جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: محمود كريشان
الغناء الهابط الذي تسلل بقوة، بنمط غنائي غريب وركيك، قائم على جملة موسيقية واحدة، يمكن لمن يغني ان يصدح بكل شيء داخل إطار جملته الموسيقية المتكررة، ولا غرابة في فوضى هذا الخراب الغنائي ان تتسرب الى المسامع مفردات غنائية مبتذلة، تلوث آذان من يسمعها وتعكر صفوه، دون مراعاة خطورة ذلك على أجيالنا التي هي نصف الحاضر وكل المستقبل.
ولا شك ان انتشار نمط الغناء غير الهادف المستمد من قواميس الحواري وسريانها في بعض الإذاعات كالسرطانات الخبيثة، لتؤكد غياب أجهزة الرقابة، ولا غرابة أن تسمع أغنيات هابطة عبر أثير بعض الإذاعات وما يرافق ذلك من جوانب مؤسفة في موضوع غاية بالأهمية يحمل في طياته الفوضى وتلويث مسامع الناشئة ، عندما تفرض بعض الإذاعات محاصرتهم بزعيق مطربين دخل صوتهم في مراحل فنية والكترونية لتنعيم أصواتهم النشاز وصراخهم اليومي!.
ولا ندري ابدا كيف لنا ان نتصور المشهد بكل سوداويته، ولتكون مقارنة ظالمة ومستحيلة مثلا مع «فيروز» وهي تطلق العنان لصوتها الملائكي بتلك الأنفة التي تذكرك بنساء ملأن التاريخ حضوراً، لنذهب معها في حبنا للأردن وهي تشدو: أردن أرض العزم أغنية الظبى، نبت السيوف وحد سيفك ما نبا، في حجم بعض الورد إلا إنه، لك شوكة ردت إلى الشرق الصـبا.. أو حينما تدغدغ مشاعرنا بصوتها الشدي وهي تبشرنا بمحبة عمان في القلب: سكنت عينيك يا عمان فالتفتت إلي من عطش الصحراء أمواه، وكأس ماء أوان الحر ما فتئت ألذ من قُبلٍ تاهت بمن تاهوا.. وتوفيق النمري وأغانيه وألحانه الخالدة، التي جعلته أحد رموز هويتنا الوطنية الأردنية ولتبقى: «ويلي ما أحلاها البنت الريفية» و»مرحى لمدرعاتنا» التي انغرست في أرض الغناء الذي فرض هوية أردنية حصرية على أنواع الطرب الهادف.
مدهش لدرجة الفجيعة ان يتحول المشهد الى ساحة للخراب الغنائي، ونشعر بمرارة وغصة في الحلق كلها حزن وأسى، على هذه الفوضى، لسترسل نحو زمن جميل عنوانه الشعر والفصحى كان عنوانه الغناء القشيب: تخسى يا كوبان ما انت ولف الي.. ولفي شاري الموت لابس عسكري، وأرخت عمان جدائلها فوق الكتفين، و»فدوى لعيونك يا أردن»، قبل ان تتجه بعض الإذاعات نحو غناء مكتظ بفايروسات نشاز وكلمات قادمة من لغة الحواري بكل ما في ذلك من معنى هابط وركيك..!!
Kreshan35@yahoo.com