جفرا نيوز -
جفرا نيوز - في ضاحية الرشيد، غربي العاصمة عمّان، يتفقد أمجد ابو الراغب ساعة المياه المتوقفة، على باب بنايته المكونة من 4 طوابق، في انتظار ان يتزود بالمياه وفق برنامج التوزيع الاسبوعي.«اليوم هو دور توزيع المياه في منطقتنا بحسب برنامج التوزيع الاسبوعي، لكن حتى منتصف النهار لم تتحرك الساعة بعد- إيذانا ببدء ضخ المياه في الانابيب الفارغة-» يقول أبو الراغب.
لا يخفي أبو الراغب مخاوفه من أن تتحول الكلفة المالية التي أنفقها على التدفئة شتاء هذا العام لشراء مياه الشرب بالصهاريج هذا الصيف. فهو وبحسب ما تنشره وسائل الاعلام، يتوقع صيفا حارا مائيا هذا العام، ذلك أن الموسم المطري لم يكن جيدا، و الاردن من افقر دول العالم بالمياه.
ويبدي ليث الواكد، وهو مزارع من شمال الأردن، استغرابه من الخوف من موسم مائي سيئ متسائلاً، » ليست المسألة متى بدأ الوضع المائي يسوء، بل متى كان وضعنا المائي على ما يرام؟».
ان الصيف الواقف على الأبواب بالنسبة له، ليس أول صيف تكون المياه فيه عبئا على الاردن، إذ أن أعظم المواسم الماضية كانت صعبة ولم يمر على الأردن موسم مريح مائيا. يمكن ان يكون وضع المياه حرجا للاستخدامات المنزلية كما يحدثنا الواكد، انما بالنسبة للري فلا يتوقع ذلك في حال اذا بقي التخزين المائي في بحيرتا طلال و وادي العرب فوق الـ50% للري خلال اشهر الصيف.
وتعد المملكة من بين البلدان التي تتمتع بخبرة عالية في ادارة المياه على مستوى المنطقة، ويتذكر الواكد صيف عام 2001 حيث شهدت المملكة موسما مطريا جافا ووصل تخزين سد الملك طلال المخصص للري نحو 4 ملايين متر مكعب -التخزين الميت للسد–ومع ذلك استطاعت الدولة أن تدير كميات المياه المخصصة للري و تعطي المزارعين جزءا من حصصهم المائية- لمن اراد ان يزرع.
و رغم من هذا التفاؤل، يقلقه الخوف على الزراعات في الاغوار الشمالية في حال اذا حولت الحكومة المياه المخصصة لها، أو جزءا منها، للاستعمالات المنزلية وعلى حساب الزراعة.
تأتي التخوفات الشعبية من نقص مياه الشرب أو الري، بالتوازي مع تصريحات حكومية تحذر من أن «العجز المائي يصل في هذا الصيف الحرج إلى 40 مليون متر مكعب».
وهذه التحذيرات الحكومية، ساقت عدة مسببات لتزويد مائي هو الاصعب منذ 9 سنوات، إذ أن كميات المياه المخزنة في السدود متواضعة، ومخازين المياه الجوفية في تراجع مع تذبذب الأمطار والتغيرات المناخية التي تضرب الواقع المائي الهش للمملكة
- خزانات أرضية إضافية لتخزين المياه
تشير معلومات رسمية مصدرها وزارة المياه والري الى ان الموسم المطري المنتهي، لم يسجل سوى كميات متواضعة لم تتجاوز 60% من المعدل طويل الامد البالغ 8 مليارات وقليل، في حين أن مخزون السدود يقلّ عن العام الماضي بنحو 80 م.
الرأي
النسخة الكاملة
