طقعان عندما جرب السلطان
الخميس-2012-02-20

جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص - وسام عبد الله
يقول المثل لا تعاشر نفسا شبعت بعد جوع فإن الخير فيها دخيل ...، هذا ان كان فيها خير اصلا ، لان من شب على الأنانية و الغرور شاب على افعال تعكس ارشيف شخصيته وامراضها ، ونقول افعالا فحسب ، لان الاخلاق هي الضفة الاخرى التي يصعب على أمثال هؤلاء الوصول إليها .
وفي الاونة الاخيرة خطرت في ذهني قصة طقعان الذي امضى عمره يشكو الفشل وسوء الحظ ، وقفز اليوم ليصبح الناطق باسم السلطان ، فصرنا نفتح جريدة الصباح ونقرأ تحت العناوين اكد ،ونفى ،واضاف طقعان ، وما كنا لنصدق بان الدولة ستاتي يوما بشخص مثل طقعان ،الذي قضى حياته في مناكفتها والاساءة إلى رموزها والعمل لصالح اعدائها ، واصبح اليوم يتنطح للنواب والصحفيين والحراك دفاعا عن موقف الحكومة .
ولان الذاكرة هي الحارس الامين على كل شيء ، لم نفاجأ كغيرنا بظاهرة طقعان الذي اثار جدلا كبيرا منذ ظهوره على الساحة ، بافعال وتصرفات مثيرة للجدل ، لاننا نعرف قصة حياته كيف نشأ وترعرع على احقاده التي اعطته دافعا قويا لفعل كل شيء يخدم غروره ، فكان ينام في سريره و يفسح مكانا بجانبه للاحقاد ، لكي لا يسمح لها بالابتعاد عنه ، وعندما حقق حلم حياته بان صار مسؤولا ، اكتشف انه لا يستطيع التنفس إلا من خلالها ، فخصص وقتا لرعايتها في ساعات الليل والنهار .
الجميع يعلم بان مراحل حياة طقعان تمثل تقلبات كثيرة ومواقف متناقضة وقصص فشل متتالية لا تفسير لها غير اضطراب شخصيته وعقله المصاب بالوساوس القهرية ، لكنه –والحق يقال – نجح في مرحلة مبكرة باكتشاف موهبته في صناعة الفتن الايقاع بين الناس بدءا بعشيرته وانتهاءً بالمجتمع ، فبرع في اللعب بين التناقضات ، وتمكن من جني المال بالتسول في أروقة السفارات ( سفارة ليبيا وسوريا والعراق والكويت والامارات )، وقام بجولات عربية لجني المكاسب والاعطيات ، علما بانه عمل مخبرا لدولة جارة وتورط في محاولة لتفجير جهاز اعلامي في السبعينيات وانتهى به الامر ليصبح مخبرا لجهاز امني محلي ، واليوم يطل علينا بوقاحة ليتحدث عن اخلاق مهنة الصحافة ويدعي انه من مؤسسي ذلك الجهاز الاعلامي الذي تورط بمحاولة تفجيره لترويع الاردنيين وضرب معنوياتهم قبل عقود ، والأدهى من ذلك انه اليوم يطالب المعلمين بتغليب مصلحة الوطن !!
لقد تغير طقعان كثيرا منذ اصبح مسؤولا ، فذهب يصفف شعره إلى الخلف ويضع مستحضرا مرطبا مثل الفنان راغب علامة ، ولا شك بانها نصيحة امرأة إما انها شابة ، واما انها تريده ان يعتقد بانه ما زال شابا ، كما تغيرت حياة عائلته بصورة مضحكة ، فاصبح لكل فرد من اسرته وسيلة اتصال يحاول الرد من خلالها على الانتقادات اللاذعة التي تنهال عليه في المواقع الالكترونية ، وباتت الاسرة كلها اعلامية ، الزوجة والابناء والكنائن وابناء الأخوات ، ووصلت السخرية إلى اطلاق صفحة تدعى "نادى مؤيدي طقعان ".
لا شيء غريب على طقعان ، الذي يجيد اللعب على الحبال كلها ، فلكونه يعلم بانه سيخرج قريبا من منصبه ، ترون حاله كحال من يرتدي قناع الغطاس ...وجهه للأسفل ونفسه من الاعلى ،فيصرح تارة من منبر السلطان ويصرح تارة اخرى من منبره الخاص فتختلط عليه الامور ، إلى ان اربك الجميع ، الحراك الشعبي والنواب والصحافة والحكومة فتساءل الجميع : ما الذي يريده طقعان ؟!
بصراحة .. وبعد خبرتنا الطويلة به ، فان طقعان لا يخدم إلا طقعان ، لانه اصبح مسؤولا ولم يتغير ، وما زال على ديدنه ، يمارس الاعيبه ، ويبث سمومه لتصفية حساباته الصغيرة على حساب السلطان ، ويمارس الافتراء والتدليس وجميع اساليب ابليس لتأليب صاحب الولاية على الشرفاء الذين سبق وان رفضوه صديقا ورفضوه عدوا كونه لا يصلح لهذا او لذاك ، لكنه ما زال يصر على محاولاته البائسة لشفاء غله واوهامه السوداء ، بافتعال القصص والروايات والاتهامات وقلب الحقائق خدمة لاجندته الشخصية ، فورط نفسه بمزيد من الاساءات والمؤامرات واقحم ابناءه وبعض من ذويه في لعبة الفسفسات الاعلامية املا بالتصدي للانتقادات اللاذعة التي كشفته للاردنيين .
لقد اقتربت ساعة الحقيقة ، وسيجد طقعان نفسه مرة اخرى ، خارج دائرة السلطان ، وستتوقف اتصالات الصحفيين و"الصحفيات" ، ، والاذاعات والوكالات ، ويجلس مع نفسه ويفكر كيف له ان ينسى الحلم الذي اصبح حقيقة ثم عاد واصبح حلما ، وكيف سيواجه الذين أذاهم وكذب من اجل ايذائهم ، وسينقلب المنافقون من امثاله ضده ، وسنرى كيف سينقلب هو بنفسه على الدولة وعلى رئيسه الذي حمل وزره و وزر الاعيبه الصغيرة . وسيدرك طقعان بعد عودته إلى بيته بانه لا زال قزما رغم احلام السلطة ، وبان الناس سينسونه وينسون حركاته والاعيبة ... واذا ذكره احدهم فلن يذكره الا بطقعان السكران

