جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب محمد داودية
بطش الأردنيون بالعبرانيين مرتين.
بطش بهم ملك مؤاب الديباني (الذيباني) ميشع (المنقذ باللغة الفينيقية الكنعانية) عام 840 ق.م على مرتفعات نهر ارنون (الموجب)، على ذرى ذيبان ومأدبا ونيبو شرق البحر الميت.
وبطش بهم ملك الأردن الهاشمي الحسين بن طلال في معركة الكرامة في 21 آذار عام 1968، بفاصل زمني طويل هو 2808 أعوام بين البطشين.
وبين معركة نيبو وذيبان وارنون ومعركة الكرامة العظيمة خاض جيشنا العربي العظيم معارك 1948 التي قدم فيها 20 ٪ من عديده شهداء ابرار في بطاح فلسطين المجيدة وعلى ذرى القدس المقدسة. وخاض جيشنا المفخرة معركة تل الذخيرة الاسطورية في القدس التي استشهد فيها 97 مقاتلا من اصل 101 هم عديد الحامية الاردنية في حين كان الاربعة الباقين في الرمق الاخير بعد ان اثخنوا بالجراح ونفذت اخر رصاصة من ذخيرتهم.
لقد قاتلوا حتى الموت دفاعا عن القدس. فقد قدمت كتيبة الحسين الثانية 96 % من عديدها في معركة تل الذخيرة (جبعات هتخموشت) يوم 1967.6.6. قاتل جنودنا وضباطنا حتى نفذت ذخيرتهم في معادلة «إن لم تكن خنادق قتال، فلتكن قبور شهداء».
ان أبرز الدروس التي اكدتها وكرستها واثبتتها معركة الكرامة مجددا، هي ان الصهيونية قابلة للذل والالتواء والانحناء والانكسار والانحسار والعار والنكوص والهزيمة والجثامين.
ستسجل معركة الكرامة في تاريخ أمتنا، كواحدة من ايام العرب ومعاركهم البارزة الكبرى.
وسنظل نعيد ونزيد انه ههنا توقفت الغزوة الصهيونية مرة أخرى.
ههنا بطشنا بهم مجددا.
ههنا انقلبوا على اعقابهم.
ههنا طلب الملازم خضر شكري أبو درويش من نمور المدفعية السادسة، ان يقصفوا موقعه الذي امتلأ بالدبابات والآليات والناقلات والغزاة. فكان الصيد الوفير والشهادة الخالدة.
تنطوي موقعة الكرامة على مآثر وبطولات تضاهي ما قدمته مدن المقاومة الكبرى ضد الغزاة: القدس (تم احتلالها 44 مرة وتم تحريرها 43 مرة)، عكا، الكرك، غزة، قلعة شقيف، ستالينغراد، لينينغراد، لندن، براغ ووارسو.
يرحم الله شهداءنا في كل حروبنا من اجل الأردن وفلسطين والهضبة السورية.
تحية اعتزاز وفخر بأبنائنا في القوات المسلحة الأردنية العاملين والشهداء المتقاعدين والراحلين.
خاض الجيش العربي الأردني 39 معركة ضارية حاسمة، دفاعا عن حرية فلسطين وعن حرية القدس. وهي المعارك المجيدة التي ما يزال شهودها وابطال بعضها احياء حتى اليوم:
معركة اللطرون، معركة باب الواد، معركة النوتردام، معركة تل الرادار، معركة رامات راحيل او رامات كان، معركة كفار عصيون، معركة شعفاط، معركة جبل المشارف، معركة البرج، معركة جبل المكبر، معركة تل النبي صموئيل، معركة تل الشيخ عبد العزيز، معركة الملطع، معركة الجامعة العبرية، معركة بيت نبالا، معركة جبل الزيتون، معركة المصرارة، معارك البلدة القديمة وحارة اليهود، معركة بير معين، معركة القطمون، معركة مشيرم، معركة الشيخ جراح، معركة صرفند العمار، معركة نيفي يعقوب- مستوطنة النبي يعقوب، معركة مستوطنة غيشر، معركة يالو، معركة مستوطنة ريفاديم، معركة مستوطنة ماسووت إسحاق، معركة مستوطنة عين تسوريم، معركة عمواس، معارك رام الله، معركة وادي عربة، معركة طولكرم، معارك نابلس، معارك جنين، معارك حيفا، معارك اللد، معارك الرملة ومعركة تل الذخيرة المفخرة.
من الإنصاف ان تعلم الأجيال العربية الجديدة، ان التضحيات الأردنية الهائلة من اجل فلسطين، ستظل وسام عز على صدر كل اردني. انها تضحيات وحدة الدم والمصير، التي نفتخر ونتغنى بها ابد الدهر.
ويرحم الله شهداءنا في حربنا مع المحتلين. وحربنا مع الإرهابيين الذين يقاتلون احفاد وابناء واخوة ميشع والحسين ومفلح الكايد العبيدات وناجي باشا العزام وقدر المجالي وابراهيم المبيضين وصايل الشهوان وعودة ابو تايه وذياب العوران وحسين القرعان وعبدالله التل وهزاع المجالي ووصفي التل وخالد هجهوج المجالي وفراس العجلوني وموفق السلطي وخضر شكري ابو درويش ونورس اليعقوب وفرحان الحسبان وصالح شفيق صلاح والاف ابنائنا الذين جادوا بأرواحهم لحماية الوطن حرا عزيزا.