المعارضة السورية: مقتل 50 في هجوم القوات السورية على حمص
الخميس-2012-02-06

جفرا نيوز - قال المجلس الوطني السوري المعارض إن القوات السورية قصفت حمص الاثنين مما أسفر عن مقتل 50 في هجوم مستمر على عدة أحياء من المدينة التي أصبحت معقلا للمقاومة المسلحة للرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت كاترين التلي عضو المجلس لرويترز إن عدد القتلى الذي أعلن عنه عدد من النشطين من حمص منذ بدء القصف الساعة السادسة صباحا هو 50 معظمهم مدنيون.
وأضافت أن النظام السوري يتصرف وكأنه محصن ضد التدخل الدولي وأن له مطلق الحرية في استخدام العنف ضد المواطنين.
وجاء القصف بعد يوم من تعهد الولايات المتحدة بعقوبات أكثر قسوة على دمشق ردا على استخدام روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة كان من شأنها مساندة الخطة العربية التي تدعو الأسد إلى نقل سلطاته.
وقال نشط من سوريا على اتصال بسكان حمص "هذا أعنف قصف منذ عدة أيام." وقال نشط آخر ان قوات الاسد استخدمت في الهجوم قاذفات صواريخ.
ونقلت قنوات تلفزيونية فضائية عربية لقطات حية من حمص. ويمكن سماع انفجارات ورؤية اعمدة من الدخان تتصاعد من بعض المباني.
وقال نشطون ان اكثر من 200 قتلوا ليل الجمعة السبت حين قصفت الدبابات والمدفعية حي الخالدية في مدينة حمص المضطربة التي اصبحت معقل المقاومة ضد حكم الاسد. وهذا هو أعلى عدد من القتلى في يوم واحد منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الأسد في مارس آذار.
وتنفي دمشق إطلاق النار على المنازل وتقول إن صور الجثث المنتشرة على الانترنت مفبركة. ويصعب التحقق من تقارير النشطاء والسلطات لأن سوريا تقيد دخول وسائل الإعلام المستقلة.
وذكر نشطون ان هجوم الثنين الذي بدأ بعد الساعة الثانية صباحا (منتصف الليل بتوقيت غرينتش) كان أوسع نطاقا فيما يبدو حيث استهدف أحياء الخالدية وبابا عمرو والبياضة وباب دريب.
وقال حسين نادر وهو من سكان بابا عمرو في اتصال هاتفي "يريدون اخراج الجيش السوري الحر" في اشارة إلى قوات المعارضة التي تتكون من منشقين على الجيش السوري ومسلحين سيطروا على مناطق من حمص طوال شهور.
وأضاف أنه إلى جانب القتلى هناك 150 مصابا ومضى يقول "الصواريخ تتساقط على نفس الهدف لا يفصل بينها سوى ثوان".
وقال نشطون إن بلدة الزبداني الواقعة إلى الشمال من العاصمة السورية دمشق قرب الحدود اللبنانية تعرضت أيضا للنيران الاثنين.
وجاء في بيان صادر عن المرصد "يتعرض الحي الغربي لمدينة الزبداني لقصف من الاليات العسكرية التي تحاصر المدينة مما ادى الى تهدم جزئي لكثير من المنازل".
واشار البيان إلى مقتل مواطن في سهل مضايا المجاور للزبداني نتيجة القصف، واصابة 17 آخرين في المدينة "التي نزحت عنها غالبية سكانها".
وذكر البيان أن "اكثر من 200 آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند مدرعة تحاصر الزبداني ومضايا".
ومن ناحية أخرى قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة ستتعاون مع دول اخرى لمحاولة تضييق العقوبات "الإقليمية والوطنية" على حكومة الأسد "لتجفيف موارد التمويل وشحنات الأسلحة التي تحافظ على استمرار عمل آلة الحرب التابعة للنظام".
وأضافت "سنعمل على كشف من ما زال يمول النظام ويرسل سلاحه الذي يستخدم ضد السوريين العزل منهم النساء والأطفال... سنتعاون مع أصدقاء سوريا الديمقراطية في أنحاء العالم لدعم الخطط السياسية السلمية للمعارضة من أجل التغيير".
ولم تذكر كلينتون أي الدول التي ربما تتضامن أو ما هي الخطوات بالتحديد التي ستتخذها. لكن الولايات المتحدة ربما تسعى فيما يبدو للمساعدة على تنظيم تجمع يطلق عليه "أصدقاء سوريا" والذي اقترحه الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي بعد الفيتو لتنفيذ المبادرة العربية في ظل العجز عن إحراز تقدم في الأمم المتحدة بسبب معارضة روسيا والصين.
وأيدت الدول الأخرى في مجلس الأمن وعددها 13 القرار الذي كان من شأنه "التأييد الكامل" لخطة الجامعة العربية التي تقضي بأن يسلم الأسد سلطاته إلى نائبه ويسحب القوات من البلدات ويبدأ التحول إلى الديمقراطية.
وقالت روسيا إن القرار منحاز وكان سيعني الانحياز إلى طرف دون آخر في حرب أهلية. وسوريا هي حليف موسكو الرئيسي الوحيد في الشرق الأوسط ومركز لقاعدة بحرية روسية ومستورد لأسلحتها. وجاء استخدام الصين للفيتو فيما يبدو تماشيا مع موقف روسيا.
وقالت وسائل إعلام صينية حكومية إن التدخل الغربي في ليبيا وأفغانستان والعراق أظهر خطأ تغيير النظام بالقوة.
وقالت صحيفة الشعب اليومية "الوضع في سوريا حاليا معقد للغاية. وبشكل مبسط قد يبدو دعم جانب واحد وقمع الاخر وسيلة مفيدة لتغيير الاوضاع ولكنه سيبذر في حقيقة الامر بذورا جديدة لكارثة".
وانضم الى الغرب في الغضب من استخدام الفيتو ضد القرار دول بالشرق الأوسط منها المملكة العربية السعودية وتركيا التي انقلبت على الأسد في الأشهر القليلة الماضية.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو "للأسف استمر منطق الحرب الباردة امس في الامم المتحدة. روسيا والصين لم تصوتا بناء على الحقائق القائمة وانما كتصرف معاكس للغرب".
وقال نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ان الجامعة لن تتوقف عن حشد الدعم لخطتها. وقال في بيان اطلعت رويترز عليه ان الفيتو "لا ينفي ان هناك دعما دوليا واضحا لقرارات جامعة الدول العربية".
وتقول سوريا إنها مستهدفة من الغرب ودول مجاورة معادية تقدم الغطاء الدبلوماسي لتمرد مسلح يوجه من الخارج.
وانتقد بشار جعفري مبعوث سوريا في الأمم المتحدة القرار وداعميه ومنهم السعودية وسبع دول عربية أخرى قائلا "هل يحق لبعض الدول العربية التي لا تسمح للنساء بحضور مباريات كرة القدم أن تطالب سوريا بالديمقراطية؟".

