جفرا نيوز - المحامي والكاتب/ علاء مصلح الكايد
قال الكاتب والمؤرخ " باتريك سيل " في معرض الحديث عن الديمقراطية في العالم العربي " إن فشل التعليم في العالم العربي هو الذي أدى إلى المشاكل كلها، ولكي يكون للتغيير معنى يجب البدء بتغيير طريقة تفكير الناس " وربط ذلك مع مخرجات تقرير التنمية البشرية في العالم العربي ٢٠٠٤ الذي عزى ضعف الديمقراطية إلى طرق التعليم في العالم العربي القائمة على الحفظ والتي لا تؤدي إلى الحوار الحر والتعلم الفاعل والاستكشافي ولا تفتح الآفاق لحرية الرأي والنقد.
وأستحضر هنا مقالة جلالة الملك - حفظه الله - التي إختزلت في عنوانها " منصات التواصل أم التناحر الإجتماعي؟" الحالة الديمقراطية في البلاد والتي هي أقرب إلى التنافر القاسي لا التجاذب المنتج.
إن المقصود في هذا المقال هو جيل الناشئة ممّن هم على مقاعد الدراسة في المرحلتين المدرسية والجامعية الأولى، فإذا ما أردنا صنع حالة ديمقراطية فلا بدّ لنا - برأيي - أن نؤهل الجيل القادم منذ الآن كي يغير من جمود الحالة ويستبدل سلبياتها بإيجابيات تدفع بمن هم على الساحة الآن إلى تغيير نمطية العمل السياسي على مستوى الأحزاب والقوى السياسية وحتى الجهات الرسمية المختصة.
وقد كتبنا الكثير عن ضرورات الإعتراف بأن الإصلاح السياسي هو بوابة الإصلاحات جميعاً، وأن السياسة ليست حكراً على طيف أو فئة أو جماعة ولا حتى سُلطة، بل هي مُلكٌ للجميع.
وفي خضمّ المشاكل المتزايدة والحاجات الناتجة عنها في عصرنا الحاضر، باتت ضرورة إصلاح ذهنية الجيل الصاعد وتدريبه على إستعمال حقوقه لغايات تمكينه مسألة أساسيّة لا ترفيّة، بل إنّ الوقت قد أدرَكَنا في هذا المقام.
وإن إستمرار ( إهمال ) تلك الفئة سياسياً دفعت بها إلى الإحباط والغربة عن الساحة الوطنية، وبالمقابل لن يستفيد الوطن من طاقاتها ورؤاها التي دُفِنت داخل أرواح أصحابها من الشباب والشابات.
وعليه؛ لنبدأ اليوم بالتأسيس إلى حالة حوار شبابيٍّ شاملٍ ما أمكن، يصل إلى الأصوات الخافتة ليستنطق ما في صدورها، ويستخرج منها ما ينتظره الوطن ويحتاجه، ولا نريد أن نكرّر تجارب قصرت الحوار على المستويات الرسمية أو النخبوية أو بصورة إنتقائية، إذ ليس قادة الرأي هم المهمّون فصوتهم مسموع سلفاً، بينما الأهمّ هي تلك الفئة التي عدمت الوسيلة في إيجاد منبر تعبر من خلاله عن ذاتها وحاجاتها وقدراتها.