جفرا نيوز - لانا العبادي
ابتسم وزير ثقافة الظل أبوعلي ولم يستغرب الهبة الشعبية الكبيرة ،على شبكات التواصل الاجتماعي للدفاع عنه بعد ان ادى خطا بيروقراطي إلى سحب الكتب التي يضعها امام "الكشك" بهدف بيعها .
وقامت وكالة "جفرا" بالتحدث مع حسن أبو علي والملقب شعبيا بوزير ثقافة الظل، وأكد قائلا إن مجموعه من أزاله العشوائيات ،قاموا بمصادره الكتب والكتب التي تجمل الرصيف والمكان واشار ابو علي بحديثه "لجفرا " ان وزير الثقافه باسم الطويسي قام بالاتصال به , كما قام أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة بذات الامر مساء اليوم نفسه مبديا اعتذاره واسفه لما حصل من مصادرة بعض الكتب الموجودة على الرصيف، ووجه الشواربة بإرجاع الكتب إلى كشك ابو علي الأمر الذي تم بسرعة من قبل كوادر أمانة عمان الكبرى .
ابو علي المعروف شعبيا بوزير الظل كان الملك عبدالله الثاني قد أنعم عليه بوسام الاستقلال من الدرجة الرابعة. علق حينها أبوعلي بأن هذا الوسام "مفخرة لمن يحملون هاجس الثقافة العربية، ونشرها ليس في الأردن وحسب وإنما في العالم العربي أيضا.
وكان الملك قد كرّم أبوعلي للمرة الثانية بعد أن حصل في العام 2002 وبمناسبة الاحتفال بعمان عاصمة للثقافة العربية على ميدالية فضية من الدرجة الثانية، قال عنها آنذاك "إنه أسعد يوم في حياتي، ولم أتوقع أن يحدث هذا لي في يوم من الأيام بصفتي صاحب كشك كتب صغير ومنزو في وسط البلد.
وسبق للملكة رانيا العبد للة أن زارت أبوعلي واشترت منه الكتب، حينها كتبت الصحافة أن الملكة زارت وزير الثقافة الشعبية، وصافحته وسألته عن أحوال الناس وعن إقبال أهالي عمان على شراء الكتب والصحف حينها اشترت الملكة ثلاثة كتب من أبوعلي، من بينها رواية للروائي زياد قاسم وأخرى لمؤنس الرزاز.
ووفق رصد لصحفية عربية بنص تقريرها عن كشك ابوعلي فان الزقاق الذي يقع فيه "كشك الثقافة” على مبنى البنك العربي، فقد كان موقفا لسيارات السرفيس التي تنطلق من عمّان إلى مدن فلسطين؛ القدس ورام الله وأريحا ونابلس، كما أن محل حبيبة للكنافة النابلسية، قائم في مكانه حتى هذه اللحظة منذ عام 1953 .
أبوعلي رجل عاشر الراحلين عبدالمنعم الرفاعي ومنيف الرزاز وتيسير سبول ومحمد طملية ومؤنس الرزاز وأحمد فؤاد نجم وجورج حبش وغيرهم فقد مرّوا جميعا من هنا وتوقفوا أمام الكشك وجادله كل واحد منهم حول كتاب ما.
وبحسب الصحيفة يقسّم أبوعلي زبائنه إلى أجيال، حسب ما مرّت به المنطقة من أحداث وصروف، فقد بدأ عمله في بيع الجرائد والكتب والمجلات، هنا في وسط البلد، حيث كان يقف على ناصية الشارع إلى جانب سوق الذهب، وكانت للصحف في الخمسينات من القرن الماضي أهمية كبرى لدى الساسة والمثقفين وسائر الفئات الاجتماعية، فمن خلالها كانوا يتابعون أخبار العالم المفصّلة، ويقرأون ما يكتب الصحافيون، يقول أبوعلي: إن الصحافة كانت النافذة التي يطلّون منها على العالم .
مثلا؛ وصفي التل، حيث كان في حينها مدير الإذاعة الأردنية الفتية، يأتي كل يوم ومعه صلاح أبوزيد ليتناولا طعام الغداء في مطعم جبري، وقبل ذلك، لا بد أن يمرّا بأبوعلي فيأخذ وصفي منه الصحف ويدعوه إلى طعام الغداء، وأبوعلي يقول إنه كان ينتظره أصلا ليرافقه إلى المطعم .
وكان لدى أبوعلي دفتر دين كبير، لكل كاتب صفحة يسجل عليه فيها ديون الكشك، ولم تكن الديون تقتصر على أثمان الكتب، بل تشمل أيضا بنودا أخرى كثيرة، منها أقساط الجامعات لبعض المثقفين الطلاب الذين كانوا يلجأون إليه لدفع الرسوم الجامعية إلى حين ميسرة، ومن ضمن مدينيه المقيدة أسماؤهم في الدفتر كان يفرد عدة صفحات لسجناء الرأي في المحطة، تحت طائلة التصنيف كديون معدومة .
يقول أبوعلي: إن زبائنه اليوم هم من الشباب وكلهم منكبون على قراءة الروايات، ومن الكبار الذين تستهويهم كتب الفكر والسياسة، أما الصحف، فقد انخفضت مبيعاتها إلى أقل من الخمس، ولم يعد متابعوها يعدّون إلّا قليلا، ربما لأنهم يتابعونها فقط لمتابعة النعوات والإعلانات القضائية.
ويتذكر ابو علي إن هذا المكان خرج جميع الشخصيات العالمية والمحلية والدبلوماسيين وسفراء ورئاسة دول .، واضاف انه يهتم بالكشك ليس من اجل المادة بل هي خدمة معنوية ننشر رسالة سامية وهدف أخلاقي .
واختتم حديثه بان الإقبال الأكثر على الرويات والكتب الفكرية والمذكرات السياسية الأردنية وتحدث مطولا عن تيسير سبول، فقد كان قبل السجن وبعده زبونا دائما عنده، وكذلك فايز محمود ومحمد طملية، وعن طبيعة العلاقة الخاصة التي كانت تربطه بكل واحد منهم، يقول إنهم كانوا يعودون إليه من المعتقلات ومن الأسفار ومن فصول ومقاعد الدراسة، فكل مساء كان هؤلاء ومعهم الكثير من الشباب يذرعون شوارع وسط المدينة جيئة وذهابا، يجلسون في المقاهي والمطاعم والحانات، يختلسون النظر إلى الفتيات، ويتوقفون أمام كشكه يتصفحون الكتب والمجلات والصحف، أحيانا يشترون بعض الكتب وأحيانا كثيرة لا يشترون.