جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بمنحوتات فنية أصغر من حبة الأرز، نجح الفنان المصري إبراهيم بلال في جذب انتباه جمهور مواقع التواصل الاجتماعي محليا وعالميا خلال الفترة الأخيرة، وسط انبهار من قدرته على تحويل "سنون الأقلام الرصاص" إلى أعمال فنية.
قبل ثلاث سنوات من الآن، رأى إبراهيم بلال منحوتة لفنان أوروبي على سن "قلم رصاص" أثناء تصفحه لمواقع التواصل الاجتماعي، ليقرر آنذاك أن يخوض تجربة مشابهة، لكن مع إضافة الروح المصرية عليها.
ويكشف الفنان المصري كواليس رحلته في النحت على "سنون أقلام الرصاص"، ودوافعه لاختيار هذا النوع الصعب من الفنون.
أعمال فنية مميزة
ويقول بلال ، إن "الفن المصغر" أو "الميكرو آرت" مشهور عالميا لكنه غير متداول في مصر، لذا قرر أن يختار هذا النوع ليقدم إلى الجمهور عمل فني مميز، يختلف عما اعتادوا رؤيته.
ويضيف: "تدربت كثيرا للوصول إلى هذا المستوى، وكانت هناك العديد من التجارب التي كان مصيرها الفشل، لكن تمكنت مؤخرا من ممارسة النحت المصغر بدرجة عالية من الاحترافية".
كما يوضح أن المنحوتة على "سن قلم الرصاص" تحتاج إلى ما يقارب 20 أو 30 ساعة عمل، خاصة مع تفضيل الفنان للقطع الأثرية المصرية، التي تحتوي على الكثير من التفاصيل، مما يزيد من صعوبة تحويلها إلى منحوتة لا يتجاوز طولها 5 أو 6 مليمترات.
ونجح بلال في إنتاج 40 منحوتة مصغرة حتى الآن، قائلا: "مع كل عمل فني، أتمكن من تطوير أدائي أكثر، مما يجعل كل عمل مميزا أكثر من الذي يسبقه، خاصة أنني استغرقت وقتا طويلا للتأقلم مع أدواتي الجديدة، وهي ميكروسكوب و(سكين تفاصيل) يشبه المشرط الطبي، وأقوم بوضع القلم الرصاص أمام الميكروسكوب، ثم أنظر من خلال العدسة العينية الخاصة به إلى سن القلم، ثم أبدأ في النحت".
وقرر بلال -28 عاما- التركيز على الآثار المصرية، فقام بتحويلها إلى منحوتات صغيرة، بهدف تشجيع السياحة والمساعدة في دفع الجمهور المحلي والأجنبي لزيارة المتاحف المصرية.
ويردف: "لكل فنان هدف من أعماله، وكان هدفي هو إبهار الجمهور بمنحوتاتي الصغيرة الخاصة بالتماثيل الفرعونية، لتشجيعهم على زيارة المتاحف ورؤية الأعمال الحقيقية بأعينهم، وبالفعل عندما أقوم بنشر صور المنحوتات عبر صفحاتي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أتلقى العديد من ردود الفعل الإيجابية، خاصةً من الجمهور الأجنبي، الذي أصبح يمثل قطاعا كبيرا من متابعيني خلال الفترة الأخيرة".
وتمكن النحات المصري من تنظيم معرض فني بالتعاون مع وزارة الآثار والسياحة المصرية داخل متحف الفن الإسلامي، في مطلع العام الجاري، عرض من خلاله 20 منحوتة مصغرة باستخدام سنون أقلام الرصاص، لآثار إسلامية، ولاقى المعرض استحسان الحضور من زوار المتحف.
وعن طريقة عرض الأعمال الفنية، التي لا يتجاوز حجمها حبة الأرز، يقول بلال: "نقوم بوضع عدسة مكبرة على بُعد معين، تتيح للجمهور رؤية تفاصيل المنحوتة بوضوح، ومن هنا يأتي انبهار زائر المعرض، إذ يرى العمل الفني في البداية دون العدسة، دون أن يرى بوضوح، لكن ما أن يقف أمام العدسة، يكتشف كثيرا من التفاصيل التي لم يتوقع وجودها في تلك المنحوتة المصغرة".
وأعرب بلال عن أمنيته في أن يشارك بأكثر من معرض فني داخل المتاحف القومية، والمساعدة في الترويج للآثار المصرية.
موسوعة غينيس
ويسعى الفنان المصري لتدوين اسمه بحروف من ذهب داخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، عن طريق صنع أصغر "طاولة شطرنج" في العالم، وكسر الرقم المسجل باسم النحات الأميركي "أرى دفيدي غزاريا".
*صورة طاولة الشطرنج الخاصة بالفنان الأميركي صاحب الرقم القياسي*
وفي هذا السياق، يوضح بلال: "تحقيق رقم قياسي مهمة صعبة، خاصة أن الرقم الذي آمل في كسره حديث نسبيا، لكنني سأسعى خلال الفترة المقبلة، لإنهاء العمل في أصغر طاولة شطرنج في العالم، وسيكون حجمها مفاجئا للجمهور، ونجاحي في ذلك، إنجاز مهم للفن المصري".
تنمر ودعم
على الجانب الآخر، تلقى النحات المصري عددا من التعليقات التي تسخر من أعماله الفنية، وسط تعجب شديد من اختياره لسنون الأقلام الرصاص، ليحولها إلى منحوتات.
وردا على تلك التعليقات، يقول بلال: "كنت أتوقع أن أقابل ردود فعل ساخرة، خاصة أن هذا الفن غير متعارف عليه في مصر، لكن بمرور الأيام تتحول رسائل السخرية إلى إعجاب ودعم، لذا أطالب أي فنان يجرب نهجا فنيا مختلفا أن يمضي في طريقه، دون الانتباه إلى أي رد فعل سلبي، وسيجد في النهاية جمهورا يدعمه".
وتوجه بلال بالشكر إلى الجمهور الذي يدعمه بشكل دائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أنهم "الدافع الأهم" للاستمرار في رحلته حتى الآن.
ويختم: "تلك هي الخطوات الأولى في رحلتي، وأسعى لتحقيق المزيد، كما أتمنى أن تزداد شعبية الفن المصغر في مصر خلال الأعوام المقبلة، وأن تشجع منحوتاتي ولو بشكل بسيط الفنانين الجدد لتجربة هذا الفن الصعب".