جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب شيخ البلد
راح وزير إجا وزير، حطوا سفير أو شالوا سفير، عينوا مدير أمن او استقال مدير أمن، رجَّعوا وزيرًا أو أدخلوا وزيرًا جديدًا ..جاء رئيس حكومة أو غادر رئيس حكومة ..تنحَّى وزير عمل او استقال وزير عدل ..تبدل مدير دائرة أو تقاعس مدير مؤسسة ..اختلف وزير مع وزير أو نائب مع وزير أو نائب مع نائب ..جاء مجلس نواب جديد وإلا أعيد انتخاب نائب سابق، شكل مجلس أعيان جديد ولا ظلوا نفس الاعضاء.. ذهب أمين وزارة ولا أمين عاصمة، بصراحة كل هذه التغييرات لا تهمني..ولا تهم الناس وانا شخصيًا لست قلقًا ما دام هناك من يمسك زمام الأمور ولا تفوته شاردة أو واردة ويدير أمور البلد ولا يكتفي بالنظر وتحميل المسؤولية والفشل للحكومات والوزراء والمسؤولين ويتابع دقيقة بدقية ما يجري في البلد ويسعى لتحويل الأردن إلى دولة راسخة وبلد ديمقراطي مثالي وأعجوبة في محيط متقلب وأوضاع سياسية معقدة من حولنا .
وهو يمتلك حكمة واتزاناً قل نظيرهما.. والحق يقال أنه مصدر الطمأنينة لكل الناس فهو لا يحب الظلم ويسعى للحكم العادل والرشيد ومسح دموع الفقراء والمحتاجين والذين لا يملكون بيوتًا، ولا يملكون قدرة مالية للعلاج أو دخلًا للإعالة وتدريس ابنائهم وهو يسير على نهج أبيه ويدرك مغزى الحكم وغايته ولا يفقد ايمانه بشعبه وامته يضع نصب عينيه خدمة بلده وشعبه ولم ينس ولا ينسى القدس وقضية فلسطين وراية الثورة العربية الكبرى، ولم يتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
لقد أمسك دفة القيادة خلفًا لأبيه الراحل وخلفًا لملوك هاشميين استطاعوا أن يديروا البلد وأزمات البلد طيلة 100 سنة ولم يتخلوا عن الهدف النبيل في توحيد أمتهم وأعلاء شأنها وعدم الهبوط للصغائر والاقليميات والعشائريات والضغائن والثأر الشخصي وابتعدوا حتى عن الخصومات والمناكفات القطرية الضيقة مع الأشقاء العرب.
ويزيدنا طمأنينة أن هذا القبطان الماهر المتمسك بسيرة جده الهاشمي الأول ورسالته السماوية والقابض على جمر عروبته وامته وشعبه ربَّى نجله تربية اسلامية عربية وثقَّفه ثقافة حديثة دون التخلي عن تراثه العريق وقيم أمته وإصالة شعبه وبساطته فحمل عاداته وتقاليده ولكنه حمل نهج أبيه واجداده، وفهم الرسالة جيدا ورغم حداثة عمره لم يجنح لطيش الشباب وهو طبيعي لو فعل وخاصة في هذا العمر لكنه امتلك حس المسؤولية مبكرا ووعى ما يحيط به والمهام الملقاة على عاتقه، ولا يخفى لأي متابع أنه امتلك الحكمة صغيرًا وتعلم اسلوب القيادة واحترام الآخرين وسماع الرأي الآخر واتباع نهج أبيه ومن شابه أباه وأجداده فما ظلم
هل عرفتم الآن لمَ لم أقلق من تعديل وزارة أو استقالة وزير أو دخول وزير ليس تقليلًا من شان حكومة او مسؤول ولكن لأن صمام الامان موجود وميزان العدالة بين يدين أمينتين.
من هنا لست قلقًا لتعديل الوزرات وتبديل الشخصيات ولن ندخل في صراعات قبلية وجهوية وجهوية وسياسية على هذا التعديل الحكومي أو ذاك النهج الوزراي فما دامت دفة القيادة في يد ربانها الماهر فلا خوف على الأردننين ولا هم يحزنون، ولا قلق ولا جزع ولا قنوط
وفيما عدا ذلك فليتنافس المتنافسون وليتبار المتبارون ولكن لا تنسوا أن الجائحة لم تتوقف بعد وأن الاقتصاد بحاجة الى تنشيط وان حل الدولتين لم يتحقق، وعودة القدس لم تتحقق والشعب الفلسطني لم ينل حق تقرير مصيره حتى اليوم، وأعداد اللاجئين السوريين والضيوف العرب كبيرة والازمات بحاجة إلى جهود ومتابعة وحزم في إدارة هذه الملفات وذلك يعتمد على نزاهة المسؤولين وتطبيقهم للقانون وابتعادهم عن الشخصنة وحب البلد قبل حب الذات والجهة والمنطقة والعشيرة....
وبعد هذه التجربة الطويلة وكما قال دولة فيصل الفايز: ( الهاشميون ليس على أيديهم دم ) فلم يقتلوا معارضا ولم ينتقموا من رأي مخالف ولم يثروا على حسب شعبهم بل حملوا الأمانة ووزعوا الحكم بعدالة والثروة باخلاص وحس مسؤول ولو كانوا مثل غيرهم لصرنا مثل غيرنا.. ولكن من حسن حظنا وربما لحسن نية الصالحين والسابقين منا أن وهبنا الله هذه القيادة الحكيمة والراشدة وما دام رباننا الماهر على رأس الدولة فلا رجوع للوراء بل طموح وتوق لما هو أفضل وأجمل، وقانا الله واياكم شر هذا الوباء ووفقنا لنخرج من عنق الزجاجة إلى مستقبل أفضل وحياة سياسية افضل وديمقراطية أكثر شفافية وأغنى نهجا وأثرًا.