جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - ابراهيم عبدالمجيد القيسي.
لم يتوقف صبيان التربية والتعليم عند تدمير المدارس، وآخر ما تفتقت عنه عبقرياتهم، بل قل عربدتهم على أبنائنا ومستقبلهم، ما يقررونه كل يوم في موضوع امتحانات التوجيهي:
فبعد ان جعلوا الامتحان مهزلة في العام الماضي ( كانت الوزارة في عهدة الرزاز حتى وهو رئيس وزراء، والباقي مهرجين)، بسبب تعطل طلاب التوجيهي عن التعليم الوجاهي آنذاك لمدة لم تبلغ شهرين، فحذفوا لهم حوالي نصف المنهاج، وجاءوا بأسئلة سهلة، وكلها (دوائر)، ولا يوجد أسئلة كتابية، وحصل الطلاب على معدلات فلكية وعللوا الأمر (خلّي اولادنا يفرحوا!!)، قرروا اليوم مذبحة من نوع آخر للامتحانات، حيث الطلاب لم يلتحقوا بالتعليم الوجاهي سوي ١٠ ايام في الفصل الأول ومثلها في الثاني، فهم طلبة مضى عليهم أكثر من عام (٣ فصول دراسية) لم يتعلموا شيئا فعلا لا من مدارس او حتى من مراكز ثقافية، وأمام هذه الحقائق لم يفكر عباقرة التعليم في إيجاد وسيلة لتقييم مستوى الطلبة، بامتحان ثانوية (ذكي) يميز الفروقات بينهم، ويعتمد على حقيقة أنهم لم يتعلموا شيئا ملموسا، حيث لا يوجد تقييم فعلي او إيجابي للتعلم عن بعد، وهذه الدفعة بالذات من طلبة التوجيهي، والبالغ تعدادها ١١٠ آلف طالب، مضى عليها أكثر من عام ولم تتعلم شيئا يمكننا تقييمه بدقة او بعدالة..
بل فكّروا وقدّروا وما زالوا يهرجون، فقرروا أن لا يحذفوا من المنهاج شيئا يذكر، مقارنة مع ما حذفوه مع سابقيهم الذين لم يعطلوا عن التعليم الوجاهي شيئا يذكر، مقارنة مع هؤلاء، و٤٠% من علامة الامتحان أسئلتها كتابية، وهي قرارات جاءت متأخرة كما نعلم، ومع نهاية العام الدراسي الذي اعتقد معه الطلبة أن لا تغيير على سابقه، لا من حيث طبيعة الامتحات وحجم المادة المطلوبة، ولا مع نوع أسئلته!!
ويخرج علينا من الوزارة ومن خارجها من يزايد علينا جميعا، ويقول بأن منصة درسك، والغش المتمثل بقيام أولياء الأمور بالإجابة عن امتحانات ابنائهم، نموذج ناجح في التعليم، وأن (دولا) تريد الاستفادة من تجربتنا الفريدة!.. يعني التعليم عن بعد مثالي، بالنسبة ل(هيك عيال بهيك زمن).
الوزير الجديد للتربية، هو أخطر وزير على التعليم الذي نعرفه، والتعليم معه اليوم على مفترق طرق، فهو وقبل صناعة فيروس كورونا، كان صاحب فكرة إيجاد جامعات بلا طلبة ولا مرافق، يعني (بس على النت)، مثل زباين فيسبوك عدم المؤاخذة، وقبل حمله لحقيبة التعليم العالي (التي أصبحت كمقتنيات أثرية لمومياء لشخصية كادحة من الزمن الغابر)، كان رئيسا لجامعة خاصة غير أردنية أصلا، ما فيها التزام (مفتوحة كما يقولون)، ولا شيء ثابتا فيها سوى دفع الرسوم، وطلبتها كلهم (عن بعد)، بعد عن التعليم وبعد عن الجامعة (بدفعوا وبنجحوا وبصيروا مسؤولين في بلدانهم .. واحنا كمان عندنا منهم شوية)..
جاء الرجل الى التعليم العالي، ويعمل من وراء حجاب، ولا شيء مفهوما او منطقيا يدور في الجامعات منذ قدومه، وباتت الوزارة كلها عن بعد، ولا نعرف عنها شيئا سوى ما يتفلسف به علينا بعض عباقرة زمانها وزمانهم المغدور.
لن تشاهدوا ابو قديس إلا ما جاء عفو الخاطر، أو بعد البيادر، وسوف يكون موسما ممحلا.. لا محصول وربما لا طلبة أيضا..
والعجلة بكل تأكيد تدور، لكن ع الجنط، فهل نسألكم بعد هذا: كم من المسافة سنقطعها الى المستقبل مع هيك كفاءات وعبقريات؟!.
والله الا نهيّص.