جفرا نيوز - احمد الغلاييني
اثارت قضية إسالة مياه سد الوالة في ظل المنخفض الجوى الأخير وتساقط الثلوج جدلاً مستمراً، وسط استمرار تبادل الاتهامات بين الأهالي الذي يؤكدون حسب أحاديثهم وجود تلوث في السد والذي سيؤثر على مناطق جنوب وشرق عمان ومنطقة ذيبان والمناطق المحيطة بها، بينما نفت وزارة المياه وجود تلوث في منطقة سد الوالة بعد فحص العينات القادم
وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بنشر تقارير وفيديوهات ميدانية يظهر تسرب مياه عادمة من محطة تنقية جنوب عمان، إلى سيل يصب في سد الواله، مؤكدين أن ما يجري في السيل مياه عادمة من محطة التنقية، وليس صهريج مياه عادمة أفرغ حمولته كما يتم تداوله.
جفرا" تابعت الموضوع حيث قال الناشط العمالي محمد سنيد في حديث لجفرا، اتجاه اهالي منطقة حوض الواله وذيبان للأحتجاج الشعبي اعتراضاً نتائج التحقيق في تلوث سد "الواله والذي صدر مؤخراً عن وزارة المياه
وقال سنيد لـ " جفرا "أن السد والخزانات التابعة له هي مسؤولية وزارة المياه ومياهنا وهناك تلوث، ونتائج التحقيق التى صدرت غير مرضية ومقنعة لأبناء المنطقة خاصة وإنهم الأكثر تضرراً، حيث يقومون ري مزروعاتهم وسقاية المواشي من هذه المياه"
وكشف لجفرا، أن سد الواله يستخدم هو للشرب وليس لري المزروعات كما اشيع وبراية سيتضرر ابناء مناطق جنوب وشرق عمان ومادبا والمناطق المحيطة بها.
واضاف المهندس الزراعي سنيد، ان العادة جرت على تسييل مياه هذه الخزانات إلى الوادي والتي تختلط بمياه الأمطار ولكن لعدم وجود اي مياه للأمطار بقيت المياه الملوثة لعدة أيام وكشفت القصة فوراً من قبل المواطنين ونفى سنيد تصريحات سابقة لوزارة المياه حول مساحة خزانات المياه العادمة الفائضة عن حاجة المزارعين الى تسعة مليون مكعب، مؤكداً انها لاتتجاوز الـ70 الف متر.
وكشفت وثيقة صدرت عن تحذير شركة مياهنا، قبل نحو خمسة أشهر، وزارة المياه والري، من تسرّب المياه العادمة، من محطة جنوب عمّان إلى سد الوالة.
وقالت مياهنا في تحذيرها وفق الوثيقة إلى وزارة المياه، إن برك البايكربونات المستخدمة لتخزين المياه العادمة المعالجة الفائضة عن حاجة المزارعين في محطة جنوب عمّان أصبحت ممتلئة بالكامل ،
وأضافت أنه لم يعد هنالك مجال لتصريف المياه المعالجة، ما قد يتسبب بتسريب المياه إلى مجرى الوادي المحاذي للمحطة، والمؤدي إلى سد الوالة، المخصص للشرب في أي لحظة
من جانبه، أكد رئيس بلدية ذيبان عادل الجنادبة، بتصريحات اعلامية تسرب مياه عادمة من محطة تنقية جنوب عمان إلى سد الوالة، ما أدى الى تغير لون مياه السد، نافيا أن يكون تغير اللون ناتجا عن مياه الاسفلت التي تتلون بفعل كاوشوك السيارات، وأكد أنه مهما بلغت كمية الكاوشوك لن تغير لون المياه بهذه الطريقة، ولن تؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة من السيل نحو السد.
وأضاف في تصريحات ، ان مياه السد تغذي أكثر من 14 بئرا ارتوازية تزود المواطنين بالمياه في ذيبان ومادبا وعمان.
وطالب الجنادبة بتشكيل لجنة محايدة للتحقق من المياه الملوثة الداخلة الى حوض السد، خاصة أن تصريحات وزير المياه التي خرج بعد اجتماع وفد من بلدية ذيبان معه يوم الجمعة الماضية، كانت مخالفة لما تم بحثه في الاجتماع.
واعتبر الجنادبة ما حدث من تسرب للمياه العادمة، أمرا يحدث من عدة أعوام، ورغم المطالبات بوقف ذلك إلا أن وصول المياه العادمة مستمر إلى السد.
بدور نفى وزير المياه والريّ معتصم سعيدان، ذلك وقال إن النتائج الأوليّة لفحوص أثبتت سلامة العيّنات ومطابقتها للمواصفات، وعدم دخول مياه عادمة من محطّة جنوب عمّان إلى بحيرة سدّ الوالة، بعد ورود شكاوى بشأن تغيّر لون مياه السدّ.
وذكر الوزير في بيان سابق، "منذ ورود شكاوى من مواطنين حول تغيّر لون مياه سدّ الوالة، قامت ومن خلال مختبراتها بفحص عيّنات من مياه بحيرة الوالة، ومياه السيل ما قبل المحطّة، والمياه المعالجة في المحطّة، والمياه الداكنة في جسر رميل".
ونسقت وزارة المياه مع وزارة البيئة التي أرسلت عيّنات إضافيّة من جميع المواقع المذكورة إلى الجمعيّة العلميّة الملكيّة لفحصها، وأنّ النتائج ستظهر خلال أيّام، وسيتمّ الإعلان عنها فور صدورها، وفق سعيدان.
وقال الوزير إنّ الوزارة "أشارت إلى أنّ منطقة المحطّة والسدّ هما بؤرتان ساخنتان خلال المنخفض الجوّي الأخير، وذلك الإجراء جاء للتأكيد على أهميّة الأمر، واتخاذ الإجراءات الاحترازيّة المناسبة في مثل هذه الأحوال الجويّة".
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة مياه الاردن «مياهنا» المهندس محمد العوران، أن الشركة تفحص المياه مخبريا عدة مرات قبل وصولها للمواطنين للتأكد من أن المياه مطابقة للبروتوكول المعمول به عالميا، ولضمان سلامة المياه خاصة المخصصة للشرب.
أمين عام وزارة البيئة الدكتور محمد الخشاشنة، إن عينات سد الوالة في محافظة مادبا، ومحطة تنقية جنوب عمان، ومياه سيل الزرقاء، وفي حد أقصى يوم غد، وبعد أن تقوم الوزارة، وبالتعاون مع الجمعية العلمية الملكية بأخذ العينات وفحصها.
واضاف سيتم التأكد إن كان هناك تلوث أم لا، من خلال فحص عينات جديدة ومقارنتها بالنتائج القديمة، خاصة بعد ورود شكاوى من مواطنين بأن لون مياه السد قد تغير .
وأكد الخشاشنة أن هناك رقابة مشددة على تلك الأماكن، وبالتعاون مع الادارة الملكية لحماية البيئية والسياحة ومديرات البيئة في المناطق، لمنع أية اعتداءات قد تحدث على السد كتسريبات مياه النضح. وكان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة اكد خلال جلسة النواب الصباحية اليوم، ان وزارة البيئة قامت بأخذ عينات من سد الوالة لفحصها وسيتم صدور نتائج العينات