحاول الاستحواذ على الزوراء الذي يعد متنفساً لسكان العاصمة والمحافظات الأخرى، وما يمثله من مكانة سياحية وترفيهية وتاريخية في العراق".
وختمت عضو لجنة الخدمات والإعمار في البرلمان العراقي قولها إنّ "الاستيلاء على رئة العاصمة العراقية بغداد أمرٌ مرفوضٌ ولا يمكن قبوله وسيكون له تبعات سلبية على جمالية العاصمة، والبرلمان سيكون له موقف تجاه أي محاولة لأي جهة سياسية مهما كانت للسيطرة على متنزه الزوراء مقابل إنشاء مجمعات سكنية وتجارية عائدة لهذه الجهات".
في السياق ذاته أكد عضو مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، وجود محاولات وصفها بـ"الكبيرة والمتكررة" من قبل جهات سياسية من أجل الاستيلاء على متنزه الزوراء، مؤكدًا أن "هذه المحاولات فشلت بعد تدخل رئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي)".
وبين المطلبي أن "متنزه الزوراء باقي في موقعه الحالي، وسيتم إضافة متنزه آخر جديد في منطقة التاجي شمالي العاصمة بغداد، وتم تحويل ملكية أرض كبيرة بهذه المنطقة لأمانة العاصمة بغداد، حتى يتم إنشاء هذا المتنزه، لكن سعي هذه الجهات ما زال جارياً، وهي تعمل وتضغط من أجل تحقيق هدفها الرامي للاستيلاء على الزوراء".
وحذر من أن "تحويل متنزه الزوراء الى مجمعات سكنية وتجارية، سوف يولد كارثة بيئة خطيرة، كون المنطقة ملطفة لأجواء العاصمة، ومصدر مهم في تخفيض الاحتباس والانبعاثات. كما أن القضاء على الزوراء يقلل نسبة الأوكسجين في بغداد بشكل كبير، بعد تدمير هذه المساحة الخضراء المهمة وسط العاصمة".
وأضاف أنّ "هناك جوانب اقتصادية كارثية وغيرها سوف تشهدها العاصمة العراقية بغداد، في حال نجحت هذه القوى السياسية في الاستيلاء على متنزه الزوراء وتحويله إلى مجمعات سكنية وتجارية".
وشهدت السنوات الماضية عمليات استيلاء واسعة على مساحات خضراء في بغداد وتحويلها إلى مشاريع مختلفة تحت حجة الاستثمار، من بينها مناطق مطلة على نهر دجلة وأخرى في بلدة الرضوانية المحاذية لمطار بغداد الدولي فضلاً عن جانب الرصافة من بغداد، وصفها مختصون بـ"جرائم مروعة تهدد التصميم الأساسي للعاصمة العراقية وتحولها إلى منطقة اختناقات خرسانية".
وأوضح المهندس عباس الكناني لـ"العربي الجديد" أنّ سبب ضعف الحكومة أمام العبث في مناطق بغداد، يعود إلى أن الجهات التي تتولى الاستيلاء على الأراضي والاستثمار فيها، "هي نفسها الأحزاب والفصائل المسلحة المتنفذة أو أنها مرتبطة بها".