النسخة الكاملة

بعد صرخته "بيكفي خلص" .. المصري: الملك "غاضب" والرفاعي: جلالته "تحدث بصوت الأب" .. حدادين وأبو رمان: "رسائله لعدة جهات"

الخميس-2021-03-16 12:56 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - موسى العجارمة

بحكمة القائد الحكيم وبنبرة الأب الحليم، وبالعبارات المباشرة والمفردات النابعة من التاريخ الهاشمي الفصيح، كان خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني حيال حادثة السلط التي وضعت جرحاً عميقاً في قلب كل أردني، ليتصدى حامي الأمانة لكافة التجاوزات التي حدثت، قائلاً بالصوت العريض: "ليس مقبولاً أبداً أن نخسر أي مواطن نتيجة الإهمال وسط تأكيده بأن ثقافة الأردنيين تتمثل بثقافة الشرف والرجولة والكرامة المستمدة ممن أسسوا الدولة من الآباء والأجداد.

جلالته أطلق رسالة لن تنسى في تاريخ المئوية الثانية جاءت لكل فاسد ومهمل بعمله، لطالما المنصب ليس للترضية أو للمجاملة، بل لخدمة الأردنيين بإخلاص، مما يشكل ذلك خطاباً ملكياً يحمل في طياته رسائل لكل أصحاب القرار، ورسالة طمأنينة بأن الأردن سيتجاوز جائحة كورونا على وجه السرعة.

*المصري: علامات الغضب كانت واضحة على جلالة الملك

رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري يؤكد أن شعور الغضب كان واضحاً على المعالم الخارجية لجلالة الملك الذي لخص بخطابه مشاعر الأردنيين دون استثناء؛ إثر التسيب والترهل في الجهاز الإداري الذي نشهده اليوم بصورة غير مسبوقة في ظل أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية وخدماتية، مبيناً أن واقع الحال يحتاج لمجتمع متماسك قائم على أفعال ومواقف.

ويضيف المصري في حديثه لـ"جفرا نيوز"، إن جلالة الملك تدخل كثيراً في عدة أمور وأبدى ملاحظات عديدة، وتحدث عدة مرات عن الثورة البيضاء واللجان الملكية إلا أننا للأسف نعود للوراء، قائلاً بلسان صريح: "آن الأوان أن نزيل رؤوسنا من التراب".

*الرفاعي: جلالة الملك تحدث يوم أمس بصوت الأب

رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي يتفق مع المصري حول مشاعر الغضب التي كانت واضحة على وجه جلالة الملك يوم أمس، لطالما كان يتحدث بصوت الأب مخاطباً كافة أركان الدولة والحرقة تسبق نبرة صوته؛ إثر المصيبة التي حلت على أبنائه الأردنيين وهذا غير مقبول بتاتاً؛ لطالما ضحايا السلط كانوا أمانة في عنق وزارة الصحة.

ويقول الرفاعي في حديثه لـ"جفرا نيوز"، إن جلالة الملك قالها بالصوت العريض بأن الترهل الإداري الذي نشهده مرفوض جملةً وتفصيلاً وسيحاسب كل مقصر في عمله؛ لافتاً إلى أن الواسطة والمحسوبية التي آلت لهذه النتيجة سواء في القطاع العام أو الخاص، مضيفاً أن الأردن عمره مئة عام من البناء، وكان معروفاً بتصدير العقول والكفاءات لبناء المنظومات في كافة أنحاء العالم العربي.

"وليس من المعقول أن يحدث ذلك بالتزامن مع احتفالنا بالمئوية الأولى للدولة الأردنية، ونحن ندخل اليوم بالمئوية الثانية، وهذا غير مقبول لذكرى الآباء والأجداد الذي بنوا الأردن بسواعدهم وجهودهم ودمائهم ودموعهم، وهذا ما شهدناه برسالة جلالة الملك الذي تحدث بصوت الأب الغاضب يوم أمس". بحسب الرفاعي.

ويتابع: "إن رأس الدولة قالها بالعلن للجميع بأن حياة المواطن أغلى شيء، وكل شخص لا يريد وضع هدف ضمن أولوياته لا مكان له بيننا، والجميع ينبغي عليه التقاط هذه الرسالة بعناية، وحتى الواسطة عندما نتوسط لشخص لا يستحق نحن سنعرض حياة الآخرين للخطر، وهناك جانب من المسؤولية على كآهل كل أردني، وعلينا أن ندفع بالأفضل ونبتعد عن الواسطة التي عكست سلباً على الأداء العام".

وفيما يتعلق بالأحداث التي شهدناها عقب حادثة السلط في بعض مناطق المملكة، يوضح الرفاعي أن احترام القانون واجب على كل أردني، ولا مجال لنكران الأخطاء التي حدثت مؤخراً، إلا أن التعبير عن وجهة النظر ليس بكسر الحظر وتعريض حياة أردنيين آخرين للخطر في ظل ارتفاع الإصابات، لافتاً إلى أن الاستمرارية بالتجمهرات التي رأيناها في اليومين الماضيين سيعكس ذلك سلباً على الوضع الوبائي ويزيد الأعباء على المستشفيات.

