النسخة الكاملة

الاردنيون يتذكرون صوت الصقار الحنون في افراحهم ومناسباتهم .. وهم متالمون لرحيله

الخميس-2021-04-25 09:57 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - رحل الفنان الأردني متعب الصقار تاركا غصة وحزنا كبيرين في نفوس الأردنيين الذين لطالما عشقوا صوته الحنون، وكان حاضرا دائما في أفراحهم ونجاحاتهم ومناسباتهم الوطنية.

رحل "أبو شهد”، الذي تغزل بقمح الأردن وترابه وتغزل بكلماته وصوته المميز بهدب الشماغ الأردني الأحمر وتغنى بالنشمية الأردنية وافتخر بالجيش الأردني.

وغيب الموت صاحب الصوت الحنون يوم أمس بعد معاناة مع المرض، في مدينة الرمثا شمالي الأردن، تاركا وراءه إرثا غنائيا مميزا ولونا انفرد فيه بصوته ليصبح أيقونة أردنية تنشر طيبها في كل أنحاء الوطن.

ونعى وزير الثقافة علي العايد أمس، الفنان متعب الصقار، معرباً عن الخسارة الكبيرة لرحيل قامة فنيّة أردنية قدّمت الكثير للأغنية الوطنية والتراثيّة، خلال مشوار مميز وحافل بالعطاء. وقال العايد "إنّنا نودع اليوم صوتاً مميزاً له حضوره نودع فنانا أخلص للون الغنائي الاردني وحمل خلاله أروع الأحاسيس العذبة في مسيرة عابقة بالتميّز والإبداع الأصيل فيما غنّى ولحّن من أهازيج وتراويد أردنيّة أسهمت في تعزيز الأغنية الأردنية في محيطها العربي”.

وقدّم العايد تعازي وزارة الثقافة إلى أسرة الفقيد وزملائه في نقابة الفنانين الأردنيين، مستذكراً دوره الكبير في مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي صدح كثيراً على مدرجاته للوطن وأعياده وقيادته الهاشميّة، مثلما برع في الأغنية الريفيّة والوجدانية التي تذكّرنا بالفنانين الرواد، فضلاً عن القضايا النبيلة والوطنية التي نهض بها بصوته الرائع الذي غادرنا اليوم وهو ما يزال في عزّ عطائه. ووجه نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب تعازيه لعائلة الراحل متعب الصقار وعشيرته ومحبيه، قائلا إن فقيد الوطن استطاع أن يسجل علامة فارقة في تاريخ الفن والغناء والموسيقى الأردنية، وكان معطاء دائما وأبدا، وله تاريخ من أغان قدمها في اللون التراثي والعاطفي والوطني، وتميز بصوته الشجي والحنون.

وبين الخطيب أن الصقار ساهم بتطويع مفردات الأغنية التراثية بألحان لطالما خاطبت وجدان الناس وحياتهم وتاريخهم، لافتا إلى أن "رحيل الصقار ليس سهلا.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.
وحضر صوت الصقار في الأعمال البدوية والدرامية الأردنية وقي القصائد والأغاني الوطنية، حيث غنى تترات أعمال ناجحة ومميزة ومنها مسلسل "نوف” و”الفطين” و”عودة أبو تايه”، ولديه ألبومات غنائية ناجحة وأغان لاقت نجاحا كبيرا.
وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بصور الفنان الصقار، مع كلمات تنعى رحيله وتفتقد حضوره، وتتحدث عن قلبه الطيب وشخصيته المميزه التي يتعامل بها مع كل من عرفه، وهو ما جعله قريب لكل من عرفه وصديقا مقربا.
ونعت الفنانة الأردنية زين عوض صديقها متعب الصقار الذي كان خبر وفاته صدمة كبيرة بالنسبة لها، ورغم مرضه إلا أنها لم تكن تتوقع رحيله بسرعه قائلة "خطفه الموت”. وأشارت عوض لـ "الغد” إلى أن وفاة الصقار ورحيله غصة كبيرة، حيث "فقدنا اليوم صوتا مهما ولونا غنائيا مميزا انفرد به عن غيره، فقد كان إنسانا طيبا وفنانا ملتزما”. وأضافت "كلمني الصقار قبل أسبوعين ليشكرني على الفيديو الذي نشرته له بمناسبة يوم ميلاده”، وهو الأمر الذي ترك أثرا طيبا وكبيرا في نفسه قبل وفاته. وكانت عوض في الآونة الأخيرة مقربة من الصقار، حسب وصفها له، لافتة إلى أنه بإرادته القوية وصموده وإيمانه برسالة الفنان الأردني وأهميته كان خير معلم لها ولزملائها.
رغم معاناة الصقار مؤخرا ومرضه، إلا أنه قاوم التعب ليتمكن من المشاركة في الأوبريت الأخير للتوعية بكورونا، رافضا الاستسلام للمرض أو التراجع عن المشاركة. وأكدت عوض في نهاية كلامها "روح متعب باقية فينا وأغانيه لن ننساها فهو فنان مميز وسيبقى أثره مستمرا”.
وشارك عدد كبير من الفنانين في منشورات نعي للفنان الصقار معبرين عن حزنهم الشديد، حيث نعت الفنانة ديانا كرزون زميلها ونشرت عبر صفحتها على الفايسبوك ” الصوت النادر والحنون الفنان الكبير متعب الصقار في ذمه الله يرحمك يا أبا شهد يا أطيب قلب”.
وكتب الفنان الأردني عمر العبداللات عبر صفحته على "فيسبوك” "انتقل الى رحمة الله أخوي وصديقي ورفيق دربي الفنان متعب الصقار.. إن لله وإن إليه راجعون”.
وكتب الفنان جهاد سركيس "وداعا أبا شهد.. وداعا يا صوت الشجن والحنين والوطن.. إلى رحمة الله يا متعب”. ونشر محبو الصقار صورا له وهو يرتدي الكوفية وكتبوا "رحل الصقار الذي غنى للشعب الواحد رحيلك مؤلم يا أبا شهد”، في حين توالت الدعوات له بالرحمة والمغفرة من عشرات المعجبين به ومحبينه.
ويعتبر الصقار من الفنانين الذين حافظوا على لونهم التراثي والوطني في لون خاص عرف به، وتحديداً منذ أوائل التسعينيات، حيث لمع اسمه بعد أغنيته "هلا يا واسطٍ للبيت” التي كتب كلماتها الشاعر الراحل حبيب الزيودي مطلع تسلّم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية.
وساهم الصقار في تقديم الأوبريت الوطني الممزوج برائحة تراثيّة تغنت بسهول الوطن وروابيه وتلاله وبالقضية الفلسطينية، وهو من المهتمين بمضمون الأغنية المحلية ورسالتها الفنيّة ووصولها إلى أكبر قدر ممكن من قطاعات المجتمع والناس.

الغد