جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فراس الحمد - صادفت امس الاثنين 22 - 2 - 2012 الذكرى السنوية الرابعة عشرة على وفاة المغفور له – بإذن الله - الشيخ محمود حمدالله زايد الطويل , ولم تستطع السنون تلقي غبارها على مآثره وذكراه , فهو شخصية وطنية من الكبار الكبار , كيف لا ... والأردن بضفتيه , يعتمر في قلبه العابق بالولاء للعرش الهاشمي المفدى . كان الشيخ محمود الطويل " أبوحسن " مدرسة في الحكمة والنخوة والايثار , يعمل بصمت بروح وطنية وثابة بعيدا عن المصالح الضيقة , لم يتوان طيلة حياته عن بذل الغالي والنفيس في سبيل خدمة المملكة الاردنية الهاشمية قولا وعملا .
للفقيد بصمات واضحة على مختلف الصعد , فمثلا في الميدان الاجتماعي عمل الشيخ بجد ومثابرة عز نظيرها في إصلاح ذات البين ورأب الصدع وبذل الجهود المضنية في توحيد الكلمة وحل العديد من القضايا والخلافات العشائرية والاجتماعية , بل إن بيته وديوانه كان مفتوحا على الدوام لاغاثة الملهوف ونجدة المحتاج , انطلاقا من فروسية شماء منبعها الورع والتقوى الذي يعد احد ابرز سمات شخصية الشيخ الراحل .
إن السير على نهج الهاشميين الأغرار هو ديدن الشيخ محمود الطويل , وقد أورث محبتهم لابنائه وبناته والاحفاد , وكل ذلك مغروس في وجدانهم وضميرهم , ويزهر عطاءا وانتماءا وعشقا لثرى الاردن الطهور , واخلاصا عميقا للراية الهاشمية الخفاقة صاحبة الانجاز والشرعية .
كان أبوحسن أنموذجا في الحفاظ على مبادئه في وقت ابتعد عنها الكثيرون , يتحلقون حول المغانم والمكاسب , ويلهثون باتجاهها , لكن شيخنا التزم – بدافع من وطنيته الفذة – بالانحياز للعدل ومحبة الناس ونجدتهم مترفعا عن الصغائر في سعيه نحو الصالح العام , وهو الشيخ المهيب الجانب , والجريئ – بالوقت نفسه – عندما تحتاج المواقف الى الجرأة على الرغم من امتلاكه قلبا عطوفا مرهفا لا يعرف التكبر ولا المتكبرين . ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نبتهل للعلي القدير , الرحمن الرحيم , أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وان ينقه من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس واجعله في اعلى مراتب الجنة برحمتك يا ارحم الراحمين .