ويشدد الرفاعي في نهاية حديثه لـ"جفرا نيوز"، على أهمية إيجاد حلول لمشاكلنا بعقلانية ومساعدة الأجهزة الأمنية والحكومية بالتعامل مع الوباء في ظل ارتفاع الإصابات ، متأملاً أن يلتقط الجميع رسالة الملك يوم أمس؛ لكون تراخي المسؤولين غير مقبول، ويجب أن يكون هناك نظرة حقيقية للكفاءات في الوزارات؛ لأن القطاع العام خادماً للشعب وكل موظف في دائرة حكومية ينبغي عليه التعامل مع المواطنين بنظرة الأخ والأخت والأب والابن، من يثبت غير ذلك لا مكان له بيننا.

*حدادين: من لا يستطيع تحمل المسؤولية عليه إخلاء الطريق

عضو مجلس الأعيان والوزير الأسبق بسام حدادين يقول إنه لم يرَ جلالة الملك غاضباً كما كان يوم أمس، لكونه كان يتحدث بمشاعر الأردنيين وطموحاتهم، مشيراً إلى أنماط الخلل الواجب التصدي لها وتجاوزها بأسرع وقت ممكن، مخاطباً الأردنيين بكافة مواقعهم ومؤسساتهم في القطاع العام والخاص، وهذا يدل بشكل واضح بأن الملك يتابع كافة ما يجرى بحس القائد على تخطي الصعاب في مجال الوضع البيئي والصحي والاقتصادي.

وينوه حدادين أن الملك متفهماً لواقع الأردنيين وثقل الأحمال عليهم نتيجة الوضع الاقتصادي والبيئي والصحي، وهذه رسائل واضحة للحكومة بأن تشمر عن سواعدها، ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية عليه أن يخلو الطريق.

*أبو رمان: رسالة الملك تحمل عدة جهات

وزير الشباب الأسبق د.محمد أبو رمان يقول لـ"جفرا نيوز" : لقد جاء حديث الملك في مجلس السياسات أمس بمثابة رسالة على أكثر من اتجاه؛ فالأولى للمسؤولين والوزراء بضرورة التركيز على العمل والإنجاز ومتابعة شؤون الوزارات، والتخلص من منطق الشمّاعات للتهرب من المسؤولية بوضعها على مشجب الفساد والإهمال، فالمطلوب اليوم هو "المسؤول الإصلاحي" الذي يواجه الخلل والفشل، ولا يتعايش معه.

ويضيف أبو رمان إن الرسالة الثانية للرأي العام الأردني بضرورة تحري العدل والإنصاف والمنطق في مواجهة الخطابات العدمية والحملات التي لا تنظر إلى الجواب الإيجابية وتخلق أجواء من التوتر والازمات الداخلية، بما يضعف من قدرة الدولة على مواجهة التحديات في ظل جائحة عالمية تعاني منها دول العالم، ما يتطلب تركيز الجهود على الأزمة الراهنة، وعدم الدخول في أزمات أخرى وتشعبات تشتت الجهود الوطنية بصورة كبيرة.

ويستمر بحديثه: إن الرسالة الثالثة على أبواب المئوية آن الآون أن يكون الإصلاح الإداري أولوية لحماية الجهاز البيروقراطي وتطوير عمله، ما يتطلب من الحكومة والمسؤولين تقديم تصورات عملية وواقعية وإزاحة المسؤولين والموظفين العاجزين، الذين لا يريدون التطور أو الذين يقفون في وجه الإصلاح، لأنّ كلفة التستر على الأوضاع المترهلة داخل الجهاز الإداري أكبر بكثير سياسياً واقتصادياً وإنسانياً من كلفة التعامل معها ومعالجتها.

"واتسم حديث الملك بالصراحة الشديدة والتحذير من الوقوع في الفتنة، التي تترتب على خلط الأوراق ما بين التعامل بمسؤولية سياسية وأدبية ومهنية وأخلاقية مع فاجعة المستشفى وبين أجندات شخصية أو جهوية أو مواقف محتقنة من الأوضاع العامة، فخلط الأمور ببعضها يؤدي إلى أزمات أخطر وأكبر، يمكن وضع حديث الملك في هذا السياق ضمن خطاباته الجديدة حول المئوية والإصلاح السياسي والإداري، وضرورة البدء بعملية مراجعة داخلية وطنية ومعالجة الاختلالات والمصارحة والمكاشفة في الشؤون الوطنية والسياسية" . بحسب أبو رمان.

يذكر أن جلالة الملك عبدالله الثاني أكد يوم أمس أنه سيحاسَب كل شخص قصّر في عمله وفي حماية أرواح الأردنيين، وفق نتائج التحقيق في حادثة انقطاع الأوكسجين عن مرضى في مستشفى الحسين السلط الجديد.

وقال جلالته، خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس السياسات الوطني اليوم الاثنين، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، "رحمة الله على أهلنا الذين فقدناهم في السلط”، مشددا على أنه ليس مقبولا أبدا أن نخسر أي مواطن نتيجة الإهمال.





© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير