النسخة الكاملة

المعارضة السورية تطلب نجدة المجتمع الدولي قبل اجتماع مجلس الأمن

الخميس-2012-02-01
جفرا نيوز -  دعت الجامعة العربية الثلاثاء الامم المتحدة إلى الخروج عن صمتها لوقف "آلة القتل" للنظام السوري، الا أن دمشق وحليفها السوري لا يبدوان مستعدين للخضوع لضغوط الدول الغربية في مجلس الامن.
واستمع مندوبو الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن من بينهم وزراء خارجية عدد من البلدان، إلى ممثل الجامعة العربية رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يدعوهم إلى انهاء "آلة القتل" التي أدت إلى سقوط اكثر من 5 الاف قتيل منذ اذار/ مارس الماضي بحسب الامم المتحدة، وذلك من خلال تبني مشروع قرار في هذا الشأن.

واكد بن جاسم الذي يرأس لجنة الجامعة العربية بشأن الازمة السورية أن الجامعة العربية لا تطلب تدخلا عسكريا ولا تسعى إلى تغيير النظام الا انها تطالب بضغوط اقتصادية.

وقال إن "جهودنا ومبادراتنا ذهبت ادراج الرياح" اذ لم تبذل الحكومة السورية أي جهد للتعاون مع جهودنا "ولم يكن لديها حل سوى قتل شعبها".

واضاف "آلة القتل لا تزال تعمل والعنف يستشري في كل مكان".
وحذر من أن الوضع في سوريا يمثل تهديدا للمنطقة برمتها.

كذلك تحدث الامين العام للجامعة العربي نبيل العربي في الجلسة مؤكدا أن سعي الجامعة إلى الحصول على دعم مجلس الأمن للتوجه العربي "لا ان يحل محل الجامعة".

واشار العربي إلى أن الهدف الاساسي لتحرك الجامعة العربية هو الوقف الفوري لما يتعرض له المدنيون السوريون وتحقيق مطالبهم بالتداول السلمي للسلطة وتجنب التدخل الخارجي.

ويتضمن مشروع القرار الخطوط العريضة للخطة المقدمة من الجامعة العربية، الا أن أي تصويت لم يحصل في جلسة الثلاثاء. والمسودة الاخيرة لمشروع القرار تحمل صيغة اقرب إلى الطرح الروسي اذ اشارت إلى ضرورة حل الأزمة "بطريقة سلمية" واكدت ادانة "أي عنف ايا كان مصدره"، وهي اضافات تعتبرها موسكو غير كافية حتى الان.

الا ان السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري رفض مشروع القرار متهما الجامعة العربية بانها "تلتقي مع المخططات غير العربية الهادفة لتدمير سوريا". ورأى ان في مشروع القرار المقدم الى مجلس الامن "التفاف على نجاح مهمة" المراقبين العرب في سوريا.

كذلك رفض سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين مشروع القرار الدولي معتبرا انه يتوجب على الامم المتحدة أن لا تزج نفسها في نزاع داخلي، على الرغم الدعوات التي وجهها وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وطالب كل من وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونظيريها الفرنسي الان جوبيه والبريطاني وليام هيغ من اعضاء مجلس الامن ال15 تبني قرار يدين القمع في سوريا (5400 قتيل منذ اذار/ مارس 2011 بحسب الامم المتحدة) ودعوا إلى انتقال سلمي للسلطة في دمشق.

واكدت كلينتون خلال جلسة لمجلس الامن الدولي خصصت لمناقشة الازمة السورية أن عدم تحرك مجلس الأمن الدولي بسرعة لحل الوضع في سوريا سيضعف "مصداقية الامم المتحدة". وقالت "حان الوقت كي تضع الاسرة الدولية خلافاتها جانبا وترسل رسالة دعم واضحة للشعب السوري".

ومن جهته قال جوبيه "اليوم نجتمع كي ننهي الصمت المخزي لهذا المجلس"، مضيفا "نجتمع اليوم كي يتولى مجلس الامن مسؤولياته امام شعب يعاني".

واوضح "من واجبه أن يتخذ قرارا حول حالات خطيرة كما هو الحال في سوريا (...) بان يتبنى سريعا وبدعم كبير مشروع القرار" الذي يدافع عنه الاوروبيون والدول العربية ولكن تعرقله حتى الان روسيا والصين.

ومن جانبه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "علينا أن نكون موحدين في دعم خطة الجامعة العربية وهو ما اطالب به على الفور من جميع اعضاء المجلس للقيام به هذا الاسبوع".

واضاف "عدم القيام بذلك سيكون بمثابة اضعاف هذه المؤسسة، خيانة الشعب السوري، الاساءة للجامعة العربية والعجز عن تولي المسؤوليات الملقاة على عاتقها".

وحرص الوزراء الثلاثة على الرد على اعتراضات روسيا والصين اللتين تخشيان تكرار السيناريو الليبي في سوريا في حال تم طلب تنحي الرئيس بشار الاسد.

واكد جوبيه ان "سوريا ليست ليبيا". واضاف "لا شيء، ابدا لا شيء، في مشروع القرار (...) يمكن ان يفسر على ان موافقة للجوء الى القوة".

وبراي هيغ فان "العمل العسكري لن يكون ردا مناسبا للوضع المعقد في سوريا، وهي نقطة يتحدث عنها مشروع القرار بوضوح".

وقالت كلينتون "بعض اعضاء المجلس يبدون مخاوف من تكرار ما حصل في ليبيا، انها مقارنة خاطئة".

وكانت المعارضة السورية دعت الثلاثاء المجتمع الدولي إلى "نجدة" الشعب السوري مما يتعرض له من قمع على يد النظام وذلك قبل ساعات من اجتماع مجلس الامن الدولي المنقسم في مسعى لوقف حمام الدم.

وناشد المجلس الوطني السوري، ابرز قوى المعارضة، في بيان "منظمات وهيئات الإغاثة الدولية والضمير العالمي، المسارعة إلى نجدة الشعب السوري الذي يذبح ويقتل ويعتقل ويعذب وسط ظروف لا إنسانية".

واضاف البيان "مع تسارع وتيرة الهمجية التي تعامل بها النظام السوري مع مدنيين عزل وصلنا الآن مرحلة يبدو فيها النظام مصرا على إبادة الشعب السوري بكافة السبل".

وتابع "شعبنا يباد في جريمة انسانية سيظل العالم كله يتذكرها لعقود مقبلة .. لا تكونوا شركاء النظام السوري بصمتكم، فالصمت أحد أدوات القتل.. أغيثوا شعبنا".

واوقعت اعمال العنف الثلاثاء 22 قتيلا على الاقل مع عمليات امنية دامية ومعارك بين الجيش النظامي وجنود منشقين انضموا الى حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وفي هذا الوقت، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) أن الاسد عاد بعد ظهر الثلاثاء عددا من جرحى الجيش والقوات المسلحة وقوى الامن مشيدا بما اظهره هؤلاء من "شجاعة وإرادة منقطعة النظير".

واشارت سانا إلى أن الاسد زار "مشفى الشهيد يوسف العظمة" بدمشق وعاد الجرحى "ممن اصيبوا خلال تصديهم للمجموعات الارهابية المسلحة التي تستهدف الوطن والمواطنين"، معتبرا أن هؤلاء "اظهروا ارادة وشجاعة منقطعة النظير".
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير