النسخة الكاملة

سمير الرفاعي "المفترى عليه" من خصومه.. بـ"تجربة سياسية ظالمة"

الخميس-2021-05-06 08:13 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز- خاص
في ديسمبر عام 2009 عُيّن سمير زيد الرفاعي رئيسا للوزراء من دون أن يمر بأي مقعد وزاري في أي حكومة أردنية، فهو "إبن للديوان الملكي" خدم بمنتهى "الإخلاص والأمانة" في عهدين ملكيين، عدا عن أنه عمل بمعية أمراء من العائلة المالكة لسنوات طويلة قبل أن يصبح وزيرا للبلاط الملكي، إذ جاءت التجربة السياسية للرفاعي على رأس حكومة أردنية تاليا لصراع سياسي أمني غير مسبوق أردنيا قاده مدير المخابرات العامة السابق محمد الذهبي ورئيس الديوان الملكي باسم عوض الله، فيما للمفارقة هما سجينين الآن على خلفية تهم مختلفة.
والتجربة السياسية للرفاعي الحفيد بدأت في وقت كان فيه العالم يعاني من آثار أزمة المال العالمية التي بدأت منتصف 2008 وارتدت آثارها السلبية على الأردن، قبل أن تبدأ موجة الربيع العربي التي دهمت أقطارا عربية عدة على التوالي فيما لم يكن الرفاعي قد مرّ على تجربته السياسية رئيسا للحكومة عام واحد، وهي فترة تقييم ظالمة جدا، رغم أن الرفاعي قد وضع لمسته بــ"سياسات رشيقة وحازمة" راوغ رؤساء وزراء كثر جاؤوا من بعد للتبرؤ منها والالتفاق عليها، كما أنه صاحب "أعلى عدد أصوات" على صعيد ثقة برلمانية يمنحها برلمان أردني لرئيس وزراء.
والأكثر ظلما لـ"تجربة الرفاعي" هو أن حكومته الثانية التي شكلها لاحقا لانتخابات برلمانية لم تستمر أكثر من 45 يوما رغم البرنامج الاقتصادي الواقعي الذي تقدم به الرفاعي إلى البرلمان، وسط منطقة تغلي على وقع الصراعات السياسية والتحركات الشعبية، لكن استشعار مرجعيات سياسية وأمنية لـ"موضة تقليد" ممكنة لـ"استيراد الربيع العربي" إلى الشوارع الأردني، فقد جرى اللجوء إلى "الخيار السياسي الكلاسيكي" والمتمثل في إبعاد رئيس الوزراء القائم، وتعيين رئيس بديل.
كثيرون قالوا إن سمير زيد سمير الرفاعي هو شاب "طاقة سياسية حيوية"، و"إبن للنظام"، وابن بيت سياسي عريق لم يأخذ "فرصة طبيعية وعادلة" للحكم على تجربته السياسية، عدا عن أن ساسة كثر قد كادوا لـ"حظوته عند الملك" بوصفه نال موقعا فشلوا في الوصول إليه رغم "السن الصغير" للرفاعي وقتذاك، فعندما يتم توجيه أسئلة لمَن افتروا على الرفاعي وأساؤوا إليه عما صحة ودقة ما وجهوه للرفاعي من اتهامات يتهربون من الأجوبة، فيما يقول بعضهم إن المرحلة كانت "ملتبسة وضبابية سياسيا"، ووقعت فيها مظالم كثيرة.
ما يشير إلى أن الرفاعي "بيت سياسي عريق" هو الموقف الوطني الذي اتخذه زيد الرفاعي باستقالته من رئاسة مجلس الأعيان فور صدور إرادة ملكية بتعيين نجله رئيسا للوزراء، وهو موقف ظَلِم أيضا عندما لم يتم التوقف إليه كما يجب كتصرف سياسي نبيل يُظْهِر عدم تمسكه بالمنصب وأن الغاية لديه هي "الخدمة الوطنية" وليس الكراسي التي يتهافت عليها كثيرون.