النسخة الكاملة

لماذا فشلنا بالتعامل مع كورونا ونجحت دبي؟ العالم يتعافي وحكوماتنا مازالت بعقلية الاغلاق!!

الخميس-2021-04-07 12:36 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - محرر الشؤون المحلية

بعد مضي نحو 13 شهرا على جائحة كورونا, ما زالت الحكومة الاردنية تتعامل مع الوباء ضمن اطار الحظر الشامل والجزئي رغم ثبوت فشله بتخفيض الاصابات, ما جعل هذا الاصرار ينعكس سلبا على الظروف النفسية والاجتماعية والاقتصادية على المواطنين 

في مقابل ذلك فان كثيرا من الدول المجاورة والعربية حققت نجاحا باهرا وملفتا بالتعامل مع الجائحة واستقرار الوضع الوبائي لديها دون اية اغلاقات تذكر منذ شهور طويلة, معتمدة بذلك على التزام ووعي المواطن وتغليظ العقوبات, فبدأت بالتعافي اقتصاديا وانخفض المنحنى الوبائي لديها بشكل ملفت وكبير , ولعل دولا شقيقة مثل السعودية والامارات ومصر اكبر مثال على ذلك

ومن واقع تجارب شخصية نسردها هنا عن الواقع في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة , فالزائر اليها يلمس مباشرة مدى التزام المواطنين والمقيمين سواء بالكمامة او التباعد المجتمعي او الاجراءات الوقائية والصحية, التي تتزامن مع عقوبات ومخالفات شديدة ومرتفعة وحازمة

كما سيلحظ الزائر ان كافة القطاعات التجارية والاستثمارية والاقتصادية بكافة اشكالها تعمل دون اي اغلاقات فـ كافة المحال والمطاعم والكافيهات وحتى الاراجيل مسموح لها العمل, والشرط فقط وجود 4 اشخاص على الطاولة , حتى ان نوادي الرياضة "الجيم" ومراكز الترفيه ونوادي السهر مفتوحة ايضا حتى الواحدة ليلا , وفي قطاع النقل , فيسمح للسائق ان يقلّ معه 3 اشخاص بذات المركبة اي ان العدد يصل لـ 4 مع السائق

تلك الاجراءات التي تعتمد على فتح القطاعات والتعايش مع الوباء ضمن اجراءات السلامة العامة والالتزام وتشديد العقوبات ادت الى استمرار الانشطة التجارية والاقتصادية وحتى السياحية, ما يعني دوام الحياة الطبيعية بالتوازي والتعايش مع الوباء 

وهنا نتسائل لماذا نجحت الامارات والسعودية ومصر وغيرها من الدول بالتعامل مع جائحة كورونا وفشلت الحكومات الاردنية بالتعامل معها, ولماذا لا نستنسخ تجربة دبي او القاهرة لدينا ونترك الكرة في ملعب التزام المواطن مع اتخاذ قرارات واجراءات تجبر غير الملتزمين على التقيد بكافة التدابير الوقائية؟

 ولماذا تصر الحكومات على تدمير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتجارية للمواطن الاردني ضمن قاعدة الاغلاقات والحظر, وبالتالي خسارات متراكمة واوضاع صعبة وتخبط اداري والاهم دون اي تحسن وبائي؟!

منذ عام والحكومات ومسؤولي ملف كورونا في الاردن يتعاقبون بالتجارب على الشعب المغلوب على امره , فتارة شامل وتارة جزئي , وفتح للقطاعات ثم اغلاق لها , السماح بالصلاة ثم منعها , دعم لعمال المياومة وازدحام في المستشفيات , وقرارات لم تؤت اكلها على ارض الواقع ولا نعلم من اي دراسات تستقي الحكومة نتائج احصائياتها!!

اعداد الاصابات ما زالت مرتفعة ونسب الاشغال في المستشفيات عالية والمطاعيم "بالقطّارة" , والمنشآت والتجار مستمرون بالخسارة والاغلاق الجبري وارتفاع لعدد العاطلين عن العمل وفاقدي وظائفهم , السياحة ضُربت , والصناعة والتجارة في ادنى مستوياتها ,, وكل ذلك يؤشر الى امر واحد , هو ان الحكومات فشلت بالتعايش واحتواء الازمة واكتفت فقط بالتضارب بالتصريحات وجعل الشعب "فأر تجارب" لافكارهم ومشاريعهم 

آن الاوان ان نتعلم من تجارب الغير , وان نسير على خطى المشاريع الناجحة للدول بالتعامل مع الوباء والجائحة , ونبدأ فعليا المضي قدما بمرحلة التعافي بعيدا عن التسويف والوعود والتصريحات غير المنطقية..