جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب حسني عايش
لعلّ العدو الأكبر والأخطر على الشعب والدولة في الأردن هي المخدرات التي تفتك بالمتعاطين المتزايدين لها وبأسرهم، وبالتالي في قدرة الشعب والدولة على الصمود والتصدي والإنتاج والقيام بالنشاطات الخاصة والعامة كافة، لقد تحول الأردن بهجمة المخدرات على بنيه وبناته من ممر لها إلى مستقر.
يرتكب مُدْخُولها ومصنعوها ومروجوها جريمة في مستوى الخيانة العظمى للدولة، وربما أكبر، ومن ثم يجب مطاردتهم واعتقالهم وتخييرهم بعد القبض عليهم بين السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة، أو إطلاق النار على أرجلهم كي لا تظل تمشي في طريق الإجرام هذا.
ويجب على الدولة أثناء ذلك القيام بما يلي:
1. دعم إدارة مكافحة المخدرات بكل ما يلزم من قوى بشرية ومادية للتمكن من مواصلة العمل والنجاح في قطع دابر المخدرات.
2. حملة توعية زخمة ودائمة في الروضة والمدرسة والجامعة والإعلام والصحة بخطورة المخدرات المصيرية على الفرد والأسرة والمجتمع.
3. والتقاط الضحايا والعمل على انقاذهم من هذا الوحل المدمر وسوء المصير.
في دراسة لمتعاطي المخدرات أنهم قذرون، ومرضى، ويائسون، وأن أنوفهم طويلة، وتكثر الندوب والبثور على جلودهم أحياناً، وعليهم لطخات داكنة، وأوساخ على اليدين والأصابع، فضلاً عن الحروق والبثور والتقرحات على الشفاه (الأثر: كيف يؤثر القانون في السلوك، تأليف لورنس فريدمان، عالم المعرفة، ص104، 2020).
"فالحملة في البداية تؤدي إلى نتائج جيدة. الإعلان عنها يخبر المروجين بارتفاع مخاطر الترويج. لكن الدراسات تظهر أن هذا التأثير سرعان ما يتلاشى بعد مدة قصيرة، لافتقار الحملة إلى الزخم والاستمرار. هذا أمر مؤكد لأن المروجين يدركون أن الحملة لابد أن تنتهي، فيعيدون حساباتهم وتصوراتهم للمخاطر”(المصدر السابق،ص 159-160).
يقول الشاعر المهجري العظيم إيليا أبو ماضي:
أنا من قوم إذا حزنوا
وجدوا في حزنهم طربا
و إذا ما غاية صعبت
هوّنوا بالترك ما صعبا
فهل تثبت حكوماتنا العكس؟
*******
ستكون عمّان بعد انتهاء البنية التحتية للباص السريع تحفة فنية جديدة مدهشة لسكان عمان وزوارها. ما تقوم به الأمانة يقع تحت عنوان: التدمير الخلاّق، بمعنى التدمير والتعمير، فعمّان الآن تبدو مدمرّة حيث يمّر الباص، ولكنها ستصبح معمّرة بعد انتهاء الأعمال وانطلاق الباص.
في أثناء ذلك اصاب التدمير جميع محلات البيع والشراء والأعمال التي تقع على جوانب الشوارع التي سيمر الباص منها. لقد قطع العمل أرزاق أصحابها. وجاء فيروس كورونا ليضاعف كارثتهم. وللأسف وسوء التقدير لم تحسب الأمانة/ الدولة حساب التعويض عليهم طيلة مدة الإنشاء والإعداد. وهو ظلم – في رأيي – كبير.
*******
·الغربة اليوم غربتان: غربة بالهجرة من القرية إلى المدينة حيث الجميع فيها غرباء، أو إلى بلاد أخرى؛ وغربة في الأسرة أو في المنزل حيث ينشغل الجميع حتى الأطفال والزوّار كل بهاتفه الخلوي، عن البقية، وكأنه لا يراهم مع أنهم يجلسون حوله أو إلى جواره.
*******
·لم نجد في التاريخ لعبة يمارسها الكبار والصغار آناء الليل وطيلة النهار مثل لعبة الهاتف الخلوي الذي يتحداهما بإمكانياته وقدراته غير الملحوقة.
*******
·تصادف من آن إلى آخر مجموعة صغيرة من الناس يجمعون التبرعات لبناء مسجد أو لاستكمال بنائه على الرّغم من كثرة الجوامع. ولا تصادف أحداً ابداً يجمع التبرعات لبناء مدرسة على الرّغم من ندرة الأبنية المدرسية والحاجة الماسة إليها.
لعل الحلّ الأقوى والأمثل لهذه المشكلة ربط بناء الجامع بوقفية دائمة لخدمته وببناء مدرسة معه في المكان الذي تحدده وزارة التربية والتعليم، فبذلك يحصل المتبرع أو المحسن على ثوابين: ثواب صلَّ، وثواب اقرأ.
*******
مثلما أن قلبي مملوء بالمحبة التي أسكبها على من يلقاني، ولا تنضب، فإن عقلي مملوء بالفكر والأفكار التي لا تنضب، ويغلي بها كالوعاء على النار، فأحركها كي تنضج، وأحياناً تفور، ثم أسكبها على ورقة أو شاشة أو أجملها في كراس أو في كتاب كي تفتح الطريق للأفكار التي تدق على الباب.