جفرا نيوز - جفرا نيوز- تمكن فريق يضم اثنين من فلكيي جامعة هارفارد (Harvard University) الأميركية من إثراء النقاش البحثي حول أصول المذنب الذي تسبب في إنهاء 3 أرباع أشكال الحياة على سطح الأرض قبل نحو 66 مليون سنة، واحتمالات قدوم ضربات شبيهة مستقبلا.
أطراف النظام الشمسي
وجاء في الدراسة -التي نشرت في دورية نيتشر "ساينتفك ريبورتس" (Scientific Reports)، كما نشرت جامعة هارفارد بيانا صحفيا عنها في 15 فبراير/شباط الجاري- أن التحليلات الإحصائية ومحاكاة الجاذبية التي أجراها الفريق بينت أن ما صدم الأرض كان قادما من سحابة أوورت (Oort Cloud).
وسحابة أوورت هي الحدود الخارجية لمجموعتنا الشمسية، وتتخذ شكلا كرويا يغلف النظام الشمسي كاملا، وحدودها الداخلية تبدأ على مسافة 300 مليار كيلومتر من الشمس، وسميت كذلك نسبة إلى "يان أوورت" الفلكي الألماني، وهو أول من افترض وجودها سنة 1950.
ويفترض العلماء أن هذه السحابة تحوي ما يقرب من تريليوني جرم بقطر أكبر من كيلومتر واحد، وتبلغ مداراتها حول الشمس ملايين السنين، ويُعتقد أن سبب تكون تلك المنطقة حالات الشد والدفع بين الكواكب في مراحل التكون الأولى للمجموعة الشمسية، مما دفع بعض الأجرام الصغيرة نسبيا للخارج.
القادمون من الخلف
وكانت الفرضية السائدة تقول إن الصخرة الضخمة التي ضربت الأرض قبل نحو 66 مليون سنة في منطقة تعرف الآن بشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، كانت كويكبا قادما من حزام الكويكبات الذي يقع بين المريخ والمشتري.
لكن محاكاة باحثي هارفارد، آفي لويب وسراج أمير، بيّنت أنه كان مذنبا طويل المدة قادما من سحابة أوورت، ثم تلقى دفعة من جاذبية كوكب المشتري جعلته يمر من الشمس على مسافة قريبة، هنا تسببت قوة جاذبية الشمس في تفتيت بعض أجزائه.
هذه القطع الصغيرة من المذنب جعلت هناك فرصا إحصائية أكبر ليقع واحد منها في طريق الأرض، وهو ما حدث بالفعل، حسب الدراسة. ما ضرب الأرض إذن لم يكن كويكبا، بل كان قطعة فتات أحد المذنبات يقدر عرضها بما بين 10 و80 كيلومترا.
ويقسم الفلكيون المذنبات إلى نوعين: نوع له مدار يكمل دورة حول الشمس في مدة أكبر من 200 عام، ويسمى هذا النوع "مذنبات طويلة المدة"، مثل هياكوتاكي (Hyakutake) وهالي بوب (Hale-Bopp). والنوع الثاني يتخذ دورة حول الشمس في أقل من 200 عام، ويسمى "مذنبات قصيرة المدة"، مثل تيمبل (Tempel) وإنكي (Encke).
وحسب الدراسة، فإن المذنبات طويلة المدة تميل في 20% من الحالات لأن تقترب من الشمس وتتفتت جزئيا أو بالكامل، وبالتالي فإن ذلك يرفع احتمالات إصابة الأرض 10 مرات مقارنة بالفرضية السابقة، مما يجعل فرصة أن تصيب إحدى تلك القطع كوكب الأرض مرة كل ما بين 250 و370 ألف سنة.