صور لمتلقي المساعدات الخيرية تثير استهجان المواطنين ..المفلح لـ"جفرا":أصدرنا تعميماً..والإفتاء:سخرية وتشهير

تعتبر ظاهرة توزيع الطرود الخيرية في شهر رمضان المبارك من الطقوس المعتادة للأردنيين، لا سيما عند أصحاب الأيادي البيضاء، وخاصة مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعتاشها المواطن مع تداعيات جائحة كورونا، لتكون هذه المبادرة وسيلة للترابط والتواد والتراحم بين المجتمع إلا أن هناك حالات فردية أقدم عليها البعض من خلال التقاط صور ومقاطع فيديو للأسر المحتاجة أثناء عملية توزيع الطرود مما يشكل ذلك اعتداءً صارخاً على كرامتهم.

تساؤلات كثيرة  حول دور الجهات المعنية بعد أن نشر عدداً لا بأس به من مقاطع الفيديو والصور أثناء عمليات توزيع الطرود بصورة فجة للغاية، جاءت لغاية ترويجية أقدم عليها أصحابها بهدف نيل مكاسب دنيوية ديدنها التشهير والإساءة للمواطن، دون النظر للآثار السلبية التي سيرتبونها على المجتمع.

وزير التنمية الاجتماعية أيمن المفلح يؤكد أن الوزارة أصدرت تعميماً قبل شهر رمضان المبارك حول آلية توزيع الطرود، بصورة تحافظ على كرامة المواطن من ناحية نوع وطبيعة وفترة صلاحياته الطرد الموزع من ناحية أخرى، إضافة لمنع تصوير وجوه  الأشخاص المتبرع لهم، مشيراً إلى أنه تم رصد حالات أقدمت على مثل هذه التصرفات، واتخذ إجراءً بها على الفور.

ويوضح المفلح أثناء حديثه لـ"جفرا نيوز"، أن عمليات المراقبة على توزيع الطرود الخيرية يتم تكثيفها خلال شهر رمضان المبارك، بحكم زيادة عملية التبرعات والمساعدات، مبيناً أن التنسيق جارٍ مع الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة لسعي الوزارة بإقامة عملية ربط مشترك بين الجمعيات والمجتمع  المدني وخاصة في المناطق الأقل حظاً، أثناء توزيع الطرود.

حول رأي الدين من هذا الموضوع، د. حسان أبو عرقوب الناطق الإعلامي باسم دائرة الافتاء يقول لجفرا نيوز،  إنه يستحب للمتصدق أن يخفي صدقته؛ لأنه أدعى للإخلاص، وأبعد عن الرياء والسّمعة، وأرجى لثوابها وقبولها عند الله تعالى.

ويستشهد أبو عرقوب "بقول الله سبحانه: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } [البقرة: 271] فجاء التفضيل لإخفاء الصدقة على إظهارها بالنص، وفي ذلك يقول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله). وذكر منهم: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) رواه الشيخان".

ويدعو المحسنين أثناء حديثه لـ"جفرا نيوز" إلى مراعاة إنسانية الفقراء ومشاعرهم وأحاسيسهم، وحفظ كرامتهم، والبعد عن إيذائهم من خلال المساعدات والصدقات؛ حرصاً على الأجر والثواب، لافتاً إلى قول الله عز وجل: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى } [البقرة: 264] فالمنّ والأذى يبطلان ثواب الصدقات، ويقول الله سبحانه: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ } [البقرة: 263].

ويضيف أنه من صور الأذى للفقراء والمحتاجين أنْ يتمّ تصويرهم خلال تلقيهم المساعدات، ونشر صورهم على الملأ لما فيه من هتك لسترهم، والتشهير بهم، وتعريضهم لسخرية أو استهزاء الآخرين.

كانت قد أوعزت وزارة التنمية الاجتماعية  بتشكيل لجنة تحقيق لجمعية خيرية قامت بتصوير المنتفعين أثناء توزيع المساعدات عليهم خلافاً للتعميم الصادر سابقاً عن وزير التنمية الاجتماعية والذي منع بموجبه تصوير الأشخاص خلال تقديم المساعدات تحت طائلة المساءلة القانونية .