جفرا نيوز -
تحاول مصر إخراج ناقلة حاويات ضخمة عطّلت منذ الأربعاء حركة الملاحة في قناة السويس، الممر التجاري الحيوي بين أوروبا وآسيا، ما أدى إلى بطء الملاحة التجارية الدولية، بلغت حد الجمود.
ووفقا لشركة "سميت سالفدج" الهولندية المكلفة من مجموعة "إيفرغرين مارين كورب" المشغلة للسفينة التي تتخذ من تايوان مقرا، للمساعدة في إخلاء السفينة، فإن العملية قد تستغرق "أياما أو حتى أسابيع".
وعيّنت "إيفرغرين" فرق خبراء من "سميت سالفدج" وأيضا من الشركة اليابانية "نيبون سالفدج" من أجل وضع "خطة أكثر فعالية" لإخراج السفينة.
والخميس، أعلنت هيئة قناة السويس تعليق حركة الملاحة "مؤقتا" حتى الانتهاء من تعويم ناقلة الحاويات الضخمة التي تعيق تدفق السفن منذ الثلاثاء.
وقد أبطأ الحادث الذي وقع ليل الثلاثاء الأربعاء، عمليات تسليم النفط وسلع تجارية أخرى، كما ساهم النبأ في ارتفاع أسعار النفط الأربعاء.
ويتوقع أن يبطئ الحادث النقل البحري مدة أيام إلا أن التبعات الاقتصادية ستبقى محدودة مبدئيا في حال لم يطل الوضع.
أهمية الممرات البحرية
تكتسب المضائق المائية أهمية اقتصادية وسياسية كبيرة، فهي تعد نقطة وصل هامة بين قارات العالم، ويتم عن طريقها التنقل ونقل البضائع المختلفة، بالإضافة إلى أن الدخل منها يعتبر رافدا مهما من روافد الدخل القومي وموردا كبيرا للنقد الأجنبي.
ويؤثر إغلاق المضائق على الملاحة البحرية والتجارة العالمية بشكل كبير، ويؤثر بشكل كبير على أسعار السلع بشكل عام، وأسعار النفط بشكل خاص.
وبالنسبة للقانون الدولي، فإن المضيق يعتبر جزءا من "أعالي البحار"، وبالتالي يحق لكل السفن المرور عبره ما دام ذلك لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.
ويعتبر توقف المرور في الممرات المائية هو حدث متكرر لعدة أسباب، بعضها يعود لجنوح السفن، والبعض الآخر قد يرجع لأسباب طبيعية أو وبائية، وأحيانا يكون السبب صعوبة المرور بسبب الأوضاع الأمنية والعسكرية.
مضيق البسفور
وفي 6 أبريل 2017، تسببت كثافة الضباب بمدينة إسطنبول التركية، في توقف حركة الملاحة البحرية، بمضيق البوسفور لفترة مؤقتة، لتدني مدى الرؤية الأفقية.
وفي 17 أغسطس 2016، توقفت في ذات المضيف بعد تصادم سفينة بضائع عملاقة وزورق من خفر السواحل.
وقال متحدث باسم مكتب حاكم اسطنبول وقتها، إنه جرى إنقاذ ستة أشخاص ونقلهم للمستشفى.
وفي 28 أكتوبر 2013، قالت شركة الملاحة التركية )جي.ايه.سي(، إن السلطات البحرية التركية أغلقت مضيق البوسفور أمام الملاحة، بعد أن ألقت سفينة مرساها عندما جرفتها التيارات القوية.
مضيق جبل طارق
وفي 29 يناير 2018، توقفت حركة الملاحة البحرية بمضيق جبل طارق اليوم الثلاثاء، جراء سوء الأحوال الجوية، وهو الأمر الذي سبق وتكرر في ٧ أبريل 2015، وقبلها في 11 ديسمبر 2010 لذات السبب.
مضيق باب المندب
ففي 27 يوليو 2018، أعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي أنذاك، خالد الفالح، أن "المملكة قررت تعليق صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، عقب استهداف ناقلات النفط في البحر الأحمر من قبل جماعة الحوثي المدعومة من إيران".
أضرار التوقف
المحلل الاقتصادي المصري، أحمد القاروط، يقول إن توقف بعض الممرات البحرية الدولية أمر طبيعي ويحدث في بعض الأحيان، لذلك لا يسترعي الأمر الكثير من التوتر.
وأضاف القاروط، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه في حالة حدوث الإغلاقات يؤثر بشكل مباشر على إمدادات النفط العالمية مثلما حدث مع قناة السويس وارتفعت الاسعار عدة دولارات، ولكن هذا التأثير يكون بشكل مرحلي ولا يحدث تأثيرات على المدى الطويل.
وأشار إلى هذه التوقفات غالبا ما يصحبها حالة تكدس في بعض الموانئ لفترة طويلة، وفراغ في موانئ أخرى، إضافة إلى وجود نقص في عدد الحاويات التي تعمل الآن بسبب تأثيرات فيروس كورونا.
وتابع أن شركات التأمين البحري هي المتضرر الأكبر من هذه التوقفات، وكلما طال وقت التوقف زادت كمية التعويضات التي تقوم هذه الشركات بدفعها للمتضررين.