جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب محمد الطراونه
لا اسرد قصة عن شخصية قرات عنها في بطون الكتب، لكن وبكل الإيمان بقضاء الله وقدره والألم والحزن يعتبران قلبي، اكتب عن رجل قامة وطنية ورجل كالطود الشامخ، تعاملت معه مباشرة على مدى احدى عشر عاما وتعلمت منه الكثير وكنت على تماس مباشر معه يوميا، انه عبد الهادي المجالي الفارس الذي ترجل عن صهوة جواده رجل جمع بين الاحترافية العسكرية والأمنية، وبين الذكاء الدبلوماسي ،وبين التميز السياسي والحزبي والبرلماني. انتقل بكل سلاسة وهدوء من الحياة العسكرية الى الحياة المدنية، وكان فاعلا ومؤثرا وصانعا للأحداث فيها، ايضا عندما انتقل من الحياة العسكرية الى الحياة المدنية، كان دبلوماسيا بارعا ،وكان سياسيا وحزبيا وبرلمانيا متميزا، تمكن من تاسيس اكبر حزب وسطي على الساحة الوطنية، حزب العهد الذي طلب أنحاء المملكة باحثاُ له عن روافد ودعائم لينطلق بقوة ، واسس هذا الحزب على برامج واضحة ومحددة ونجح ايضا في تشكيل الائتلافات الحزبية بين مجموعة من الاحزاب بالتعاون مع شخصيات وطنية تمثل هذه الأحزاب ًًًًًُسمي الحزب الوطني الدستوري، وتمكن بعد ذلك ايضا من تشكيل تيار عريض هو التيار الوطني ،هذا التيار الذي ُبني على اسس وبرامج محددة ، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية و كل المجالات الاخرى انه عبد الهادي المجالي الذي شغل مواقع وطنية مهم عرفته ممثلا بارعاً للدبلوماسية البرلمانية الأردنية، في المحافل العربية والدولية، وكان عنيدا في الدفاع عن القضايا العربية وكان حاشداً ممتازاً ومبدعاً لدعم المواقف الأردنية و دعم القضية الفلسطينية ،كان مقر اقامته ملتقى ومنتدىً للبرلمانيين العرب والأجانب، وكان المبادر دوما الى تنسيق المواقف البرلمانية العربية في مختلف المحافل الدولية ، و استصدر قرارات برلمانية دولية داعمة للقضايا العربية كان ايضا عنيدا في الدفاع عن هيبة مجلس النواب، ولعب دورا بارزا في تهيئة البيئة المناسبة للعمل النيابي، وتمكن من اقامة مبنى خاص في مجلس النواب زوده بكل الأجهزة الحديثة والإمكانات المتطورة التي تمكن النائب من اداء دوره الرقابي والتشريعي على اكمل وجه، كان يعارض قيام النواب بزيارات الى الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية او الخاصة الا خلال مواعيد محددة و مثبتة،حرصا على هيبة ممثلي الشعب ولا يقبل ان يقف النائب أمام باب اي مسؤول دون موعد ،كان حريصا على تعزيز مبدأ الفصل بين السلطات في إطار من التعاون بينها لقد كان ابا سهل رحمه الله ودوداً طيباً ،قريباً من الجميع، حريصاً على تقديم كل الدعم والمساعدة للمحتاجين والفقراء والطلاب ،بغيابه ستفقد الساحة الوطنية عسكرياً محترفاً،وبرلمانياً وحزبياً ،وعشائرياً بارزاً شكل رقماً صعباً في مسيرة حياته . رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته .