جفرا نيوز - كتبت - حنين البيطار
أضبطوا الساعات فلقد بدأت معركة من نوع آخر ، لأننا في هذه الأيام نخوض حرباً يقودها جيش بلا طائرات ولا دبابات ولا مجنزرات ، أنه الجيش الأبيض .. أطباء وممرضون سلاحهم الفحص الوبائي وتطعيم العديد من المواطنين ضد وباء كورونا , ووسائلهم نصائح لأرتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين ، والمخالفات لأماكن والمواطن لا يلتزم بقانون الدفاع .
أما الحرب الثانية فقد أطلقت عليها الصحافة اليومية المحلية حرب "التجانس" يقودها دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة لاجراء تعديل وزاري على حكومته لضمان ترشيقها بعد أن أرتفع عددها الى (٣١) وزيراً ، وهنا نتوقف أمام هذا الحدث الهام حيث توقفنا أمام أعلام الدولة لنحصل على معلومة تشفي الغليل ، لكن لا شيء .. هو الشعار الذي حصلنا عليه وقامت بالواجب وسائل التواصل الاجتماعي ونحن في " جفرا نيوز كنا في المقدمة " .
وفي اليوم التالي قامت الصحف اليومية بالواجب ، فقالت في صدر صفحاتها ، ان دولة رئيس الوزراء يمضي نهاية الأسبوع في قراءة ودراسة ملفات الوزراء الجدد الداخلين لحكومته ، وحسم قراءة أزاء الخارجين منها " بعيداً عن ضوضاء الاعلام " .. وتضيف الصحف اليومية ، أن قائمة الاسماء لديه باتت جاهزة ومحسومة .
ضوضاء وضجيج .. هكذا تقول صحفنا عن الاعلام والصالونات السياسية نحن لسنا كذلك نحن في الاعلام رسالة .. وسلطة رابعة .. وتواصل مع المواطن .. وخدمة للدولة والبلاد .
بالمقابل هناك مسائل وقضايا كبيرة أمام صانع القرار في البلاد إذا تجاوزونا الشأن المحلي دون القفز من فوقه ، لعل أبرزها قرار الجنائية الدولية لمحاكمة الاحتلال الاسرائيلي عن جرائمهِ في فلسطين .
وهناك من يتزلف شعارات النظام الاجتماعي وتعريتهُ الذي يسمح للفقر والبطالة بالوجود وسط كل أولئك الاغنياء ، وتلك حرب أخرى ، وهناك نظريات ومقولات تتحدث عن الأعلام كوسيلة من وسائل السيطرة الاجتماعية على أغلبية الرعية ، وهذه من ملحقات الحرب الدائرة لا وليعذرني القارئ اذا وصفت هذه الحالة بالحرب .
أين أساتذة الأعلام والصحافة أين السياسين العاملين والمتقاعدين لكي تتحدث عن التحليل الإجتماعي الأوسع للاعلام بدلاً من التحليل الوظيفي .
في الجائحة كورونا فان خبراء الوضع الوبائي يُحملون المواطن مسؤولية كبيرة ، بالمقابل فقد وفرت الدولة لمؤسساتها الاعلامية أحدث تقنيات الاعلام " كمبيوتر ، موبايل ، ماسنجر ، وكاميرات ديجيتل " وهنا اليس هناك تقصيراً من وسائل الاعلام على غرار المواطن غير الملتزم ، ولماذا فقد الانسان المتلقي للاعلام - الزبون - دوره في الحياة ، وكيف أختفت القيم الأخلاقية في سلوكياته ، ولماذا أغترب الأنسان عن ذاته ، فالخلاصة أن المسؤولية لن تطال كافة أطراف المعادلة ، والمسؤولية تشاركية بين كل هذه الأطراف .
وفي الختام نحن بحاجة الى حركة سياسية ونضالية تبتعد عن النقد والتشفي والشكوى للاستمرار ببناء وطن يحتفل هذه الأيام بمئوية .. وطن جميل .. وهو كذلك .