النسخة الكاملة

دعوات للتسامح والصفح..المحاكم تزخر بالقضايا في رمضان...أبو البصل لـ"جفرا": لنبدأ بأنفسنا..وأبو عرقوب: العفو تنقية للقلب

الخميس-2021-04-20 11:09 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - موسى العجارمة 

جاءت مبادرة جلالة الملك بالإتصال مع الفتاة آثار الدباس بمثابة توجه إنساني يحمل في طياته نهجاً بالتسامح والعفو عند المقدرة لتكون رسالة موجهة لكافة أطياف المجتمع الأردني بأهمية التسامح والصلح وعتق إنسان من السجن، وخاصة خلال هذا الشهر الفضيل الذي يدعو إلى التواد والتراحم بين المسلمين في ظل الظروف الصعبة التي نشهدها اليوم.

العديد من القضايا المنظورة في أروقة المحاكم الأردنية، والشكاوى الكثيرة في المراكز الأمنية، جاءت على شكل خلافات كان الممكن تفاديها بأقل الأضرار، إلا أن الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن أودت لهذه النتيجة التي ستترك تداعيات لا تحمد عقباها، إلا أن السؤال اليوم يتمثل بمدى أهمية التسامح والعفو والصلح بين المتخاصمين في ظل تكدس القضايا والشكاوى التي من الممكن إيجاد حلولاً بدلاً من الذهاب إلى قاعات المحاكم.

*أبو البصل: إذا أردنا أن نبادر بالتوبة علينا أن نبدأ بأنفسنا ونسامح الآخرين

وزير الأوقاف السابق  د.عبدالناصر أبو البصل يؤكد أن شهر رمضان المبارك جاء بمثابة فرصة ومناسبة لمراجعة حساباتنا كلها إذا اردنا أن يكون رمضان شهر التغيير الحقيقي  كما اراده الله له، لافتاً إلى أن أول الأعمال أن نبدأ صفحة جديدة مع الله نبدأ بتوبة صادقة. 

ويضيف أبو البصل في حديثه لـ"جفرا نيوز"، أنه إذا أردنا أن نبادر بالتوبة ونطلب المغفرة من الله علينا أن نبدأ بأنفسنا فنقدم المسامحة ونسامح الآخرين مصداقاً للحديث الذي يرويه الإمام أحمد عن الصحابي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : ( ارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللَّهُ لَكُمْ ) . وتطبيقا لقوله سبحانه مرغبا للناس بالتسامح والعفو والصدقة :(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )

"واذا كنا نقول رمضان شهر القرآن ونقبل في رمضان على تلاوة القرآن وتدبره  فإن القرآن يحثنا على التصالح والتسامح ويقول (الصلح خير) ورمضان شهر الرحمة و التراحم وشهر الصدقة ومن الصدقة مسامحة الناس والتخفيف على المدينين المعسرين سواء بالمسامحة بالدين او بجزء منه او بالتأجيل والانظار او التقسيط دون زيادة والقرآن يقول (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ  ) فما معنى قوله تعالى : فنظرة الى ميسرة ؟وما معنى وان تصدقوا خير لكم؟ ولمن هذا الخطاب؟ ولمن يوجه هذا الحديث ؟ اليس هذا كله موجه لمن له دين على الآخرين من المعسرين". وفق أبو البصل.

ويوضح بأن رمضان هو شهر التسامح المبني على  صور كثيرة منها إنهاء حالات التخاصم أمام المحاكم وترك الدعاوى لله تعالى وابتغاء مرضاته وقد علمنا القرآن وأرشدنا في قوله سبحانه وهو يذكر صفات المؤمنين أهل الإحسان  الذين يستحقون الجنة التي عرضها السماوات والارض فقال سبحانه :(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) . 

ويختم وزير الاوقاف السابق حديثه بأن شهر رمضان جاء لإثبات مدى التزامنا بقيم القرآن وتوجيهاته ومدى تأثرنا بهذه التوجيهات ولا شك ان كثرة التخاصم والأعداد الكبيرة للدعاوى والشكاوى فيما بين الناس تدل على حاجتنا الملحة للعودة إلى قيم القران وقيم الصيام وهذا السهر مناسبة وفرصة سانحة فلنغتنمها. 

*الإفتاء: العفو والمسامحة تنقية للقلب عن الحقد والغِلّ

الناطق الإعلامي باسم دائرة الإفتاء العام د.حسان أبو عرقوب يؤكد لـ"جفرا نيوز"، إن العفو والمسامحة من صفات عباد الله الصالحين؛ لأنّ فيهما تنقية للقلب عن الحقد والغِلّ والبغي والحسد، فيظلّ القلب سليماً من هذه الآفات، قائلاً: وقد سئل سيدنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ فأجاب: (كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ) قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ: ( هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ )رواه ابن ماجه.

ويقول أبو عرقوب إنه من خلال العفو يزداد العبد رفعة عند الله تعالى وعند الناس أيضا، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ( ثَلَاثٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ : لَا يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا ، وَلَا يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا ، وَلَا يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ ) رواه أحمد.

" فالعفو والصفح والمسامحة والمغفرة من عزم الأمور، قال الله تعالى: ( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) الشورى/ 43 . ولتعظيم أجر أهل العفو جعل الله تعالى مثوبتهم عليه دون بيان فقال: قال تعالى : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) الشورى/ 40" . وفق ما قاله أبو عرقوب.

يذكر أن هناك العديد من القضايا المنظورة في المحاكم الأردنية على إثر خلافات ومشاكل نشبت بين أفراد، وكان منها مشاكل أسرية وخصومات بين أطراف وقضايا مالية و شكاوى متعلقة بجرائم الإلكترونية.

قال وزير العدل أحمد زيادات قبل أيام إن أعداد القضايا المسجلة المتعلقة بالغارمات في ازدياد، مشيرا إلى أن هناك نحو 64 ألف سيدة مطالبة ماليا أو محكوم عليها لدى دائرة التنفيذ منهن 2000 سيدة من جنسيات مختلفة، مضيفاً أن إحصاءات وزارة العدل تشير إلى أن النسبة الكبرى من المحكوم عليهن في دوائر التنفيذ على مبلغ 1000 دينار، وبلغ عددهن نحو 23740 سيدة، أي ما نسبته 37% من العدد الكلي من الغارمات.