جفرا نيوز - كتب موسى العجارمة
بعدما كان هذا الملف الشائك في طي الكتمان عقب حكومات متعاقبة لم تدلِ بمعلومات بشكل جدي وحقيقي، ولم تقدم إجراءات صارمة على أرض الواقع حيال تجاوزات كبيرة كان ضحيتها طلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة وسط إجراءات غير واقعية اتخذت من برج عاجي لم تحقق الفوائد المرجوة على أرض الواقع، ولم تسهم بحل للقضية من جذورها المسمومة التي غرسها أناس امتهنوا تجارة العلم وكانوا وسيلة هدامة لبث دخلاء إلى القطاع التعليمي.
وزير التعليم العالي د. محمد خير أبو قديس تعامل مع هذا الملف بقوة وذكاء منقطع النظير لم نشهده خلال سنوات عديدة، عندما تقوم وزارة التعليم العالي بإحالة أصحاب مكاتب ومراكز تقوم بإعداد رسائل ماجستير ودكتوراة وإعداد بحوث ترقية لاساتذة جامعيين وتأمين قبولات في جامعات وهمية، إلى المدعي العام، بعد إقدامهم على المساهمة بإضرار مصالح الطلبة خاصة وعرقلة سير العملية التعليمية في الأردن عامة.
عند الحديث عن تقديم رسائل الماجستير والدكتوراة لطلبة الدراسات العليا على طبق من ذهب، نحن هنا نؤكد أن أدوات البحث العلمي باتت اليوم على المحك، ناهيك عن سعي تلك المكاتب التي تقدم هذه الرسائل مقابل مبلغ من المال، بإحداث الترهل العلمي والضرر الكبير على القطاع التعليمي ككل عندما تؤهل طلبة دراسات عليا غير قادرين على إتمام رسائل بحثية مستوفية للشروط المتعارف عليها، وعدا عن الضرر الأكبر الذي سيؤثر على الجامعات في حال عمل تلك الفئة بمجال التدريس في الجامعات.
*المصيبة الكبرى
والمصيبة الكبرى التي تداهم القطاع التعليمي اليوم تتمثل بإقدام أساتذة جامعيين على اللجوء لهذه المكاتب من أجل إعداد بحوث علمية لغايات الترقية، وسط تساؤلات تحوم حول تلك الفئة التي تخاطب أجيال من الطلبة وباتت اليوم غير قادرة على تقديم إنجازات علمية بحثية من أجل الحصول على الترقية الأكاديمية، أليس هذه المكاتب تقدم وسائل هدامة لغاية جباية المال وهدم مدخلات التعليم.
وزارة التعليم العالي سلكت اليوم الطريق الأصعب بمواجهة هؤلاء الفئات الذين ألقوا سهامهم على وصال العملية التعليمية وتركوا مخاطر لا تحمد عقباها دون أن يكترثوا لحجم المخاطر التي تركوها على القطاع التعليمي، إلا ان الوزارة اليوم وقفت لهم بالمرصاد وإرتأت بشن المواجهة الحقيقية على تجاوزاتهم دون أية مقدمات.
وطالبت الوزارة من جميع أعضاء هيئة التدريس والطلبة في الجامعات والكليات الأردنية سرعة التواصل معها وإبلاغها عن أي جهات أو أشخاص تقوم بالإعلان والترويج لمثل هذه النشاطات، وسط تأكيدها المطلق بأنها ماضية بشكل حازم على محاربة هذه الظواهر المضرة بالعملية في مؤسسات التعليم العالي.
الفترة المقبلة
المرحلة القادمة ستكون مليئة بالتحديات بعد إقدام وزارة التعليم العالي على هذه الخطوة التي فاجأت العديد من السماسرة خوفاً من فتح ملفات أخرى تم دفنها قبل سنوات عدة بواسطة حيتان مفترسة جعلت وزراء سابقين يغضون البصر عن كافة تجاوزاتهم، إلا أن الوزير الحالي صاحب القرارات الجريئة بات اليوم في مهمة صعبة وسط تربص العديد من أصحاب الأجندات لوزارته التي تتصدر اليوم المشهد الأكاديمي عقب ما فقدت بريقها خلال فترة لا بأس بها بسبب قرارات لم تكن مجدية، أقدم عليها بعض من الوزراء الذين تسلموا حقيبة التعليم العالي.