جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أخفقت جهود تعويم سفينة حاويات عملاقة عالقة بقناة السويس يوم الجمعة ليستمر التعطيل الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن لناقلات الوقود وأثر على سلاسل الإمدادات العالمية لكل شيء من الحبوب حتى ملابس الأطفال.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته تدرس ما يمكنها تقديمه للمساعدة، بعد أن جنحت السفينة إيفر جيفن التي يبلغ طولها 400 متر يوم الثلاثاء بسبب الرياح القوية.
وقال للصحفيين في ديلاوير "نملك معدات وإمكانات ليست لدى معظم الدول. ونبحث المساعدة التي يمكننا تقديمها”.
وقال مسؤول أمريكي، مشترطا عدم الكشف عن اسمه، إن البحرية على استعداد لإرسال فريق من خبراء التجريف إلى القناة، لكنها تنتظر موافقة السلطات المحلية.
وذكرت ثلاثة مصادر بقناة السويس أنه تقرر تعليق جهود تعويم السفينة في وقت متأخر يوم الجمعة على أن تستأنف اليوم السبت.
ولم يتسن بعد الوصول إلى هيئة قناة السويس للتعقيب.
وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريبا، وقد تستغرق جهود تحرير السفينة أسابيع وربما تواجه تعقيدات بفعل عدم استقرار الأحوال الجوية، مما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلا بسبب قيود كوفيد-19.
وقالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم)، المدير الفني لإيفر جيفن إن جميع أفراد الطاقم الخمسة والعشرين، الذين لا يزالون على متن السفينة، في أمان وبصحة وحالة معنوية جيدة.
وذكرت الشركة أن فريق الانقاذ الهولندي أكد أن قاطرتين إضافيتين ستصلان في 28 مارس آذار للمساعدة في جهود إعادة تعويم السفينة، بعد فشل محاولة لتحريرها يوم الجمعة.
وقالت الشركة في بيان "لم ترد تقارير عن تلوث أو أضرار بالشحنة، وتستبعد التحقيقات الأولية أي خلل فني أو خلال في المحرك كسبب لجنوح السفينة”.
وقالت هيئة قناة السويس، إنها استأنفت محاولات قطر السفينة الجانحة باستخدام زوارق السحب بعد اكتمال أعمال التجريف لإزالة 20 ألف متر مكعب من الرمال.
وتابعت "مناورات القطر تتطلب توافر عدة عوامل مساعدة أبرزها اتجاه الرياح والمد والجذر مما يجعلها عملية فنية معقدة لها تقديراتها وإجراءاتها ومحاولاتها المتعددة وفقا لمواضع واختبارات الشد”.
وقالت الهيئة إنها ترحب بالعرض الأمريكي للمساعدة. وقالت تركيا أيضا إن بإمكانها إرسال سفينة إلى القناة، ضمن محاولات أنقرة الأخيرة إصلاح علاقاتها المتوترة مع مصر بعد سنوات من الخصومة.
أدى تعليق حركة المرور عبر القناة التي تربط بين أوروبا وآسيا إلى تفاقم مشاكل خطوط الشحن.
وقالت دراسة أجرتها أليانز الألمانية للتأمين يوم الجمعة إن تعطل الملاحة بالقناة قد يكلف التجارة العالمية ما بين ستة وعشرة مليارات دولار أسبوعيا.
وتتوقع شركة موديز للتصنيف الائتماني أن يكون قطاع التصنيع وقطاع توريد قطع غيار السيارات في أوروبا الأشد تضررا. وقالت "حتى إذا تم حل الوضع خلال الثماني والأربعين ساعة القادمة، فلا مفر من حدوث ازدحام بالموانئ ومواجهة المزيد من التأخير في سلسلة الإمداد التي تشهد ضغوطا بالفعل”.
تأثر النفط
قال توم شارب قائد البحرية البريطانية المتقاعد إن أفضل فرصة للمحاولة القادمة ستكون ارتفاع المد يوم الأحد، لكن هناك مخاطر من تمزق هيكل السفينة إذا تم سحبها بقوة أكثر من اللازم نظرا لأنها عالقة من المقدمة والمؤخرة.
وقال مهاب مميش، مستشار الرئيس المصري لشؤون مشروعات قناة السويس والموانئ البحرية لقناة (إم.بي.سي مصر) التلفزيونية إنه ينبغي الاستعانة برافعة عائمة لنقل بعض الحاويات من السفينة إلى سفينة أخرى، لتخفيف حمولتها وتمكينها من الطفو.
وأفاد شاهد من رويترز بأن نحو عشرين سفينة شوهدت من شواطئ بورسعيد صباح الجمعة.
وأظهرت بيانات الشحن على ريفينيتيف أن أسعار النفط زادت أكثر من ثلاثة بالمئة يوم الجمعة، فيما تنتظر أكثر من 30 ناقلة على جانبي القناة منذ يوم الثلاثاء.
لكن المحللين يقولون إن التأخيرات تأتي في وقت يقل فيه الطلب الموسمي على النفط والغاز الطبيعي المسال، الأمر الذي من المرجح أن يخفف شدة التأثير على الأسعار.
وأبلغت مصادر تجارية رويترز أن مشغل خط الأنابيب المصري سوميد خاطب متداولي النفط لمعرفة إن كانوا يرغبون في استخدام الخط لنقل الخام في ظل توقف قناة السويس، لكن التجار يفضلون حتى الآن الانتظار تفاديا لزيادة كبيرة إضافية في التكاليف.
ويتوقع المحللون تأثيرا أكبر فيما يتعلق بالسعر على الناقلات الصغيرة التي تحمل منتجات النفط، مثل النافتا وزيت الوقود للتصدير من أوروبا إلى آسيا، إذا استمر الإغلاق لأسابيع.
وقال سري بارافايكاراسو، مدير شؤون نفط آسيا في (إف.جي.إي) "يتم توريد حوالي 20 بالمئة من النافتا لآسيا عن طريق البحر المتوسط والبحر الأسود عبر قناة السويس”، مضيفا أن إعادة توجيه السفن حول رأس الرجاء الصالح قد يضيف حوالي أسبوعين آخرين لزمن الرحلة ومزيدا من تكلفة الوقود.
ويؤثر توقف الحركة بالقناة على سوق الديزل الآسيوية الضعيفة أصلا. وتدفق أكثر من 60 بالمئة من الصادرات الآسيوية إلى الغرب عبر قناة السويس في عام 2020 بحسب (إف.جي.إي).