جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب د.محمد الرصاعي
زار جلالة الملك عبدالله الثاني قبل أيام مصنع الخطوط التقنية للألياف الضوئية ومشروعا للمزارع الذكية في العاصمة عمان، وقد تميز المشروعان بمواكبة الاتجاهات الحديثة في توظيف واستخدام التقانة والحلول غير التقليدية، إلى جانب الاستجابة لمستجدات الجيل الخامس للاتصالات، وأطلع جلالته مؤخراً على أنظمة الأتمتة التي نفذتها أمانة عمان الكبرى لجميع خدماتها للمواطنين.
يرى خبراء الإدارة أنَّ الإبداع هو إنتاج حلول خلاقة وأفكار جديدة، في حين أنَّ الابتكار يمثل التطبيق الخلاق والسليم لهذه الأفكار والحلول، كما أنَّ تطبيق الأفكار والحلول من خلال التقانة الحديثة يجعل المشاريع والبرامج تتجاوز الكثير من المعيقات وتعزز فرص النجاح والتميز إضافة لتوفير الجهد والمصروفات، وزيادة القدرة التنافسية للدولة وصناعاتها.
في زمن ثورة المعلومات وفي ظل الحاجات المتغيرة للسوق واحتدام التنافسية لم يعد هناك مكان للأفكار التقليدية والحلول المعتادة وهذا يتوجب تحول متكامل في الاقتصاد الوطني ضمن خطط واستراتيجيات تستجيب كليا لهذا التحول وتعزز فرص الاستثمار الناجح وزيادة عدد المشاريع الاستثمارية، وقد يكون المحور الأهم في خطط التحول هو العمل على سيادة ثقافة الإبداع والابتكار في المجتمع والدولة بسن التشريعات والقوانين المحفزة والمستدامة، وحماية الملكية الفكرية، والحرص على أن تسهل التشريعات والقوانين إجراءات إقامة المشاريع الاستثمارية وتحقيق المرونة الكافية والسرعة في الإجراءات، إلى جانب أتمتة جميع الإجراءات، وتعزيز الشفافية، وسهولة الوصول دون معيقات أو حواجز.
لقد بات من البديهي أن دور الحكومات مقصور في مجال الاستثمار على تهيئة جميع أسباب وفرص استقطاب القطاع الخاص محليا وعالميا لتنفيذ مشاريع استثمارية تنسجم وهوية الاستثمار في الدولة، وهذا العمل ليس مقصوراً على التشريعات والقوانين وشيوع ثقافة الإبداع والابتكار بل يحتاج مرة أخرى للتكامل والشمول في التخطيط والتنفيذ مما يستوجب خطة وطنية لصناعة واستثمار ناجح، بحيث لا يُغفل أي عامل من عوامل النجاح في هذا الإطار، فعلى سبيل المثال يتم توجيه الجامعات لاستجابة برامجها وخططها الدراسية للتحولات الجديدة كعلوم التقانة والريادة والابتكار وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف توفير الموارد البشرية المؤهلة للوظائف الجديدة.
المستجدات ضمن دائرة الإبداع والإبتكار والتقانة قد تقدم حلولا للتحديات التي تواجه تطور قطاع صناعي وبيئة استثمارية واعدة في الأردن وخاصة تحديات الطاقة والمياه، كما يمكن أن تسعى خطة تحفيز الصناعة والاستثمار لتوظيف هذه المستجدات في رسم هوية أردنية للصناعة والاستثمار في المملكة تعطي هذا القطاع خصوصية وتميز في المنطقة العربية والاقليم المحيط.
Rsaaie.mohmed@gmail.com