"إلزامية التطعيم" هل يصبح الخيار الآخير في ظل التعنت الشعبي وتزايد الإصابات ؟

جفرا نيوز - فرح سمحان 

وسط تضارب الآراء حول جعل المطعوم إلزاميا أو تشديد الإجراءات عوضا عن ذلك ، بات واجباً على الحكومة اتخاذ اللازم في هذا الشأن واعطاء اللقاح للمواطنين من مختلف الفئات حتى لا يأتي التوقيت الذي نندم فيه على "بدل الضائع" كنتاج لخوف وتردد البعض من أخذ المطعوم والمماطلة في اعطاء الإجازة له من نواحي صحية وقانونية ، وكذلك آليات الشحن والوصول والكميات التي أصبح من الضروري الإعلان عنها تباعاً مع توضيح الفئات التي حصلت عليه  بالأرقام ، حتى لا ندخل في متاهة المحاصصة والمحسوبيات في ما يتعلق بقضية ترتيب الأولويات التي تفرض وضع أجندة واضحة تحدد من يحتاج أخذ المطعوم وليس من يملك وسيلة ما لأخذه ، وهنا تكمن المفارقة خاصة وأن أمر الدفاع يفرض على الحكومة جعله إلزامياً .  

المنطق بات يحتم فرض إجراءات صارمة على آلية تلقي اللقاح بحيث يصبح شرطاً للعمل في المنشآت شأنه شأن شهادة خلو من الفيروس ، أو ربطه بإجراءات تحفيزية كجعل التجول مسموح مثلاً لمن يأخذ اللقاح وفق حدود وضوابط معينة أو عمل فرق تجول ميدانية لتبسيط فكرة أخذ المطعوم بطرق مفهومة وواضحة لتقليص ذريعة الخوف أو حتى عدم الإيمان بفعالية الللقاح ودوره في خضم ما يدور من شائعات ومعلومات مغلوطة هدفها ردع الناس عن تلقي المطعوم ، حتى نصل لبر الآمان والوصول كذلك لصيف آمن كما صرحت الحكومة .  

المؤشرات الأولية لا تدعو للتفاؤل في ظل جنوح البعض ورفضهم تلقي اللقاح خاصة وأن العديد من الرسائل تصل يومياً لهذه الغاية الا أن البعض يمتنع ويتجاهل وسط تزايد حالات الوفيات والإصابة بالفيروس ، وحاجة العديد من الفئات لإخذه في أسرع وقت ممكن . 

الأجدر بالحكومة في المرحلة الحالية أن تحدد الفئات التي هي بحاجة فعلية لأخذ اللقاح كمقدمي الرعاية الصحية وكبار السن ومن يعانون من نقص في المناعة تستدعي اخذهم اللقاح لحمايتهم ، اضافة لمن يعملون في قطاعات حيوية وتستدعي طبيعة عملهم الاختلاط والتواجد في أماكن مختلفة ، كل هؤلاء يفترض انه تم تطعيم عدد كبير منهم في الوقت الراهن في ظل احتياجات المرحلة الحالية وتداعيتها ، المضي قدما في تطور الحالة الوبائية يستدعي السرعة وعدم المماطلة والتصبير بالعناوين والتصريحات حول سنستورد أو استوردنا . 

 المطلوب من وزير الصحة الجديد الدكتور فراس الهواري وهو الأكثر دراية بكل ما يتعلق بالجائحة ومنذ بدايتها ، أن يضع استراتيجية وأسس جديدة للتطعيم والإسراع في ذلك قدر الإمكان ، وتحديد فترات زمنية لأخذ كل مطعوم على حذا ولمعرفة التوقيت الذي قد نصل فيه لنهاية الجائحة التي لن تنتهي إلا بأخذ المطعوم .