جفرا نيوز -
جفرا نيوز- سامي السيد
دعتني مساء أمس مشكورةً، لجنة العلاقات العامة في نادي الوحدات لاجتماع نَظّمته لبحث آخر المستجدات على الساحة الوحداتية... ترأس اللقاء وأدار الجلسة الأستاذ فهد البياري، بحضور بشار حوامدة ويوسف المختار وزياد شلباية، ولفيفٌ من المهتمين في الشأن الوحداتي... الهدف من هذا اللقاء دراسة ما يمكن عمله لإنقاذ النادي، وكأن نادي الوحدات قاربٌ صغير أوشك على الغرق! تمحور الحديث حول الهيئة الإدارية المؤقتة، التي تدير النادي حالياً، بعد صدور قرار من المحكمة الإدارية العليا، ببطلان العملية الانتخابية وكل ما نتج عنها، ذلك لوجود العديد من التجاوزات والمخالفات التي شهدتها.
تمنى المجتمعون وقف التراشق الإعلامي عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والعمل بيدٍ واحدة لتجاوز الظروف الصعبة التي يعيشها النادي حالياً... مدٌ وجزر شهده الاجتماع، دون الغوص في التفاصيل الحقيقية التي أوصلت النادي لما هو عليه الآن... مفاهيم وقراءات مختلفة لدور النادي ومحيطه وحجمه ومهمَته، كلٌ حسب فهمه لطبيعة الأزمة وطرق معالجتها.
هذا من جانب، أما من جانبٍ آخر، تابعت باهتمام منقطع النظير، منذ زمن بعيد، تجربة نادي "أتليتكو بلباو" الإسباني العريق المُعبّر عن أماني وتطلعات مواطني إقليم الباسك. هذا النادي الذي تأسس عام 1898، والذي حاز على بطولة الدوري 8 مرات، وعلى بطولة الكأس 24 مرة، وفاز بكأس السوبر الإسبانية 3 مرات، كان آخرها عام2021، بعد أن استطاع أن يزيح من طريقه، فريقي المقدمة ريال مدريد وبرشلونة، لتحقيق بطولة السوبر... "أتليتكو بلباو" لم يستورد ولم يتعاقد، أو يشتري خدمات ميسي أو رونالدو أو رونالدينيو أو زيدان أو لويس فيغو، بل على العكس تماماً، تُصّر إدارة النادي "الباسكي" أن يكون جميع الإداريين والمدربين واللاعبين، وكل من له شأنٌ في ذلك "باسكياً"...
"الباسكيون" لهم قضية يعتزون بها، ويجتهدون لتحقيقها بكل الوسائل المتاحة، وعلى مهل، لا يريدون المساعدة من أحدٍ لإنجاز "مهمتهم المقدسة"... ولعلهم قد تماهوا مع المثل العربي "بيدي، لا بيد عمرو".
"الباسكيون" لا يحتاجون للخبراء أياً كانت قدراتهم، يريدون البطولات بجهدهم وعرق أبنائهم، "الباسكي" لا يريد "الحديدة" فقط، بل يعتز بجنسه وانتمائه، ويعمل لرفع "راية الباسك"...
"أتليتكو بلباو" ثالث اثنين، لا رابع لهم من أندية إسبانيا، ريال مدريد وبرشلونة، من كافة الفرق التي لم تهبط أبداً إلى الدرجة الثانية طوال مسيرته الممتدة أكثر من قرن من الزمن.
نحن الوحداتيون في أمس الحاجة أن نقتدي بهؤلاء الواثقين بأنفسهم، وقدراتهم على الإنجاز وحدهم، لا شريك لهم، للوصول إلى أهدافهم المنشودة... فهل نتعلم من هذا الدرس الفريد؟!
* قال: سوف أتعامل معك، كما يتعامل معك طارق خوري... لِيَعلم أخينا أن طارق في علاقته الطويلة معي، لم يتمادى ولم يتطاول على الإطلاق... ليس خوفاً أو جزعاً مني، بل لأنه يعرف من أكون؟!