النسخة الكاملة

الأردنيون متشوقون لقدوم الزائر الأبيض إلى المملكة

الخميس-2021-02-03 01:10 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تزين موقعا التواصل الاجتماعي "فيسبوك” و”تويتر”، منذ بدء الإعلان عن منخفضات ثلجية متوقعة ستتأثر بها المملكة الأردنية خلال الشهر الحالي بالعديد من الصور والمنشورات "الثلجية”، شاركها مستخدمون تحت عنوان "حدث في مثل هذا اليوم”.

يستذكر الأردنيون، عبر حساباتهم الشخصية وصفحات المدن الرسمية، أوقات تساقط الثلوج التي مرت على الأردن خلال أربعينية الشتاء، والعواصف الثلجية التي تأثرت بها العديد من المناطق في مثل هذا الوقت خلال السنوات الماضية.
ومنهم أحمد حجاج الذي شارك عبر صفحته على "فيسبوك” صورا تنقل الثلوج العام الماضي، مستذكرا اللحظات العائلية الجميلة التي قضاها برفقة عائلته ولحظات المرح واللعب مع الجيران وأبناء الحي.

الصور التي التقطها حجاج لجبال عمان وضواحيها وهي تكتسي باللون الأبيض حفظت في هاتفه المحمول، معبرا "أن الحنين إلى تلك اللحظات دفعه لإعادة نشرها مرة أخرى، بعد أن سمع عن قدوم منخفض قطبي جديد”.
وعبر صفحة مدينة السلط الرسمية، تمت مشاركة صور للثلوج في مناطق عدة في المدينة خلال السنوات الماضية، وبالتزامن مع تساقط البرد والثلوج في نهاية كانون الثاني (يناير)، انهالت التعليقات من سكان المدينة الذين تفاعلوا بمشاركة مشاهد سابقة لتساقط الثلوج وأوقات جميلة برفقة الأصدقاء أو أفراد العائلة.

كما استذكر العديد من المواطنين عاصفة "أليكسا”، التي ما يزال الحديث عنها حاضرا في كل مرة يتم الإعلان فيها عن قدوم منخفض ثلجي، فتسعى العديد من العائلات لتحضير الأكلات الشتوية، أو نشر صور خاصة بإعدادها، إلى جانب العبارات التي تتغنى بمذاق المشروبات الساخنة، يتسيدها "السحلب”، واستذكار المواقف أو الأحداث "المضحكة” حينها.

"النهفات” التي يتعرض لها كثيرون خلال أوقات المنخفضات الثلجية، من تنظيف "الصحن اللاقط” والأدراج وفتح دخلات الأحياء الضيقة، والكثير من التفاصيل الجميلة التي يعيشها الأردنيون لخصها أحمد الزعبي في منشور على "فيسبوك” في الوقت الذي كانت تتناثر فيه الثلوج في معظم محافظات المملكة نهاية الأسبوع الماضي.

ومن جهة أخرى، أنشأ الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صفحة على "فيسبوك” أطلقوا عليها اسم "ثلوج الأردن”، يشاركون من خلالها أخبار الطقس والمنخفضات الجوية التي ستتعرض لها المملكة، وصورا للثلوج في السنوات السابقة من محتلف المحافظات.

بدت هذه الصفحة وكأنها ملتقى للأردنيين محبي الثلوج، يستذكرون من خلالها أوقات تساقط الثلوج، ويتشاركون الصور والفعاليات التي كانوا يقيمونها خلال المنخفضات الثلجية السابقة.

وفي هذا الشأن، يشير اختصاصي علم الاجتماع عميد كلية الأميرة رحمة في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي، إلى أن الإنسان بطبيعته يميل إلى توثيق اللحظات الجميلة والمناسبات، ولعل الثلوج من أجمل المناسبات الوطنية التي يجتمع الأردنيون على حبها، ومشاركة اللحظات وتفاصيل يومهم مع الآخرين.

الصورة، بطبيعة الحال، توثق مراحل ولحظات مميزة يعيشها الإنسان في أوقات مختلفة يلجأ إليها عند الشعور بالحنين لمعايشة تلك اللحظات، أو إن عايش تلك اللحظة من الجديد، وهذا ما يحدث عادة في مواسم الشتاء الغزيرة والثلوج تحديدا، وفق الخزاعي.

ويضيف "نشر صور الثلج ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يدلان على حيوية الإنسان واستعادته الذكريات، فهو بطبيعته يميل إلى العيش مع الذكريات، ويتمنى دائما أن يعم الخير، وتعود مثل هذه المناسبات، خصوصا التي تتعلق بالطقوس الجميلة في فصل الشتاء والثلوج والإغلاقات بسبب الثلوج ولعب الأطفال، ومرحهم برؤية الثوب الأبيض يكسو الجبال، وحالات التكافل الاجتماعي التي يعيشها المواطنون بأبهى صورها في اللحظات الصعبة مثل تراكم الثلوج وأوقات الشتاء”.
ويجد الخزاعي أن مشاركة هذه الصور من خلال المنشورات على "فيسبوك”، تعد تجسيدا لذكريات قديمة حلوة عاشها الإنسان بفصل الشتاء ويحاول استعادتها من خلال مشاركة الصور من جديد عند سماعه عن منخفض قطبي جديد أو عاصفة ثلجية، متمنيا أن تعود هذه اللحظات والفصول.

الصورة هي استعادة لذكريات جميلة يتمنى الإنسان أن يعيشها كما عاشها في هذا الوقت من الأعوام السابقة، وهي دلالة على حيويته ونشاطه واشتياقه لهذه الأوقات التي مرت في الفصول الماضية، وهي بمثابة أمنيات بأن تأتي هذه المنخفضات من جديد، وذلك بعقد مقارنات جميلة بين هذ اللحظات ومثلها في السنوات السابقة، وفق الخزاعي.
ويتابع "لعل المبادرات المجتمعية وصور التكافل الاجتماعي التي يشهدها المجتمع خلال فصل الشتاء وموسم الثلوج تحديدا من إغاثة الملهوف والوقوف إلى جانب بعضهم بعضت وتأمين تحتياجات الآخرين، كلها تفاصيل تجعل للثلوج ذاكرة جميلة ومؤثرة في نفوس الأردنيين”.


الغد
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير