النسخة الكاملة

أبا الحسين يدفع ثمن صمود مواقفه في القدس

الخميس-2021-04-16 05:07 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – خاص 

 منذ ان أطلق جلالة الملك لاءاته الثلاث في وجه ما يعرف بصفقة القرن، وهو يدفع ثمن دفاعه عن الأقصى والقدس، في وقت تراجع فيه الاهتمام العربي والإسلامي بالقضية المركزية على نحو لافت.

في عام 2019 قال الملك عبارته الشهيرة " كلا للتوطين، كلا للوطن البديل، والقدس خط أحمر"، لتبدأ بعدها سلسلة استفزازات إسرائيلية، وضغوط إقليمية بالتوازي، ومن وقتها لم يبدل أبا الحسين ولم يغير ، فالنهج هو ذاته والمواقف ذاتها.
وما المحاولة التآمرية الآخيرة ضد الأردن وأمنه واستقراره إلا واحدة من هذه الضغوط المتواصلة، حيث يقف جلالته ومن خلفه الأردنيون لوحدهم في معركة العصر .

ويمكن للراصد ملاحظة أنّ جلالة الملك كان خلال السنين الخمسة الأخيرة الزعيم العربي الوحيد الذي يتحدث عن القدس ويطلق المواقف الواضحة غير المبهمة تجاهها.

كما يمكن الملاحظة بوضوح حجم التصريحات التي صدرت عن الخارجية الأردنية في نشاط محموم لم يتوقف للحظة عن ادانة التصرفات الإسرائيلية، والوقوف لها بالمرصاد وتقديم رسائل الاحتجاج.

تحاول إسرائيل استهداف كل ما هو أردني في فلسطين المحتلة، وآخر هذه المحاولات تعرض الشرطة الإسرائيلية لموظفي إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية، والسماح بإدخال أعداد كبيرة من المتطرفين تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.

العلاقة الأردنية الإسرائيلية تمر بلا شك بأسوأ  أوقاتها، وجلالة الملك يضع هذه العلاقة في كفة والعبث بالوصاية الهاشمية في القدس بكفة أخرى، أمام المحاولات العبثية لإسرائيل بتكريس سيطرتها على الحرم القدسي، والمسجد الأقصى، والتأثير على الوصاية الأردنية، وفرض سيادة الاحتلال على الحرم القدسي الشريف.

قائمة طويلة من الصلف الإسرائيلي تنوء عن حمله الجبال وتقف أمامه دول عاجزة عن الحراك، تتصدى له الدولة الأردنية وجلالة الملك بعزم لا يلين.

بدءاً من اقتحامات يومية للمسجد الأقصى، الى منع أعمال الترميم، واعتقال الحراس، وضرب المصلين، وإغلاق المصليات، في مخطط أكبر للتأثير على الموقف الأردني الثابت إزاء القضايا المصيرية.
 
 تحاول إسرائيل جاهدة كلما تحدث جلالته بغضب وحرقة عن القدس والمقدسات أن توغل في اتخاذ إجراءات استفزازية أكثر، والهدف دائماً شطب الدلالة الدينية المرتبطة بهوية المدينة.

وخلال أكثر من عشرين عاماً مضت على تسلم جلالته سلطاته الدستورية وجلوسه على العرش، استمرت التحركات بلا كلل ولا ملل، يحمل هم القضية في قلبه وعقله الى المحافل الدولية ودوائر التأثير وصنع القرار العالمية دون مواربة أو خوف من ضغوط لا زالت مستمرة حتى يومنا هذا.