جفرا نيوز - حوار: موسى العجارمة
في عبق الزمان وجمال المكان توشحت الهموم، في إرث الذكريات ومهد الحضارات تصدر الشموخ، أسودٌ تحاكي أوطاناً بأكملها، ترسل مبادئ وقيماً إلى العالم أجمع، ترتل أناشيدها بكلمات نسجت من أهداب عين الكرامة لتقول للقاصي والداني: "نحن الشعب الفلسطيني الذي لا يهزم" أمام أيادٍ ملؤها الغدر لا تتقن سوى فن الأذية والهمجية، تتبجح بممارسات أحادية تعكس تاريخاً استعمارياً ديدنه اغتصاب الأرض والفكر بصورة ظلامية لعبوا أبطالها شخصيات إرهابية، اكتنفت التاريخ وزورت الحقائق، واشتهرت بلعب دور الضحية.
وليس بجديد أن تلد هذه الأرض المباركة رجالاً صامدين يعتنقون عروبتهم وأخلاقهم وكرامتهم لحين الممات، يقفون أمام الموت بهيبة الوقار والاتزان يشكلون رسالة طمأنينة عنوانها: "لا يضيع حق وراءه مطالب". ليكون هذه المرة فتى جديد يتبع نهج مهند الحلبي وعمر أبو ليلى، يقف أمام أوكار الاحتلال منتصب القامة ومرفوعة الهامة ليشكل أيقونة هبّة "باب العامود".
إنه الفتى الفلسطيني الحر بشار الشويكي (16 عامًا) الذي اعتقل من قبل جنود الاحتلال وهو واقفٌ دون رهبة أو خوف، مقتدياً بوالده الأسير المحرر إياد الشويكي الذي قضى قرابة الـ(10) أعوام في سجون الاحتلال؛ على إثر اتهامه بالضلوع بتنفيذ عمليات، ليترك هذا الشبل أسئلة كثيرة أمام العالم أجمع؛ لكون لم يهب الموت ولم يخشَ سجون الاحتلال القميئة لإيمانه المطلق برسالته التي يريد إيصالها دون تردد.
*والدة الشويكي تتحدث لـ"جفرا نيوز" من القدس:
في اتصال هاتفي مع والدة الفتى المقدسي بشار الشويكي، روت ما حدث مع نجلها وعلامات الفخر والاعتزاز تسبق كلامها، وكأنها غير مكترثة بما تعرض له فلذة كبدها من ضرب مبرح؛ لكونها على يقين تام بأن الوطن أكبر من الجميع، وأرواح أبناء فلسطين حق مكتسب كواجب وليس منّة، طالما هذا البلد يحتاج الجميع والأرض أغلى من العرض بحسب ما وصفت، متمنية الفرج القريب لجميع الأسرى الفلسطينيين وأن يحرر الله المسجد الأقصى بأسرع وقت ممكن.
تقول والدة الشويكي في لقاء خاص مع "جفرا نيوز" إنها في ليلة الحادثة كانت جالسة في منزلها، وذهب بشار برفقة أخواله وأعمامه لتأدية صلاة التراويح في مسجد الأقصى، إلا أنها بعد ذلك تلقت اتصالاً هاتفياً مع أحد المسعفين، يطلب منها السماح لنقل بشار إلى المستشفى بعد أن تعرض لضرب مبرح من قوات الإحتلال؛ فأبدت موافقتها على الفور لتقديم الإسعافات الأولية له، وذهبت مباشرة إلى مكان علاجه للاطمئنان على صحته.
*أسباب غضب الجنود من بشار !
تشير إلى أن بشار أثناء مغادرته من باب العامود كانت هناك مواجهات عنيفة بين الجنود والشباب المقدسيين ما أدى لملاحقة كافة المتواجدين هناك، وكان نصيب نجلها أن يعتقل ويتعرض للضرب بواسطة أدوات حادة لكافة أنحاء جسده مع محاولة خنقه وشتمه بألفاظ نابية أثناء تواجده في موقع الحادثة قبل أن يتم نقله إلى الشارع الرئيسي في منطقة المصرارة، المكان الذي التقطت لها تلك الصورة التي كانت نظرته بها ملؤها الشموخ والصمود بعد تعرضه للاعتداء العنيف من قبل الإحتلال.
"وبعدها نقل إلى سجن جب جنين وقاموا بتقييد يديه، وضربه من قبل ثمانية جنود لمدة ساعتين متواصلتين، لحين ما التحقيق معه من قبل أحد الضباط الذي أصر بشكل كبير معرفة سبب تواجد بشار في منطقة باب العامود، ليؤكد له بأنه ذهب من أجل صلاة التراويح، ليطلب منه الجندي بعدم المجيء إلى هذه المنطقة لمدة أقصاها (20- 30 يوماً)". بحسب والدة بشار.
وتتابع: بعدما تعرض بشار لحملة تعذيب مستمرة أثناء التحقيق كانت فرق الإسعاف متواجدة بجانبه، وتم نقله إلى مستشفى هداسا، ومن هنا ورد إليها ما حدث معه، لتذهب إلى مستشفى وتجد صورة نجلها منتشرة في كل حذب وصوب، وهذا يدل على صمود الشعب الفلسطيني، وحجم معاناته التي ظهرت للجميع، وخاصة أن هذا الكيان المحتل يعتدي على الأطفال دون سبب.
وتتقدم والدة الشويكي في نهاية لقائها مع "جفرا نيوز" بتحية شكر وإجلال للشعب الأردني الذي تبنى قضية نجلها على أكمل وجه، مؤكدة أن هذا ليس بالجديد ولا غريب على صفات وملامح الأردنيين السباقين الذي يقفون بجانب المقدسيين دائماً، متمنية النصر القريب على العدو الإسرائيلي.
وتالياً فيديو لقاء والدة بشار الشويكي عبر "جفرا نيوز":